افتتاح المعرض الجماعي "غزة – لحظة تحوّل" في "القطَّان"

الرئيسية في القطان الأخبار افتتاح المعرض الجماعي "غزة – لحظة تحوّل" في "القطَّان"

رام الله - (مؤسسة عبد المحسن القطان – 9/3/2024):

 

احتفل، اليوم السبت 9 آذار 2024، بافتتاح المعرض الجماعي الخاص "غزة – لحظة تحوّل" الذي تستضيفه مؤسسة عبد المحسن القطان في مقرها برام الله.

 

ويأتي المعرض كمبادرة فنية تطوعية، اجتمع فيها فنانون ونشطاء وتقنيون ومصممون، إلى جانب مجموعة من المؤسسات (رابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، مؤسسة عبد المحسن القطَّان، منتدى الفنون البصرية، حوش الفن الفلسطيني، المتحف الفلسطيني، متحف جامعة بيرزيت)، عارضين أكثر من 160 عملاً فنياً جديداً، ترتبط بالمرحلة المفصلية الراهنة وأسئلتها، وكامتداد لصوت غزة، الذي يحاول الاحتلال كتمه، وبهدف الوقوف في وجه محاولات الاحتلال المستميتة لعزل غزة وحصارها فعلياً ووجدانياً.

 

وكما كانت نكبة فلسطين حدثاً مريعاً هز الإنسان الفلسطيني والعربي بشكل عام، ولّدت أعمالاً فنية عبرت عنها كصرخة مدوية حزينة دامية، أثارت الإبادة العنيفة التي يتعرض لها الفلسطينيون اليوم في غزة، لدى مجموعة كبيرة من الفنانين، مشاعر وأسئلة حول دورهم، والعودة إلى تساؤل: ماذا يعني أن تكون فناناً يعيش ح/رب إبادة مستمرة تفتك بك وبشعبك؟! متمسكين بلحظة التحوّل، ومنخرطين فيها، للتفكير جماعياً في الدور الذي يمكن للفن أن يلعبه في هذه الفترة المفصلية، ولوعيهم العميق بما ستغيره غزة في وجه العالم، لتمثل هذه اللحظة بما لا شك فيه واحدة من اللحظات الحاسمة في التاريخ، وواحدة من المراحل التي تحدد مجراه مستقبلاً.

 

وافتتح المعرض بكلمة ترحيبية لفداء توما، المديرة العامة لمؤسسة عبد المحسن القطَّان مستضيفة المعرض، قالت فيها: "ما يحدث الآن في غزة قد هزنا جميعاً على العديد من المستويات، كأفراد وكجزء من مؤسسات أو حراكات، فإن الفقدان والألم الذي يتعرض له أهلنا وأحبتنا في غزة منذ 155 يوماً، لا يمكن لأي كلام أن يعبر عنه، لكن الأهم والأكيد هو أن هذه اللحظة قد عرَّت وكشفت الكثير من أطر العمل على العديد من المستويات، التي لم يعد من الممكن إلا مواجهتها بشكل جماعي متكاتف".

 

واختتمت كلمتها بتوجيه التحية قائلة: "وبالطبع هذه الكلمة هي كلمة شكر للقائمين على المعرض، وكلمة شكر للحضور في القاعة، أو من يشاركوننا "أونلاين"، كما أنها كلمة حب لغزة".

 

بدوره، أكد الفنان الفلسطيني سليمان منصور "على دور الفن الفلسطيني، والتحامه مع قضايا شعبه، ففي هذه اللحظة الفارقة من التاريخ الإنساني لا محالة، وفي ظل الإبادة الجماعية التي نتعرض لها كفلسطينيين، تتشكل لحظات أخرى، يعاود فيها كل منا البحث في معناه، ودوره، وأفق أداوته في النضال. فيما لم يكن المشهد الفني الفلسطيني يوماً ترفاً على الهامش، ولطالما كان جزءاً من صناعة الهوية الوطنية الفلسطينية، وإحدى أدوات إعلاء الصوت".

 

يعيد المعرض إلى الأذهان المعارض الجماعية التي اشتهرت في فترة السبعينيات والثمانينيات، والتي حملت هم القضية الفلسطينية، وحول ذلك قالت مديرة منتدى الفنون البصرية ديما ارشيد: "على إثر ما يحدث في غزة، انبثقت فكرة إقامة معرض يهدف إلى دعم الحركة الفنية والفنان في قطاع غزة، وذلك من قبل فنانين وفنانات شعروا بأنهم مكبلون وعاجزون، ولكن لا بد من العمل، كلٌّ بقدراته وإمكانياته ومعرفته.  فاجتمعنا أول يوم وثاني وعاشر وعشرين مرة وأكثر، وفي كل مرة زاد عددنا من أفراد وفنانين ونشطاء ومؤسسات تعمل في القطاع الفني".

 

ويرى الفنانون المشاركون في المعرض مبادرتهم كأداة لتوحيد الكلمة من خلال الأعمال الفنية المعروضة، بمشاركات غنية من أنحاء فلسطين كافة، ومن الجولان السوري المحتل، ومن دمشق وحتى من أيرلندا، ومن كندا، كلها تجمعت من أجل إعادة موضعة الإنتاج الفني في وجه محاولة محو شعب وهوية كاملة.

 

وأضافت ارشيد: "هذا التجمع الفني إنما هو استمرارية للعديد من المبادرات التطوعية الفنية التي انبثقت من المجتمع الفلسطيني عبر رحلة النضال، تستمد قوتها وأهدافها من الحالة التي يعيشها هذا الشعب، فتظل فلسطين، أرضاً وقضية، هماً يحمله الفنان ويلازمه في رحلته ورؤيته".

 

وتضع هذه المبادرة نصب عينيها تكاتف الحركة الفنية الفلسطينية، وقدرتها على خلق تجربة فنية تعاونية، عبر رصد معظم عوائد بيع الأعمال الفنية في المعرض لدعم الحركة الفنية في غزة، مقاومةً لما تتعرض له من تدمير وإبادة، وما تشهده الإنتاجات الفنية من حرق وتنكيل وسرقة.  كما تأمل هذه المبادرة استكمال نشاطها لتكون نواة لسلسلة معارض، وأن تنطلق إلى فضاءات مختلفة في مناطق وجغرافيات أوسع.