نظم استوديو العلوم في مؤسسة عبد المحسن القطان لقاء مع معلمي العلوم والتكنولوجيا ضمن برنامج "مبادرون"، لتنفيذ مشاريع مختلفة حول الدارة الكهربائية، كموضوع تعليمي يمتد عبر مراحل مختلفة في مادة العلوم في المنهاج الفلسطيني.
وحضر اللقاء الذي نظم يومي 18 و25 كانون الثاني، 20 معلماً ومعلمة من محافظات سلفيت، ونابلس، والقدس، ورام الله، وبيت لحم.
وبنى المشاركون خلال اللقاء أدوات تعلم عبر استراتيجيات الكركشة، والتعلم عبر البناء، تتناول مفاهيم متعلقة بالدارة الكهربائية عبر مستويات معرفية متعددة، كما قاموا بفكفكة وتحليل دارات من ألعاب مختلفة تعمل بالكهرباء؛ بهدف استكشاف العملية كعملية تعزز استعمال الخيال والمعرفة معاً في وضع الافتراضات، واختبار مفاهيم تتعلق بالدارة الكهربائية وعناصرها وتوصيلاتها.
واختبر المشاركون فكرة تخيل كيفية عمل اللعبة ومحركها وأضوائها وعلاقتها مع الحركة الميكانيكية قبل تفكيكها، واختبار فرضياتهم مع واقع التركيب عند تشريح اللعبة، والكشف عن بنيتها الداخلية.
وقاموا بتركيب وحدات خشبية من عناصر الدارة المختلفة وتجربتها، والتأمل فيها كأدوات للعب وبناء المعرفة. كما صمموا مجموعة من المفاتيح الكهربائية المبتكرة من مواد بسيطة، وبشكل فني.
وناقش المشاركون هذا النوع من التعلم وما يقدمه من ممكنات ضمن توجهات تعليمية تعزز إعطاء مركزية للمتعلم في تعلمه كإثارة الأسئلة، والتعلم من الأقران، والتأمل كممارسة تعلم، واتّخاذ القرار، وحل المشكلات ... وغيرها.
وعبّر المشاركون عن أهمية هذا النوع من التعلم في ربط موضوع الكهرباء بمقاربات حياتية يجد الأطفال عبرها معنى لتعلمهم، مشيرين إلى أن هذا النوع من التعلم منحهم كمعلمين فرصة لتحدي معارفهم، وتمريناً جيداً للتجريب العملي للمفاهيم من خلال دور المتعلم في بناء فرص تعلم أفضل.
بدورها، قالت المشاركة ميساء كميل إن هذا النوع من التعلم يخلق تعلماً ذاتياً لدى الطلاب، كونه يعتمد على توقعات الطلاب في كيفية حدوث الظاهرة.
وقالت المشاركة جيهان ثابت "إن هذا النوع من التعلم يثري المعرفة لدى المتعلم، ويمكّنه من استطلاع كم هائل من الأفكار التي قد تكون دفينة لدى الطلبة".
وقالت سمر قرش، باحثة رئيسية في الاستوديو، وتقود هذا المسار مع المعلمين، "إن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات التي يطرحها البرنامج العام للاستوديو لجمهوره من المعلمين، ولإنشاء مساحة عمل لهم لخلق ارتباط بين الاستوديو ومعارضه وفعالياته وإمكاناته، وبين المعلمين وممارساتهم التعليمية، وأيضاً لتشكيل مجموعات ممارسة ومشاركة للخبرات، تتناول فيها المجموعات مواضيع تعليمية عبر الكركشة، والفنون، والنمذجة، والبناء، والتجريب لأدوات تعليمية جديدة، يحملونها إلى صفوفهم ويجربونها في تعليمهم".
وأوضحت أن هذه الخبرة تضيف مهارات ومعارف لدى المعلمين، وتعزز التشبيك فيما بينهم وتشجع الانخراط وتسهم في بناء مسار تكونهم المهني.
يذكر أن أستوديو العلوم هو أحد مشاريع برنامج البحث والتطوير التربوي في مؤسسة عبر المحسن القطَّان، وتم تأسيسه بالشراكة مع بلدية رام الله.