"القطان" تنظم مساقاً حول الدراما والنمو الثقافي للأطفال لمربيات الطفولة المبكرة

الرئيسية في القطان الأخبار "القطان" تنظم مساقاً حول الدراما والنمو الثقافي للأطفال لمربيات الطفولة المبكرة

شرع برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان، في تنظيم مساق تدريبي في تعليم الأطفال والتكون المهني ضمن برنامج الطفولة في دورته الجديدة للعام 2020، وذلك بحضور 28 مربية من مناطق مختلفة من الضفة، حيث تم عقد ثلاث لقاءات 22 و26 آب و2 أيلول 2020، في مقر المؤسسة في حي الطيرة في رام الله، بإشراف كل من مدير برنامج الطفولة مالك الريماوي، والباحثة فيفيان طنوس.

وأوضح الريماوي أن المساق يأتي في سياق الفهم الخاص لخصوصية نمو الأطفال وتعلمهم في هذه المرحلة التي شبهها علماء التربية بحلبة سيرك، مستشهداً بما ذكره سيفتلوف قائلاً "إنني أتصور الطفولة واليفاعة كحلبة سيرك، في حين أنني أتصور الرشد كحلبة صراع"، مضيفاً أنه إذا كانت طبيعة مرحلة الطفولة في العادة تشبه حلبة السيرك، وما فيها من عرض يجمع اللعب والمتعة والبحث والاستكشاف، فإنها في ظل اللحظة الراهنة قد اشتملت على الكثير من الصراع، والتحدي الذي يتطلب من التعليم أن يخلق نوعاً من القدرة الخاصة، والتطور النوعي القادر على تلبية شروط تعليم الأطفال في هذه اللحظة؛ تعليم يستجيب لحاجات الأطفال من جهة، ويواجه شروط الخطر من جهة ثانية.

بدورها، قالت طنوس إن دور المربيات في ظل الأزمة الراهنة أصبح مضاعفاً من جسر للفجوة بين البيت والروضة من جهة، وبين التعليم الوجاهي والإلكتروني من جهة أخرى، إضافة إلى خلق علاقة تناغم وتكامل فيما بينهما، والتنويع في أدوات التعليم وبناء التعلم الذي يتناسب مع اهتمامات أطفال هذه المرحلة، الذي يمكنه أن يجيب عن تساؤلاتهم الآنية.

وأوضحت طنوس أن دور المربية يتعدى فكرة التعليم المرتبط بالمنهاج الذي يجب أن ينظر إليه كأداة يمكن من خلالها تحويل التعلم إلى تجربة مُعاشة تشبه ما يحدث في الحياة وتساعد الأطفال على طرح الأسئلة، بدلاً من البحث فقط عن إجابات.

يذكر أن اللقاءات قد تضمنت انخراطاً في تجربة تعليمية تعلمية مبنية على منهجية عباءة الخبير، تناولت موضوع البحر كسياق متخيل للتعلم، وتعرفت المربيات من خلالها على عناصر عباءة الخبير كمنهجية توظف المعرفة المرتبطة بالموضوعات المنهاجية من جهة، وتعمل على تطوير المهارات الاجتماعية والجسدية والبحث في الموضوعات القيمية من جهة أخرى، وما ينتج عنها من مخرجات مادية يمكن عرضها، بحيث تشكل مادة توثيقية للمشروع كمشروع تعلمي للأطفال يصبح قصتهم؛ تلك القصة التي قاموا ببنائها وتذويتها في أجسادهم ومنتجاتها معاً.

في نهاية اللقاءات، عبرت المربيات عما قمن باكتسابه إلى جانب تعرفهن إلى منهجية عباءة الخبير، حيث عبّرن عن أهمية الخيال كأداة مهمة في تعليم الأطفال، وكذلك أهمية التخطيط الذي يجعل من الحصة الصفية رحلة تعلمية ملهمة لكل من المعلمة والأطفال معاً، وأن على المعلمة أن لا تتعامل مع الأطفال على أنهم صفحة بيضاء، فأطفال اليوم بفضل التطور التكنولوجي يعرفون الكثير، فأنا كمعلمة عليَّ أن أعرف ماذا يعرفون، وأن أبني تعلمهم من نقطة ما يحتاجون إلى معرفته، وأثير دوماً الحوار فيما بينهم.