اختتام فعاليّات مهرجان "أيّام العلوم في فلسطين"

الرئيسية في القطان الأخبار اختتام فعاليّات مهرجان "أيّام العلوم في فلسطين"

 

اختُتمت، مؤخراً، فعاليات مهرجانيْ أيّام العلوم في فلسطين 2017، والأفلام العلميّة المتزامنيْن، واللذيْن استمرّا على مدار شهر كامل في القدس، ورام الله، وقطاع غزة، وقلقيلية، وطولكرم، وجنين، والخليل، وبيت لحم، وأريحا، وبيرزيت، ونابلس، ونعلين، والظاهريّة، وبيت عور الفوقا.

 

وتناول أيّام العلوم، في دورته الخامسة، ثيمة "عصر الأنثروبوسين"، أي أثر الإنسان على الكرة الأرضيّة، حيث يستكشف زوار المهرجان التفاصيل العلميّة لمظاهر هذا العصر مثل الاحتباس الحراريّ، والتغييرات المناخيّة، عبر تجارب علميّة تفاعلية صمِّمت خصيصاً لهذه الثيمة.

 

المعلّمون والطلبة يقودون المهرجان

وخاضت مجموعة من المعلّمين والمعلّمات، منذ بداية العام الجاري، ورشاتٍ تحضيريّة بإشراف باحثي برنامج البحث والتطوير التربويّ في مؤسسة عبد المحسن القطّان، وتحاوروا حول النشاطاتِ التي سبق ونفّذوها في النسخ السابقة من "أيّام العلوم في فلسطين"، والتساؤلات التي استطاعوا إثارتها لدى الزوّار، إضافةً إلى الفضاءات التي استخدموها.

 

وبناءً على تجربتهم، نظّموا هذا العام نشاطاتٍ متنوّعة، مثل التجارب التفاعليّة، والكركشة، والمسرحيّات العلمية، وزيارات لمراكز ومتاحف علميّة، ومسارات بيئيّة، إضافةً إلى المقهى العلميّ الذي قدّم نقاشاتٍ حول ثيمة الأنثروبوسين.

 

كما اشتمل البرنامج على ورش عملٍ مع الأطفال حول تصنيع أعمالٍ فنيّة من موادّ معاد تدويرها، وابتكار بدائل صحيّة للأدوات التي يستخدمونها يومياً في بيوتهم.

 

ولم يقتصر مكان انعقاد المهرجان على رياض الأطفال والمدارس أو المراكز المغلقة، بل نُفّذت العديد من الفعاليّات في فضاءاتٍ مفتوحة وعامّة مثل حديقة الحيوان في قلقيلية، وشاطئ ميناء غزة.

 

في كلّ منطقة، حظي المعلّمون بتجربتهم الخاصّة مُحقّقين نجاحاً بالتعاون مع طلبتهم والمؤسسات المحليّة المحيطة بهم.  ففي نابلس مثلاً، نسّق المعلّم أحمد تيّم المهرجان، وعمل مع زملائه الشغوفين بالعلوم رغم تخصصاتهم الأدبيّة، فتولوا مهام الإعلام والتنسيق والمشتريات وتدريب الطلبة على التجارب العلميّة.

 

قال تيّم: "كنت دائماً أتحدث مع أصدقائي عن حبّي للمهرجان، لاسيما زملائي في برنامج الدراما الذي تنظمه "القطان"، لذا وجدتهم أوّل المتطوّعين ليكونوا ضمن الفريق المنفّذ للفعاليّات"، مضيفاً أنّ الطلبة والمعلّمين على حدّ سواء، بادروا وعملوا بعد انتهاء ساعات الدوام وفي أيّام العطل المدرسيّة، بهدف إتمام التحضيرات، وتحويل مسرح مدرسة الكندي إلى مساحةٍ للتفاعل مع العلوم.

 

كما وصف تيّم كيف لعب "أيّام العلوم" دورَ جسرٍ، ووصل بين المدرسة وخرّيجيها، أولئك الذين عادوا إلى مدرستهم "الكندي" بعد أعوام كي يساهموا في تنظيم المهرجان.

 

من جانبهم، قاد الطلبة الفعاليّات في قلقيلية مع معلّمتهم منار زيد؛ فقالت المتحدّثة الإعلاميّة باسم المجموعة الطالبة همسة ياسين، إنّ المهام وُزّعت على الطلبة حسب اهتماماتهم، فاختارت هي التغطية الإعلاميّة، لأنّها تطمح أن تصبح صحافيّة في المستقبل، ومن مسؤولياتها في المهرجان أن تلتقط مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافيّة ليتمّ نشرها على مواقع التواصل الاجتماعيّ.

 

من جهةٍ أخرى، اعتبرت المعلّمة ميرفت عروق من غزّة، أنّ الفعاليّات ساهمت في نشر وعيٍ مجتمعيّ حول أثر الإنسان على كوكب الأرض، مضيفةً: "نقلنا العلوم من حيز البيئة الصفية والمختبرات المغلقة، إلى الميدان بين الجمهور، فنظّمنا فعاليّة "معاً لنحمي بيئتنا"، ما نأمل أن يساهم في خلق جيل جديد من الباحثين من الطلاب والطالبات، الذين يتعاملون مع المعرفة بأسلوب استقصائي، يختبرها على أرض الواقع".

 

الفئات العمريّة كافة

نجح المهرجان الذي بدأ تنظيمه في فلسطين منذ العام 2013، في استقطاب عشرات الآلاف من الزوار، خلال الأعوام الماضية.

 

وبدوره، يتيح مهرجان أيام العلوم في فلسطين، الفرصة للطلبة من المراحل العمرية كافة، وعائلاتهم، للتعرّف على المفاهيم العلميّة وتجريبها بطريقةٍ تفاعليّة، وتشارك 9 رياض أطفال في المهرجان، من خلال انخراط مربيات الطفولة المبكرة فيه، وضمن مسار تكوّنهنّ المهنيّ في "القطان".

 

قالت المربيّة تهاني لدادوة، التي تستضيف المهرجان في روضة البنان الصغار في المزرعة القبليّة للمرّة الأولى، إنّ زيارة الأطفال للمهرجان تصحبهم أمّهاتهم وآبائهم وجدّاتهم، مشجّعة لها، وتعتبر خطوةً نحو نشرِ ثقافةٍ علميّة جديدة في قريتها.

 

في سياقٍ متصل، عرض مهرجان الأفلام العلميّة الدولي، أفلاماً حول عصر الأنثروبوسين في كلّ مناطق انعقاد "أيام العلوم"، بحيث تم اختيار الأفلام من قبل لجنة دوليّة مختصة في مجال العلوم والتربية والفنون.

 

يُذكر أنّ مهرجان أيام العلوم في فلسطين 2017، يقام بتنظيم وتمويل كلّ من: بلدية رام الله، مؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي، مؤسسة عبد المحسن القطان، معهد غوته، المعهد الفرنسي، وبالشراكة مع مدارس ومؤسسات محليّة عدّة.