اختتام فعاليات الدورة الثامنة للمدرسة الصيفية للدراما

الرئيسية في القطان الأخبار اختتام فعاليات الدورة الثامنة للمدرسة الصيفية للدراما

اختتمت "المدرسة الصيفية: الدراما في سياق تعلمي"، التي ينظمها سنوياً مركز القطان للبحث والتطوير التربوي في 16/ 8 دورتها الثامنة التي تضمنت ستة مساقات تراكمية، في مدينة جرش الأردنية، بالتعاون مع مسرح البلد، وبمشاركة 97 معلماً ومعلمة من فلسطين والعالم العربي، إلى جانب أساتذة ومشرفي مساقات من فلسطين، وبريطانيا، واليونان، وأمريكا.

 

وتطورت المدرسة الصيفية، في ضوء تلك التجربة التكاملية على مدار السنوات السبع السابقة كمدرسة لتوظيف الدراما في سياق تعليمي في إطار مدرسة للتكون المهني الشمولي للمعلمين والمعلمات، وتمكينهم، بشكل عضوي وفاعل في التدريس، عبر توظيف الدراما كسياق للتعلم المتكامل؛ وكوسيلة لإدراك العالم، وموقع كل منهم فيه، والدور الذي ينبغي أن يفعله كل معلم في ضوء رسالة إنسانية سامية تشتغل على التطور الذاتي والمهني.

 

وفي هذا السياق، أشار المعلم مرعي بشير، الطالب في السنة الأولى في المدرسة الصيفية، إلى أن المدرسة هي عبارة عن مصفاة للروح تعيدك إلى أصل الأشياء، وتقوم بمراجعة التجربة وموضعتها في مكانها الصحيح".

 

وأضاف: "لدي تجربة طويلة في عمل المسرح والتمثيل، لكن لأول مرة أقوم بتوظيف الدراما في سياق تعلمي من أجل فهم العالم".

 

ومن المفيد الإشارة إلى أن المعلم بشير، وهو من قطاع غزة، قد تمكن من المشاركة في المدرسة الصيفية على الرغم من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من 40 يوماً، في حين لم يتمكن عشرة معلمين من الانضمام للمدرسة.

 

من جانبه، قال وسيم الكردي، المدير الأكاديمي للمدرسة الصيفية، مدير مركز القطان: "إن جوهر المدرسة الصيفية يتسق تماماً مع ما يجري في منطقتنا التي تتطلع إلى الحرية والعدالة على الرغم من كل القسوة والصعوبة، وما يترتب عليهما من تضحيات وضحايا، فالمدرسة تعمل في سياقها التعليمي التعلمي على سؤال الحرية والعدالة لكل الناس، من أجل مجتمع إنساني يتضاءل فيه الظلم وينحسر، في ضوء إدراك واسع لأهمية تحول الطلاب في المدارس إلى شركاء في عملية تعلمهم بشكل أصيل.  الدراما في التعليم في هذا السياق، تمنحنا هذه الإمكانية لسؤال أنفسنا ومساءلة الحياة وفحص الدوافع والمسببات والنظر في النماذج والأنماط المجتمعية على اختلافها؛ بغية إنتاج معنى جديد، وممارسة نوعية تفضي إلى تحقيق حياة أفضل للبشر".

 

بدورها، أشارت المعلمة نتالي حمارنة، سنة ثانية، من الأردن إلى أن المدرسة الصيفية تفتح لدى المعلم آفاقاً لرؤية الأشياء من منظور مختلف، ومن منظور السؤال والاستكشاف.

 

وأضافت: "أثناء تطبيق الدراما داخل غرفة الصف، أنت كمعلم تعلم طلابك وتتعلم منهم، عبر طرح الأسئلة التي تستكشف العالم".

 

وقال المعلم الراجي عمر، سنة أولى من موريتانيا: "المدرسة الصيفية بالنسبة لي هي اكتشاف وإضافة نوعية سأعمل على استثمار كل ما تلقيته فيها على مستوى التدريب والمعلمين أو على مستوى المجالات الفنية الأخرى التي تلتقي مع الحقل الدرامي، وسأسعى إلى استثماره في مجالات عدة في موريتانيا".

 

وقالت ماجي هلسون، من بريطانيا، وعضو الرابطة الوطنية لتدريس الدراما، أستاذة مساق سنة ثانية إن المعلمين يشاركون بتفاعلية عالية في المساق، على الرغم من اختلاف الثقافات بين المشاركين، وصعوبة الترجمة، ومن يترجم في المجال الفني يجد صعوبة بالغة في ترجمة التفاصيل، وهناك اهتمام ملحوظ من المعلمين واجتهاد من أجل التعلم، وتبين ذلك من خلال طرحهم للعديد من الأسئلة التي أصبحت تشكل تحدياً بالنسبة لي كمعلمة دراما".

 

وقال مالك الريماوي، عضو الهيئة الأكاديمية في المدرسة؛ مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعية في مركز القطان: تقدم المدرسة الصيفية مقاربة تعليمية للمعلمين، يتم فيها ربط التعليم في السياق الإنساني الذي نحن موجودون فيه، من خلال ربط المعارف مع بعضها البعض، من أجل تقديم تلك التجربة الإنسانية كسياق للتعلم؛ تجربة تبحث في الممكنات وتخلق الطرق والوسائل من أجل إنتاج المعنى والفعل؛ أي تجربة من أجل إنتاج المعني والفعل.

 

وأضاف: "لقد كانت المدرسة لهذا العام وفية لرؤيتها ورسالتها، لقد اتسمت هذه الدورة بنوع عالٍ من الانخراط والانضباط، وقد انعكس ذلك على انخراطهم في إدارة هذه الأنشطة وإغنائها، ومما يجب ذكره أن عدداً كبيراً من طاقم المدرسة ومن المدرسين فيها أو منسقي الأنشطة، هم من الطلاب السابقين للمدرسة؛ أي أن دورة المدرسة تكتمل كمدرسة تخرّج طلاباً يعودون لتغذية روحها ورؤيتها ويصبحون جزءاً منها.

 

وأوضح أن مساقات سنة أولى اتسمت بالتصور على مستوى المحتوى، حيث تضم موضوعات جديدة حول الخيال والأيديولوجيا، والعدل والدراما، والتعليم والمستقبل، وأسئلة الحياة وأسئلة الحرية.  ويمكن ملاحظة التصور على مستوى الشكل، حيث تَشارك أكثر من مدرس في بناء المساق وتنفيذه.

 

وأضاف: "أهم ما ميز هذا العام هو نوعية المشاركين، حيث يجمع المدرسون أن الطلاب المشاركين لهذا العام اتسموا بالتزام وانخراط عاليين، وقد كان هذا الانخراط تعبيراً عن إيمان بهذا الشكل من التعليم الذي يوظف الشكل الفني ويراعي المضمون القيمي، ويجد صلة ربط بين حاجات الطلاب وأحلامهم مع تعلمهم من جهة، ومع حياتهم من جهة ثانية".

 

وفي السياق ذاته، قالت أحلام الديراني، مشاركة من لبنان: "أحترم هذا المكان، وأحترم جدية العمل في المدرسة الصيفية، في البداية، كان لدي تخوف من اعتماد الإطار النظري فقط في أسلوب التدريس، لكن الآن، وبعد مرور أيام عدة من فعاليات المدرسة، أعتقد أن المدرسة تركز على النظر في الأيديولوجي ومراجعة لفهمه للعالم، ومدى تأثيره على تغير السلوك الفردي في معايشته ومواجهته لمجريات الواقع اليومي".

 

مساق التوثيق الفيلمي

 

وقالت ديما سقف الحيط، منسقة مساق التوثيق الفيلمي في المدرسة: "يأتي هذا المساق ضمن الرؤية التطويرية للمؤسسة، وتوجهها نحو توظيف الإعلام المرئي والمسموع التربوي في توثيق تجارب المعلمين ونقلها للآخرين، وضمن هذا المساق تم إنتاج ثلاثة أفلام (فيلم حول علاقة الإنسان بالمرآة، وفيلم حول قسم الملتيميديا في المؤسسة، وفيلم يوثق رحلة صناعة الأفلام في المساق)، بإشراف المخرج ريكاردو داغياه، وآنا لويزا كلوديو من البرازيل".

 

وفي نهاية المدرسة الصيفية، تم توزيع الشهادات على المشاركين، وعرض فيلم من إنتاج المساق الفيلمي.

 

يذكر أن مشاركة معلمي العالم العربي في المدرسة الصيفية، جاءت بمساهمة من المكتب الإقليمي لمؤسسة المورد الثقافي في القاهرة، ضمن برنامج "مواعيد" لدعم التبادل الثقافي والفني في المنطقة العربية.