التكون المهني للطفولة المبكرة

الرئيسية التكون المهني للمعلمين التكون المهني للطفولة المبكرة

منذ العام 2011، انضمّت عشراتُ المربيّات الفلسطينيّات لبرنامج التكوّن المهنيّ للطفولةِ المبكّرة، الذي يهدفُ إلى تفعيل دورهنّ في رياضِ الأطفال وفي مجتمعاتهنّ، عبر تنظيمه مساقاتٍ وورش عملٍ في التعليم والفنون، العلوم والاستقصاء، بيداغوجيا الطفولة، استراتيجيات التكون المهني الذاتيّ.

 

ضمن البرنامج، يعمل الباحثون مع المربيات لتخطيطِ مشاريع تعليميّة وتنفيذها في الصفوف، ثمّ تُستكمل تجربة المربيّات المنخرطات في البرنامج عبر التأمّل في ممارساتهنّ والكتابةِ عنها، والتعبير عنها بالفنون.

 

من المساحاتِ الرحبة التي يوفّرها البرنامج للانفتاح على خبراتٍ جديدة، التبادل السنويّ، الذي يقدم فرصة لعددٍ من المربيات للسفر إلى مدرسة "وودرو" الأساسيّة البريطانيّة التي تطبّق نهج عباءة الخبير في صفوفها، من أجل أن يندمجن في عمليتيْ التخطيط والتطبيق العمليّ، إضافةً إلى توثيق التجربة بالكتابة لنقلها إلى رياضهنّ وإلى زميلاتهنّ المربيات في فلسطين.

 

في السياقِ ذاته، تمّ تفعيل "منتدى مربيات الطفولة"، ليشكل للمربيات منبراً يمكّنهن من تبادل الخبرات فيما بينهن، ويحفزهنّ على العمل ومتابعة كل ما هو جديد في برنامج الطفولة بشكل خاص، وبرامج مؤسسة عبد المحسن القطّان بشكل عام.

 

ويُعدّ مهرجان "أيّام العلوم في فلسطين" فرصةً جديدة للمربيّات في عمليّة تكوّنهنّ المهنيّ في رياضهنّ، وتمكينهنّ في وسطهنّ الاجتماعيّ؛ بحيث تعرض خلاله المربيّات فعاليّات وتجاربَ ومعروضاتٍ علميّة للطلبة والأهالي والمجتمع المحليّ.

 

يسعى البرنامج إلى تعليمٍ لا يتحدّث عن القيم، بل يجسّدها، فيتعلّم الأطفالُ عبر الممارسة الفعليّة، بدلاً من أن تُملى عليهم المعايير الأخلاقيّة كعبرةٍ مجرّدة؛ ويحملُ البرنامجُ رؤيةً تنطلق من الاعتقاد بأنّ تطوير المربيّات هو عمليّة ذاتيّة داخليّة تنبع منهنّ، وإنْ كانت تبدأ في ورشِ عملٍ يقدّمها مدرّبون وباحثون.

 

يسعى التعلّم عبر المشروع (بيداغوجيا المشروع) إلى تعزيز مشاركة المعلّمين والطلبة في مجتمعاتهم، سواء في المدرسة أو في الحيّز العام؛ وذلك عبر تنفيذ مشاريع تعليميّة في المدارس لإعادة إنتاج المعرفة من منظور طلابيّ.

 

تتراوح موضوعات المشاريع التي يعمل عليها المعلّمون المنخرطون في "التعلّم عبر المشروع" بين العلوم الاجتماعيّة والحياتيّة والفيزياء والرياضيّات واللّغة الإنجليزية.

 

فمنذ العام 2011، بدأت معلّمة وطالباتها في مدرسة يبرود مشروعهنّ حول الأحافير، فبحثنَ في الموضوع، وجمعنَ الأحافير وصنعن مجسّماتٍ لها.  الآن العام 2018؛ هنّ يقمنَ بتكوين رؤية ورسالة واضحة لمتحف تفاعليّ للأحافير في القرية، وخطة لإدارته، وشعارٍ له؛ بعد أن أشركنَ الأمهات، والطالبات الأصغر سنّاً، وأهالي قريتهنّ وفنّانين محليّين، ما ساعدهنّ في إيجاد مبنى مناسب للمتحف وترميمه.

 

خلال العام 2017 مثلاً، تركّز العمل في غزّة في سبعةِ مشاريع آخذة في التطوّر، أحدها "المرأة والعلوم"، الذي بحثت خلاله مجموعة من الطالبات عن قصص ناجحة لنساء من حول العالم، وسألن عيّنة بحثية عن أبرز شخصيّة مؤثرة، وجدت الطالبات أنّ المعظم قد اختار شخصيّات غير عربيّة، لذا تحوّل توجههن إلى أهميّة تعريف الناس بنساء فلسطينيات ناجحات في المجال العلميّ، وبدأت مرحلة جديدة من العمل على المشروع.