اختتم برنامج البحث والتطوير التربويّ في مؤسسة عبد المحسن القطّان، الأحد 22/1، فعاليّات المساقات الشتويّة في الدراما والبحث والتكوّن المهنيّ والفنون التي استمرت خلال الفترة بين 20-22/1 في أريحا؛ وذلك بمشاركة 150 معلّمة ومعلّماً من الضفّة الغربيّة وقطاع غزة والناصرة والبعنة وعكا وطمرة.
وتضمنت الفعاليّات أربعة مساقاتٍ رئيسة؛ الأول حول دراما "نهج عباءة الخبير" بإشراف البريطانيّ تيم تايلور، والثاني بعنوان "الدراما التكوّنيّة: المعرفة عبر خبرتيْ التعلّم والفنّ" بإشراف مدير برنامج البحث في "القطّان" وسيم الكردي، ومدير مشروع وليد وهيلين القطّان لتطوير البحث والتعليم في العلوم نادر وهبة؛ والثالث بعنوان "الدراما بحثيّاً: التطبيق والتأمل والبحث" بإشراف البريطانيّ فيليب تايلور، بينما تناول المساق الرابع الدراما التكوّنيّة من منظور القيم والأيديولوجيا في التعليم والمجتمع، وذلك بإشراف مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعية في البرنامج مالك الريماوي، والباحثة في البرنامج فيفيان طنّوس.
وتخلل الفعاليّات لقاءات مسائيّة؛ من ضمنها ندوة بعنوان "أصواتنا المفقودة"، قدّمها الباحث في المؤسّسة الفلسطينيّة للتنمية الثقافيّة "نوى" نادر جلال، وشملت عرضاً سمعيّاً وبصريّاً حول الإنتاج الموسيقيّ المحترف في فلسطين، ودور الموسيقيين الفلسطينيين وأثرهم على مستوى الوطن العربيّ بعد النكبة؛ وتبع الندوة عرض فيلم وثائقيّ عن المنتج والمخرج الفلسطينيّ صبري الشريف بعنوان "صبري" للمخرجة اللبنانيّة فرح شيَا، وسهرة غنائيّة برفقة عازفين فلسطينيين.
كما عُقد السبت 21/1، لقاء مفتوح مع الباحث في البرنامج معتصم الأطرش؛ حول الكتابة التأمليّة وإعداد متطلّبات "المدرسة الصيفيّة: الدراما في سياق تعلّمي" التي ينظمها برنامج البحث سنوياً في جرش وقد أتمت عامها العاشر في آب الماضي، بحيث تُعدّ المساقات الشتويّة استكمالاً للمدرسة الصيفيّة، التي ينال المشاركون فيها بعد اجتيازها شهادة دبلوم في "الدراما في سياق تعلّميّ"؛ وتهدفُ المساقات إلى مساندة المعلّمين ودعمهم لإنهاء متطلّباتهم الأكاديميّة، وبناء مخطّطات لتجارب تعلّميّة صفيّة وتطبيقها؛ ليتمكّنوا من اجتياز التقييم من قبل الهيئة الأكاديميّة للمدرسة الصيفيّة، تمهيداً للالتحاق بالمستوى التالي.
وشارك في المساقات معلمات منخرطات في برنامج التكوّن المهنيّ لمرحلة الطفولة المبكّرة، ومعلمون ومعلمات من برنامج الدراما في سياق تعلمي.
ومن الفعاليّات المسائيّة أيضاً؛ ورشة عمل مع الباحثة والمنسقة في برنامج البحث لبنى طه، حول أدب الأطفال، استعرضت فيها نماذج من قصصِ أطفالٍ عربيّة وعالميّة، متنوّعة من حيث التصميم وطريقة الرسم والألوان المستخدمة، موضحةً عبرها كيفيّة تحويل قصة الأطفال إلى نشاطٍ فنّيّ في غرفة الصفّ.
وقالت المشاركة مي رفاعي، إنّ مساق "الدراما التكونيّة: المعرفة عبر خبرتيْ التعلّم والفنّ" أتاح لها فرصةً مختلفة عن المدرسة الصيفيّة؛ كونها طالبة في مستوى السنة الأولى في المدرسة، فشاركت هذه المرّة محمّلةً بالأسئلة ومتعطّشة للتوجيه بعد أن جرّبت توظيف الدراما في التعليم مع طلبتها خلال الأشهر الماضية؛ مضيفةً: "هناك زوايا أضيئت في رأسي وأثارت لدي فضول البحث فيها، مثل مجال الموسيقى والفن؛ فتشكلت لدي رغبة في تطوير نفسي وتعلّم المزيد عن هذا المجال، ومحاولة قراءة اللّوحات الفنية وتحليلها، والقراءة أكثر عن المدارس الفنيّة المختلفة وتوجّهاتها".
ويوافقها المشارك مشير القاضي معبّراً: "أعتقد أنّ المساقات الشتويّة تعيد ترتيب الأفكار والتجارب وصقلها؛ وبخاصّة أنّها تأتي بعد الفترة العمليّة التي جرّبنا خلالها -كمعلّمين- في الصفوف المدرسيّة، فهي تجعل الخبرة والمعرفة طازجة دوماً وفي متناول اليد".
كما أضاف القاضي عن مساق "الدراما بحثيّاً: التطبيق والتأمل والبحث"، أنّه بعيدٌ عن المنهج التقليديّ، ويركّز على التأمل والبحث المتواصليْن؛ مؤكداً: "توصّلنا إلى أنّه ينبغي على الممارس لأيّ تجربة، أن يملك أسلوباً وبصمةً خاصّة به كي يقدّم ما يراه مهمّاً بالنسبة للمتدرّبين، منطلقاً من تساؤلاتهم واحتياجاتهم".
من جانبه، قال المشارك غسان نداف، إن تجربته في مساق "الدراما التكوّنيّة من منظور القيم والأيديولوجيا في التعليم والمجتمع" مهمّة ومكثّفة، وأضافت له بُعداً جماليّاً، وبخاصّة في توظيف "الأغراض"، وإسقاط أكثر من معنى عليها، مؤكداً: "كنت على درايةٍ بأنّ الدراما تتجاوز المنهاج، لكنّي استطعتُ في هذا المساق رؤية الدراما تتناول أفكاراً عميقة جداً، وتعيد تشكيل نظرتنا للعالم".
يذكر أن برنامج البحث سينظم في رام الله فعاليات استكمالية للمساقات الشتوية تبدأ الثلاثاء 24 الشهر الحالي، وتنتهي السبت 28 من الشهر نفسه.