إطلاق مشروع مكتبة البذور البلدية في فلسطين

الرئيسية في القطان الأخبار إطلاق مشروع مكتبة البذور البلدية في فلسطين

افتتحت مؤسسة عبد المحسن القطان يوم الجمعة 3/ 6 مكتبة البذور البلدية، التي تعدّ المكتبة الأولى من نوعها في فلسطين، وذلك في المتحف البيئي في قرية بتير بمحافظة بيت لحم.

 

ويهدف مشروع المكتبة إلى المحافظة على بذور لأنواع شتى من المحاصيل البلدية الفلسطينية التي باتت تتلاشى بوتيرة متسارعة، كما سيتمّ من خلال المشروع تعريف طلبة المدارس في فلسطين بتراثهم الزراعي.

 

وقد عُقدت، خلال الفترة الماضية، لقاءات عدة لمجموعة من المعلمين من محافظتيّ بيت لحم والخليل، بإشراف باحثة أنثروبولوجية الريف الفلسطينية فيفيان صنصور، وبالشراكة مع مشروع وليد وهيلين القطان لتطوير البحث والتعليم في العلوم/ برنامج البحث والتطوير التربوي، حيث قاموا بإعداد برنامج تعليمي يرمي إلى تعريف الطلبة في المدراس بأهمية المحافظة على البذور البلدية، وإطلاعهم على تاريخ الزراعة في فلسطين.

 

ويملك المعلمون والطلبة معرفة وافية بأصول البذور، وصحة التربة، والزراعة العضوية، إلى جانب إلمامهم بالأبعاد السياسية التي تنطوي عليها مجموعة البذور البلدية.

 

وفي هذا السياق، قالت صنصور: "نحن نواجه تحدياً وفرصة في الوقت نفسه في فلسطين.  فالتحدي الذي نواجهه يكمن في كيفية المحافظة على التنوع الحيوي والثقافي في ظلّ غياب الاستقلال السياسي.  أما الفرصة، فتكمن في ثراء معرفتنا بأصول وأساليب الزراعة العتيقة والبذور البلدية، وهي معرفة لا تزال قائمة وتنبض بالحياة".

 

ومن المقرّر عرض عمل فني مركب تفاعلي من إعداد صنصور والفنان عايد عرفة، يُظهر مجموعة البذور البلدية الفلسطينية في المكتبة، إضافة إلى نموذج لإظهار كيفية عرض البذور، كما ستتاح الفرصة للزوار للاطلاع على مجموعة من الصور وأفلام الفيديو التي أنتجها المعلمون والطلبة معاً.

 

ويقول د. نادر وهبة، مدير مشروع وليد وهيلين القطان للعلوم: "يسعى مشروع المكتبة إلى إبراز أهمية التعليم البديل في العلوم، إلى جانب التأكيد على أهمية حماية تراثنا الثقافي والزراعي من الضياع والاندثار في سياق الاضطهاد السياسي الذين نتعرض له".

 

وستكشف صنصور والمعلمون النقاب عن قطعة أرض عملوا على استصلاحها وتأهيلها وزراعتها ببعض أنواع المحاصيل البلدية في بيتر (التي تُعدّ أحد مواقع التراث العالمي التي تعتمدها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة - اليونسكو).  وتقع هذه الأرض على مسافة قصيرة من موقع المكتبة، حيث يستطيع الزوار أن يتعرفوا على أنواع البذور البلدية التي تُزرع في فلسطين على أرض الواقع.  كما سيتمّ تقديم المأكولات التقليدية، وعزف ألحان الموسيقى الشعبية الفلسطينية خلال الافتتاح.

 

يُذكر أنّ مفهوم مكتبة البذور ينطوي على تمكين "استعارة" البذور البلدية، وإعادة البذور الجديدة التي تُجنى من المحاصيل وزراعتها في الموسم المقبل، وذلك في سياق رحلة ترمي إلى التعلم والتوعية بأهمية السيادة في مجاليّ البذور والغذاء.

 

فمنذ العام 1967، لا تزال إسرائيل تُغرق القطاع الزراعي الفلسطيني بالمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب والأسمدة الكيماوية، ناهيك عن البذور التجريبية التي لا يعلم أحد كمياتها.  وبذلك، فقدَ المزارعون الفلسطينيون البذور البلدية التي كانوا يملكونها وباتوا يعتمدون على الشركات الإسرائيلية التي تمدهم بالأشتال والبذور التي يحتاجون إليها في كل سنة.  وكما هو حال المزارعين في جميع أنحاء العالم، يضطر المزارعون الفلسطينيون إلى زراعة محصول واحد دون غيره، ما يتركهم عرضة لاستغلال السماسرة الذين يتحكمون بالأسعار وأنواع المحاصيل.  وقد أفضى هذا الحال بهؤلاء المزارعين إلى التخلي عن أصول الزراعة التقليدية التي تقوم في أساسها على الزراعة البينية، وعلى وجود علاقة يسودها التآلف والتناغم مع الطبيعة.