نظم استوديو العلوم في مؤسسة عبد المحسن القطان، مؤخراً، لقاءين مع معلمين وطلبة ومهتمين ومختصين في علوم الطبيعة، حول النباتات البريَّة، وبخاصة البلوط، وعلاقتها بطبيعة فلسطين.
وخاض المشاركون اللقاءيْن مع الباحث الدكتور عمر تسدل ومجموعة من النشطاء المتطوعين في البيئة.
وكان اللقاء الأول عقد في الأول من شباط في مبنى مؤسسة عبد المحسن القطان، والثاني في السادس من شباط في مركز المعلمين في نعلين، وحضر اللقاءين 60 مشاركاً من مناطق مختلفة.
ويتضمن المشروع الاستكشافي مساراً بحثياً معرفياً يقوده تسدل، حيث قدم الباحث عرضاً غنياً عن تاريخ الأشجار في فلسطين، وحول الأسباب التي تدعو للاهتمام بالبلوط، وطرق استعادته في البيئة، إضافةً إلى ممكنات استغلاله بشكل صديق للبيئة لتحقيق جدوى اقتصادية.
وقدم الباحث رامي المحتسب من استوديو العلوم مفهوم علوم المواطنة (Citizen Science)، الذي سيكون مفهوماً مركزياً في المسار البحثي. إذ ينضم الجمهور في "علوم المواطنة" إلى الباحث في جمع البيانات البحثية، ويشاركونه في تكوين تصور أشمل لها.
بعد انعقاد اللقاءيْن، زرعَ بعض المشاركين في الورشة بذور البلوط في مناطقهم، لمراقبة نموها في ظروف زراعية مختلفة، من حيث التربة والظلّ، وستستمر مرحلة المراقبة والتدوين حتى نهاية العام الدراسي. ويأتي المشاركون من مناطق مختلفة ومتباعدة تمتد من قلقيلية في الشمال إلى نابلس، وطمون، ورام الله والقرى المحيطة بها، والعيزرية، وأريحا.
على صعيدٍ آخر، يبحث المشاركون في علاقتهم بالطبيعة، ضمن نشاطٍ مع الباحثة الرئيسية في استوديو العلوم، سمر قرِّش، ويبحثون في التغيرات التي تحصل حولهم باستمرار من تحويل الأرض وتطويعها للإنسان ومصالحه واحتياجاته. فمثلما يجمع المشاركون بياناتٍ بحثيّة علميَّة حول البلوط، فإنّهم مهتمون أيضاً -ضمن هذا المسار- بالمعرفة الشعبيَّة حوله، كوجوده في القصص والحكايات والشعر، واستخدامات البلوط الشعبيَّة الموشكة على الاندثار، إضافةً إلى إيجاد طرقٍ للتعبير عن ذلك كلّه عن طريق الفنّ.
وتبادل المشاركون ذكرياتهم الخاصة حول بعض النباتات، مثل مشهدِ العائلة مجتمعة حول طبق اللوف، الذي لم يعد يتكرَّر في منزل المعلّمة المشاركة ردينة حمدان مثلاً، بعد أنْ امتلأ الحي بالبنايات، واختفى اللوف.
ستستمرّ هذه الرحلة المعرفيَّة بحلقات نقاشٍ سيقودها المعلّمون في مدارسهم، وبمتابعة الأشتال التي حملها المشاركون معهم لمراقبتها وتوثيق التغيّرات الحاصلة عليها. كما يستمرّ تواصل المجموعة عبر نشر المشاركين كلّ خبراتهم وبياناتهم البحثيَّة على منصة اجتماعيَّة إلكترونيَّة.