البطيخة "الثائرة" في مكتبة ليلى المقدادي القطان

الرئيسية في القطان الأخبار البطيخة "الثائرة" في مكتبة ليلى المقدادي القطان

كيف تمكنت بطيخة من اختراق مكتبة ليلى المقدادي القطان على الرغم من أنه يُمنع إدخال المأكولات والمشروبات إلى المكتبة؟

لم تعد البطيخة بالنسبة لمجموعة "عين وبصر"، المكونة من يافعين ويافعات، مجرد حبة فاكهة عادية، وفي كل مرة سيحضر والديهم حبة بطيخ، سيفكر اليافعون واليافعات في فلسطين.  فالبطيخة التي رسمها الفنان خالد حوراني قبل سنوات، عادت من جديد خلال الأحداث الأخيرة، لتصبح أيقونة سياسية تعبر عن قدرة الفن على اختراق الأنظمة والتحايل عليها.

استضافت مجموعة "عين وبصر" يوم الخميس 27 أيار 2021 في مكتبتهم؛ مكتبة ليلى المقدادي القطان في مؤسسة عبد المحسن القطان، الفنان خالد حوراني، حيث تعرفوا في اللقاء الذي سبق على كتابه "البحث عن جمل المحامل"، وكان لا بد من استضافته للحديث عن فنه وتجربته، وبخاصة خلال هذه الفترة التي نعايشها، والتي يصبح الفن أداة قوية للتعبير عن الأوضاع السياسية والتحايل على "العدو" كما يذكر حوراني خلال اللقاء.

حدثهم حوراني عن أشياء كثيرة كالفرق بين تجربته في كتابة رواية "جمل المحامل" وبين الكتابة والرسم، والقصص التي تكون وراء الأعمال الفنية، وبعض قصص أعماله التي عادت إلى الظهور بقوة خلال أحداث القدس الأخيرة مثل عمله "الطريق إلى القدس"، الذي أنتجه في العام 2009 كجزء من احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009، حيث كانت فكرته، أيضاً، كتابة كلمة القدس بالعربية والإنجليزية على حجر سيراميك ووضعها كيافطة في مدن وأماكن مختلفة في فلسطين والعالم، مع الإشارة إلى المسافة التي تبعد عنها.  وضعت أول يافطة في القدس القديمة مع مسافة صفر، واستخدم حوراني مادة السيراميك لأنها المادة نفسها التي يتم استخدامها في القدس للإشارة إلى الأماكن، وكانت فكرته تجاوز العراقيل الإسرائيلية التي منعت وقتها أي نشاط لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية، وما زالت تعمل على منع أي نشاط ثقافي- اجتماعي- سياسي يعزز فكرة أن القدس عاصمة فلسطين، وسياساتها الممنهجة في تهجير الفلسطينيين والتضييق عليهم في كل مناحي حياتهم.

ومن ثم تناول حوراني ما وراء عمله الفني "البطيخة" حيث يقول: "إنها قصة العلم، في السبعينيات عندما كان العلم الفلسطيني ممنوعاً وتهمة يعاقب عليها قانون الاحتلال.

قال الضابط الإسرائيلي لمجموعه من الفنانين وهم يهمون بتشكيل رابطة للفنانين: ممنوع رسم كذا وكذا من الرموز الوطنية، ويحظر رسم ألوان العلم الفلسطيني.

فقال أحد الفنانين، ولكن ماذا عن رسم ورده بألوان العلم؟ فقال الضابط ممنوع طبعاً.  وممنوع حتى رسم بطيخة .... إلى هنا.

ربما زال الحظر والمنع، ولكن الاحتلال لم يزل.  استعرت من هذا الضابط فكرة العمل، ليس إعجاباً بخياله المريض، وإنما تخليد لمنعه.  وقد أنتجت البطيخة العلم لمشروع أطلس فلسطين الذاتي في العام ٢٠٠٧.  وبعد ذلك في كذا معرض حول العالم، وطبع بأشكال مختلفة كملصقات، وجداريات وأغلفة كتب وغيرها".

ومن وحي هذا العمل قامت المجموعة برسم خارطة فلسطين من أجل حفرها على البطيخة التي تمكنت من الدخول إلى المكتبة خلسة كجزء من استكمال العمل على مشروع "البطيخة" بأشكال إبداعية أخرى.

اختتم اللقاء بسرد لقصص مختلفة من قبل المجموعة عن علاقة البطيخة في حياتهم من منظورات سياسية أو حتى اجتماعية.  وفي نهاية اللقاء، تم تناول شرحات البطيخة، وربما فعل الأكل نفسه أصبح عملاً فنياً أدائياً جماعياً للعلم الذي يعيش في أجسادنا.

وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة "عين وبصر" هي عبارة عن لقاءات فنية فكرية وجاهية-وعن بعد، تستهدف اليافعين (12-16 عاماً)، وتهدف إلى تدريب العين والبصر على التقاط ما يدور حولنا من ظواهر بصرية اجتماعية بإشراف المنسقة في برنامج البحث والتطوير التربوي لبنى طه.

وتحاول فكرة هذه المجموعة النظر إلى الظروف التي نعايشها من تباعد جسدي، واستخدام هذه الظروف كفرصة لبناء طريقة عمل مختلفة مع اليافعين/ات، تركز على العمل معهم بمجموعة صغيرة جداً (7 كحد أقصى) بحيث تكون اللقاءات مع اليافعين أشبه بمجاورات فنية وفكرية ولمدة كافية من الزمن.