"القطان" تنظم في نعلين العرض الافتتاحيّ لفيلم "المعبر"

الرئيسية في القطان الأخبار "القطان" تنظم في نعلين العرض الافتتاحيّ لفيلم "المعبر"

 

رام الله – (مؤسسة عبد المحسن القطان – 27/3/2018):

نظّم برنامج البحث والتطوير التربويّ في مؤسسة عبد المحسن القطّان، مؤخراً، العرض الافتتاحيّ لفيلم "المعبر" للمخرج بسام الجرباوي في نعلين، وهو أحد منتجات مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة، الذي نفّذته "القطان" بالشراكة مع الوكالة السويسريّة للتنمية والتعاون (SDC).

ويروي الفيلم حكاية بلدة نعلين مع حاجز الاحتلال على مشارفها، فهو يلعب دوراً محوريّاً في حياةِ أهاليها.  ويتتبع الفيلم في أقلّ من 30 دقيقة شخصيّاتٍ من نعلين، أبرزها "حمدان"، من يبدأ يومه في الساعات المتأخرة من الليل، ليعدّ موادّ غذائيّة ووجباتٍ خفيفة، يشتريها العمّال العابرون إلى المدن الفلسطينيّة المحتلة العام 1948 قبيْل بزوغ الفجر، عبر حاجز نعلين.

حمدان حضر العرض مع أكثر من 100 شخص من المشاركين في مشروع "الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة"، وأهالي البلدة، وأعضاء مجلسها البلدي، والمدير العام لمؤسسة عبد المحسن القطّان زياد خلف، وفداء توما نائب المدير العام، ومسؤولة البرامج في الوكالة السويسريّة للتعاون والتنمية راغدة أنضوني.

 

قدّم مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعيّة في "القطّان"، مالك الريماوي، العرضَ قائلاً إنّ هذا العرضَ بالأساس لنعلين؛ لأصحاب القصّة، ففكرة الفيلم مستلهمة من إحدى ورشات المشروع البحثيّة، رسم فيها أحد الأطفال ساعة حائط يشير العقربان فيها إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، حين تستيقظ أمّه لتحضير المعجّنات، وإلى الساعة الرابعة فجراً حين يستيقظ هو وإخوته ليبيعوا المعجنّات على الحاجز.

 

انطلاقاً من أنّ الحاجز يتحكّم بإيقاعِ الحياةِ في بيوت نعلين، وقد عبرَ فعلاً إليها، نظّم برنامج البحث والتطوير التربويّ في "القطّان" ورش عملٍ عديدة، طرح فيها هذه القضيّة وغيرها، ليكشف عن اختلاف في وجهاتِ النظر بين أهل البلدة، استدعى استقصاءً أوسع تمثّل في الفيلم.

 

في سياقٍ متصل، قال خلف إنّ هذا المشروع يوظّف الفنّ كممارسةٍ اجتماعيّة يوميّة بغية مساءلة قيم المجتمع وممارساته، ويعدّ فيلم "المعبر" جزءاً من عمليّتيْ البحث والإنتاج، وما هو إلّا نقطة عبور للتأمل والحوار، واستكمالهما بالفعل على أرض الواقع، الأمر الذي يلمسُ خلف الاستعداديّة له لدى أهل البلدة والفاعلين فيها بشكلٍ واضح.

 

 

تبعَت العرضَ حلقة نقاش، أعيدَ فيها طرح بعض الأفكار الواردة في الفيلم، ككون منطقة "المهلّل" في البلدة منطقة صناعيّة يستفيد من خدماتها مستوطنون إسرائيليّون، وكعملِ طلبة مدارس من البلدة ليلاً على الحاجز، ما اعتبره بعض الحضور صورةً مخجلة لنعلين، لم يروْها من قبل بهذه الطريقة، بينما وجده آخرون حالةً عامّة لا تخصّ نعلين بذاتها، ولا تدين أهلها، ولكنّها تستدعي إيجاد حلّ على مستوى الوطن يخلق فرصَ عملٍ بديلة للشباب، ويحاوِر هذا التناقض الكبير الذي يخلقه وجود الاحتلال، فقالت إحدى المشاركات من نعلين إنّ الفيلم لا يحاكم نعلين ولا يجلد أهلها حين يعرضُ التناقض فيها، بل يشكّل فرصةً لرؤية الواقع، وإيجاد مساحات مشتركة لإحداث التغيير.

 

يُذكر أنّ الدورة الأولى من مشروع "الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة" قد انطلقت العام 2016، وسيستمرّ المشروع حتى نهاية العام الجاري 2018، نُفّذت خلاله أعمال فنيّة، وتحاورَ من خلاله أهالي مدنٍ وبلدات وقرى عدّة حول قضاياهم الاجتماعيّة، في تجربةٍ تشاركيّة بين معلّمين وفنانين وناشطين اجتماعيّين وأهالٍ وتلاميذ؛ وذلك بهدف تحويل القضايا إلى أعمالٍ فنيّة تطوّر حراكاً مجتمعيّاً وتعزز المشاركة المجتمعيّة عبر الفنون، وذلك بإشراف برنامجي البحث والتطوير التربويّ، والثقافة والفنون في مؤسّسة عبد المحسن القطّان.