نظم برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان، لقاءات مع المعلمين والمعلمات ضمن مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية الذي تنفذه المؤسسة بدعم مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC)، وذلك في 24-25/6/2020 و15-16/7/2020، وقد حضر اللقاءات 60 معلماً ومعلمة تم تقسيمهم الى مجموعتين.
بدأت اللقاءات بتقديم فكرة المشروع كمشروع في الفعل الاجتماعي والرؤية الفردية الخاصة، عبر توظيف طاقة الفن وأدواته لكشف اللامرئي في المرئي، والبحث في دلالات العلاقة الارتباطية لمقولات الفن والثقافة والتعليم، كمقولات تحتشد لتعمل معاً على شكل مشروع تدخل تفاعلي في الحقل الاجتماعي.
الثقافة والفن والتعليم مقولات تم تجسديها في اللقاء، من خلال عرض نماذج لمشروعات اجتماعية تم إنتاجها في أشكال وعروض تجمع بين مجازات الشكل الفني وأساليب التلقي التفاعلي، مشروعات تم إنتاجها في المشروع نفسه في سنواته الماضية من قبل مشاركين انخرطوا فيه وأنتجوا خبرتهم الخاصة في مجال البحث الاجتماعي للكشف عن القضايا المضمرة تحت الظاهر من السطح، خبرات قدمت على شكل توجهات في التفكير ومنهجيات في البحث وأدوات في الرؤية والفحص والاستقصاء، ما أفضى إلى مساءلة المفاهيم التي يتناولها المشروع: الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية، وتفكيكها، وإعادة ربطها ضمن تصورات بحثية ونقدية.
وركز اللقاء على العملية التي يتم فيها البحث عن القضايا المجتمعية والأدوات المختلفة التي تساعد الباحثين في رؤية القضايا بمنظورات غير مألوفة وأدوات كشفية جديدة.
وقام المعلمون والمعلمات برصد قضايا مجتمعية، تم تحديدها عبر (الكلام واللغة)، وكانت تعبيرات متنوعة عن الخطاب الاجتماعي، ليعاد البحث فيها عبر الكاميرا التي تمثل امتداداً للعين الفاحصة، فتم الحصول على عشرات الصور من الحقل الاجتماعي تم التقاطها بكاميرات (توثق قضية في الواقع المبحوث ومنظور العين الباحثة معاً).
تمحور اللقاء الثاني حول قراءة الصور كوثائق عن واقع اجتماعي، من خلال تحليل الصور كنصوص ووثائق تحليلاً نصياً، وقراءة الصور كخطابات تعبر عن منظورات ورسائل من قبل وجهة نظر محددة، من خلال قراءة الصور بمنظور التحليل الخطابي. كما تمت قراءتها مجتمعة كما يراها كل معلم ومعلمة من وجهة نظره، تبع ذلك التفكير بأنشطة يمكن تنفيذها مع الطلاب لبناء خريطة مهام تعليمية مهيكلة بشكل منسجم ومتسلسل.
وتمت قراءة الصور، أيضاً، من منظورات متعددة، وفي إطار تصنيفات وعلاقات تتدرج من التماثل إلى الاختلاف، ثم بناء أنشطة لفتح الصور على المشهد الصوتي الكامن فيها، تمهيداً لتسجيل مقاطع صوتية كأداة أخرى في جلب الواقع إلى الفكر الذي يبحث فيه، وربط القضايا بالذوات الباحثة عبر بناء المنظور الذاكراتي والانفعالي من خلال الشكل السردي القصصي.
أشرف على هذه اللقاءات ونفذها باحثو "القطان"، من خلال العمل معاً على بناء المحتوى الفكري للمساق وتوجهاته المنهجية وهيكله الإجرائي، ثم تصميمه على شكل مساق رقمي (Digital) يجمع بين التوجهات التفاعلية للمساق والممكنات المتنوعة لوسائط الميديا والإنترنت وبرنامج زووم (Zoom)، ما وفر مساحة للعمل في مجموعة كلية ومجموعات صغيرة وتوظيف الفيديوهات والأصوات والرسم والكتابة وبناء جداريات، ما سمح بعرض مواد ومصادر وصور مختلفة لقراءتها وإعادة إنتاج المعنى فيها تفاعلياً.
تبع هذه اللقاءات لقاءات أخرى متخصصة أكثر في مواضيع عدة منها العلوم، والموسيقى، والفنون البصرية، والتصوير، سيتعرف المعلمون من خلالها على موضوعات عديدة للقضايا وأدوات متنوعة وأشكال مختلفة للتعبير عنها.
وتعتبر هذه اللقاءات تهيئة للمعلمين والمعلمات من أجل الانخراط في المشروع عبر تنظيم مبادرات مجتمعية مع طلابهم داخل مدارسهم ومجتمعهم، حيث سيخوض كل معلم مع طلابه عملية بحثية في القضايا المجتمعية باختلاف أدواتها وأشكال التعبير عنها، خلال فترة زمنية تمتد من نصف عام إلى عام.
مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية ينطلق هذا العام 2020 بدورته الجديدة، حيث استمر على مدار أربع سنوات سابقة في ستة مواقع مختلفة في الضفة وغزة. وتنفذ المؤسسة المشروع عبر برنامجي البحث والتطوير التربوي والثقافة والفنون، بدعم مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).