اختتام فعاليات المساقات الشتوية في الدراما والبحث والتكون المهني والفنون والعلوم

الرئيسية في القطان الأخبار اختتام فعاليات المساقات الشتوية في الدراما والبحث والتكون المهني والفنون والعلوم

اختتم مركز القطان للبحث والتطوير التربوي في مدينة أريحا، مؤخّراً، فعاليات المساقات الشتوية التي استمرت على مدار ثلاثة أيام من 8-10 كانون الثاني، بمشاركة حوالي 120 معلماً ومعلمة من مناطق مختلفة من الضفة الغربية وقطاع غزة والناصرة وحيفا ويافا.

 

وبلغت المساقات هذا العام، أربعة مساقات: مساقان في الدراما والبحث (تشمل طلاب المستويات الثلاثة للمدرسة الصيفية": الدراما في سياق تعلمي التي ينظمها المركز سنوياً في جرش)، ومساق التكون المهني لمربيات الطفولة المبكرة، ومساق حول التصنيع والكركشة لمعلمي العلوم ضمن مشروع وليد وهيلين القطان لتطوير البحث والتعليم في العلوم، إضافة إلى البرنامج المسائي الذي تضمن ورشتي عمل؛ الأولى في مجال المسرح والدراما، والثانية حول تحليل دعايات الأفلام (Film Trailers).

 

وقال وسيم الكردي، مدير المركز: "يأتي انعقاد المساقات الشتوية هذا العام، بتنوع جديد.  فإضافة إلى المعلمين والمعلمات المنخرطين في برنامج "الدراما في التعليم"، لدنيا برنامجان جديدان؛ الأول: انطلاق برنامج في التكون المهني لمربيات الطفولة المبكرة، والثاني: توفير فضاءات علمية لتوظيف العلوم في التعليم".

 

وأضاف الكردي: إن جوهر مساق الدراما هو تطوير قدرات المعلمين في الكتابة البحثية والسرد الاستقصائي، من أجل تمكينهم من مشاركة تجاربهم مع الآخرين، عبر الكتابة عنها وتطويرها عبر التأمل بها، ومن خلال الكتابة والتأمل يمكن تطوير عملهم إلى مستويات جديدة، وبالتالي نحن نتحدث عن ممارسة تعليمية، تتحول من خلال التأمل بها إلى معرفة جديدة، وبالتالي هذه المعرفة يمكن أن تحمل بذور تغيير في الممارسة الثابتة للمعلمين.

 

وشارك في مساق "الدراما والبحث" طلاب سنة أولى وثانية وثالثة من المدرسة الصيفية، موزعين على مساقين.

 

وأشار د. نادر وهبة، مدير مشروع وليد وهيلين القطان لتطوير البحث والتعليم في العلوم، والمشرف على أحد المساقين، إلى "أن المساق ركز على الدراما والبحث، عبر تطبيق تجربة درامية وتحليلها والتأمل بها، والتحول من الكتابة التأملية إلى الكتابة البحثية".

 

وقالت المعلمة مجد حسين من الناصرة، إحدى المشاركات من طلاب سنة أولى في المدرسة الصيفية: "ساعدني المساق الشتوي على تطوير وتعميق المفاهيم التي اكتسبتها خلال المدرسة الصيفية، كما استفدت كثيراً من خبرات الزملاء المشاركين، وتبادلنا الحديث حول تجارب كلٍّ منا في الصفوف مع طلابنا والتحديات التي تواجهنا".

 

وأشرف على مساقي "الدراما والبحث" كل من الكردي، والمعلمان معتصم الأطرش، ويوسف الخواجا للمساق الأول، ووهبة، والمعلمة كريمة عوض الله للمساق الثاني، وبمساندة معلمين من خريجي المدرسة الصيفية، وهم سهاد السيد، وهشام عواد، وعمار الوحيدي.

 

ويهدف المساق الشتوي إلى تعميق المعرفة التي طوّرها المعلمون خلال انخراطهم في المدرسة الصيفية، وتطوير عملهم وقدرتهم في مجال البحث والتخطيط، إضافة إلى تبادل الخبرات فيما بينهم والإفادة من تجاربهم المختلفة، وذلك لخلق علاقات مهنية بين المعلمين المشاركين، وتطوير تجارب جديدة وخلّاقة في التعليم، إضافة إلى مساعدة المعلمين في تقديم متطلباتهم البحثية لاجتياز مستواهم التعليمي والانتقال إلى المستوى الذي يليه.

 

وقال المعلم مؤنس قطامي من نابلس: "هذه السنة الثانية لي مع "القطَّان"، وقد ساعدني المساق الشتوي كثيراً في جانب الكتابة البحثية والتأملية، وكيفية الاستفادة من واستخدام المواد التوثيقية التي ينتجها الطلاب والمعلم داخل الصف، إضافة إلى التأمل والنقد في التجربة، والبناء عليها".

 

 

مساق الطفولة المبكرة

 

أما مساق الطفولة المبكرة بإشراف مالك الريماوي، مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعية في المركز، وفيفيان طنوس، الباحثة في المركز، والمعلم محمد الخواجا، وبمساندة المعلمة كوثر البرغوثي، والمربية براء أبو حماد، والمربية وهيبة حسين، وربى كيلاني، فيأتي ضمن المشروع الجديد لبرنامج "التكون المهني لمربيات الطفولة المبكرة"، الذي يسعى إلى توفير سياقات وعمليات تعليمية لمربيات الطفولة تساعدهم على أن يتكونوا مهنياً بشكل ذاتي ومستمر، وبصورة تكاملية.

 

وتمحور المساق حول كيفية توظيف عباءة الخبير والدراما في سياق تعلمي، وانخرطت المربيات في تجربتين في عباءة الخبير،(عباءة خبير حول بيت للمسنين، وعباءة حول الدببة)، مع التركيز على القصة كسياق لبناء تعلم يتم فيه توظيف الخيال.

 

وأشار الخواجا إلى "أن المساق أتاح للمربيات قراءة الفعل وممارسته، عبر التأمل في التجربة، وذلك من خلال مجموعة من الأوراق التأملية التي صممت؛ لمساعدة المربيات على فهم وتعميق معرفتهم في المساق، والقدرة على قراءة ذاتها".

 

من جانبها، قالت طنوس: "تم بناء البرنامج على مشاركين فاعلين اتجاه عملية تطورهم بشكل دائم، عبر الانخراط في التدريب، والأنشطة التفاعلية، والتأمل المباشر، وكل شيء تم بناؤه من أجل تطوير قدرات المربيات في مجالين: تطوير منهجيات العمل، وتطوير قدراتهن على قراءة عملهن بشكل يومي، والتأمل فيه، واستخدامه كمادة تطويرية، وجزء من تحولاتهن المهنية".

 

وأضافت: " الشيء الثاني المهم في البرنامج هو توظيف منتجات البرنامج السابق من أفلام وتجارب ومواد، وصور وفيديو، وأشخاص، كجزء حيوي وفاعل في بناء المساق والبرنامج".

 

وفي سياق متصل، قالت المربية ناهد ردايدة، إحدى المشاركات في مساق الطفولة: "تعلمنا كيف تكون المربية في أدوار عدة داخل الصف، كما تعلمنا كيف نوظف الخيال في القصة، وهذا يجعل من الطفل جزءاً من القصة، وجزءاً عضوياً من عملية التعلم".

 

وعبّرت المربية وفاء الدويك، إحدى المشاركات في برنامج التكون المهني لمربيات الطفولة المبكرة، عن سعادتها الكبيرة للمشاركة في المساق، وبخاصة أنّها المرة الأولى، وقالت: "تعرّفت خلال هذه الأيام القليلة على مصطلحات جديدة في التعليم؛ مثل عباءة الخبير، والتعليم التكاملي، والدراما في التعليم، وغيرها".

 

وأضافت: "تعلّمت أيضاً من خلال المساقات أهمية إطلاق العنان لخيال الأطفال، وإشراكهم في العملية التعليمية، بدل إبقائهم محصورين في دور المتلقّي".

 

 

مساق حول "الكركشة" والتصنيع

 

شارك في مساق "الكركشة والتصنيع"، 12 معلم/ـة علوم، وهو فضاء جديد للعمل، عبر انخراط العلوم والتكنولوجيا والفنون معاً، من أجل خلق فضاء للتفكير والإبداع والاختراع، بإشراف سمر قرش، الباحثة في مشروع وليد وهيلين القطان لتطوير البحث والتعليم في العلوم، وبمساندة من المربية أمل ياسين.

 

وقالت قرش: "داخل المساق لا نتعامل مع الخطأ على أنه خطأ وينتهي، وإنما هي بدايات، وأهم عنصر في المساق هو البناء في التعليم، بحيث ينخرط المشاركون في بناء ما، ويتعلمون من خلاله، ويبنون منه تعليماً جديداً، ويتأملون فيه، ويعيدون إنتاجه وتشكيله.  فالكركشة هي عملية إنتاج وبناء، فيها يتحول التفكير من الاستهلاك إلى الإنتاج.

 

وعبرت المعلمة سماح غانم، معلمة علوم من قطاع غزة: "عملنا على أكثر من تجربة، وبعد كل تجربة هناك تحدٍّ ومشكلة، ومن المشكلة نوجد تجربة أخرى وتعلماً جديداً، كما تعلمنا أن العلوم هي الحياة وليس الكتاب".

 

ونظم على هامش المساقات، مساق بعنوان "أين يرتدي المعلم عقل الكاتب المسرحي" بإشراف كفاح الفني، الباحث في المركز.

 

وركز المساق حول بناء علاقة بين المسرح والدراما.

 

وأكد فني أن المساق ركز على المسرح والشكل الفني له، والتأمل بالمسرح وعلاقته بالدراما، كما تعرض المشاركون في المساق لكيفية كتابة المسرح، وكيف يرون العالم من خلال المسرح، وقوة المساق نابعة من كون المشاركين هم من عملوا.

 

كما تخلل المساقات ورشة عمل حول تحليل دعايات الأفلام وعناصرها، والمعنى المجازي لها، بإشراف ديما سقف الحيط، منسقة مسار الفنون في التعليم في المركز، حيث أشارت إلى أن اللقاء تمحور حول تحليل العناصر الرئيسية للأفلام من مونتاج وتصوير ودلالاتها، والفرق بين المعنى الحرفي والمعنى المجازي للصورة، والأفكار النمطية التي يتم إما تعزيزُها أو تحديها من خلال الفيلم، إضافة إلى أنواع الأيديولوجيا التي يحملها الفيلم، إما يكون محايداً، وإما ضمنيا، وإما صريحاً، ومشاهدة أمثلة على هذه الأنواع الثلاثة ومناقشتها.