بمشاركة 75 معلماً/ة من تخصصات ومدارس ومناطق مختلفة من فلسطين
"القطان" تطلق فعاليات المساقات الشتوية في أريحا
أريحا – (مؤسسة عبد المحسن القطان - 4/5/2023):
أطلقت مؤسسة عبد المحسن القطان، الخميس 4/5/2023، فعاليات المساقات الشتوية في أريحا، ضمن وحدة التكون التربوي في برنامج الثقافة والتربية عبر برنامج التكون المهني الخاص بمشروع "طفل مبدع .. مستقبل مشرق"، بمشاركة 75 معلماً/ة من تخصصات ومدارس ومناطق مختلفة من فلسطين.
يهدف البرنامج بشكل خاص، والمشروع بشكل عام، إلى تطوير التعليم من خلال تمكين المعلم من أدوات تعليمية تناسب الطلاب، وتمكّنهم من الانخراط والتفاعل في السياقات الحياتية المختلفة، وإحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم، وإلى إعطاء المعلم مساحته الإبداعية وتشجيعه على لعب دور فاعل وخلاق في العملية التعليمية، وتقديم نموذج لتجربة تعليمية قادرة على إحداث تغير في الوعي، باستخدام منهجيات متنوعة ومبتكرة، إلى جانب المقاربات التعليمية المختلفة والمعاصرة.
وتأتي هذه المساقات سنوياً مقسمة إلى ثلاثة مسارات تعليمية متخصصة وتراكمية؛ الطفولة المبكرة، والعلوم والتعلم عبر المشروع، والدراما في التعليم، ويتم العمل فيها بشكل متزامن، على مدار ثلاثة أيام متواصلة.
ويهدف مساق الطفولة المبكرة، الذي يقوده المختصان التربويان فيفيان طنّوس ومالك الريماوي، إلى تمكين مربيات الطفولة المبكرة من ممارسة منهجيات الدراما وعباءة الخبير (وهي منهجية للتعليم التكاملي عبر المناهج، تقوم من خلال تفويض الطلاب بإنجاز مشروع يرون عبره العالم من منظـور الخبراء، ما يعني تعلماً عبر بناء خبرة تتضمن المعرفة والمهارة والمسؤولية والفهم معاً) والتعلم عبر المشروع، وتوظيف القصة كسـياق تعلمي، وكذلك الاسـتقصاء والثقافـة العلمية ضمن سياق تكاملي، وبعلاقتها مع خصائص أطفال هذه المرحلة وحاجاتهم النمائية. ويتم ذلك عبر ورشات بناء وتطبيق مشروعات تجريبية توظف منهجيات التعلم المطروحة، وآلية توثيقها والتأمل فيها، ضمن مجموعات مصغـرة، بهـدف تحويلهـا إلـى ممارسات صفية تفاعلية وكتابات ذاتية وخبرات مستدامة.
أما مساق العلوم والتعلم عبر المشروع (ستيم/ STEAM)؛ الذي ييسره كل من مدير وحدة التكون التربوي نادر وهبة، والمختص التربوي مالك الريماوي، فيركز على توظيف عباءة الخبير كمنهجية تعليم تكاملي وتأمل تشاركي، وعلى تزويد معلمي العلوم والرياضيات والتكنولوجيا، ضمن المراحل المختلفة، بخبرات بناء المشروع التي تبدأ من قضايا ومعضلات علمية واجتماعية وإنسانية، تنتج من تطبيقات العلوم والتكنولوجيا، فيما يحاول المعلمون/ات، خلال هذا المساق، ربط مواضيع المنهاج بشكل تكاملي، وتوظيف التكنولوجيا في مشاريع ملموسة، من شأنها أن تكونَ حلاً للمشكلات العلمية التي يتعلمها الطالب نظرياً، وتحقق تكاملاً في الحقول والمهارات المختلفة في أنظمة التعليم وتحل مشكلاتها، من خلال اختيار موضوعات ونقاشها عبر مجموعات وتأمل جماعي في موضوع عباءة الخبير ومنهجية "ستيم" (و"ستيم" هي منهجية تكاملية ما بين العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والفنون).
ويحاول مساق الدراما في التعليم؛ الذي يشرف عليه المختصان التربويان معتصم أطرش ومالك الريماوي، التعمق نظرياً وتطبيقاً في بناء الدراما كشكل فني، من خلال التركيز على عناصره، واستراتيجيات بنائه وتوظيفها في مواقف ولحظات درامية، بالتركيز على الأعراف الدرامية المتاحة في متناول اليد. ويمكن للمعلم توظيفها في سياق الصف والحصة العادية، إلى جانب تعميق معرفة المشاركين بمبادئ التخطيط والتدريب على استراتيجية "المعلمة في دور"، والبحث في أهمية هذه الاستراتيجية في تحقيق المعاني وبنائها، من خلال طبقات المعنى للفعل، إضافة إلى تطبيقات عملية تركز على مبادئ التخطيط واستراتيجياته ضمن جلسات تخطيط في مجموعات.
هذا، ويحاول البرنامج المطروح لهذه الأيام الثلاثة؛ تقديم طرائق عمل إلى جانب الأفكار، وكيفية تطبيقها بشكل فعلي في الصفوف، واستكشاف العوالم التي تنطوي عليها الغرفة الصفية، ومن ثم تفكيكها وإعادة تركيبها، مستخدمين العلوم والفنون والثقافة بشكل عام كوسائط يمكن توظيفها بشكل مغاير، بما يخدم تنويع المعلم في أدواره وفقاً للموقف والموضوع، واستجابةً للطلاب، مع الحفاظ على صوت الطالب، ولعبه لدوره أيضاً بما يعزز قدرته على التعلم.