نحن الموقعون أدناه ندين ونستنكر بشدة، الاعتداء الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي على كل من مركز يبوس الثقافي، ومعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، وشبكة فنون القدس – شفق، في مدينة القدس، أمس الأربعاء 22 تموز 2020.
وكانت قوات من شرطة الاحتلال ومخابراته قد اقتحمت، أمس، معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في القدس، وقامت بحملة تفتيش واسعة، وصادرت وثائق وملفات وأجهزة حاسوب، كما قامت قوة أخرى، وبالتزامن، باقتحام منزل رانيا الياس مديرة مركز يبوس، وسهيل خوري مدير معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، واعتقالهما ومصادرة أجهزة من منزلهما، قبل أن تفرج عنهما في ساعة متأخرة من الليل. هذا، واقتحمت منزل داوود الغول مدير شبكة فنون القدس – شفق، وقامت بتفتيشه والعبث بمحتوياته واعتقاله.
إن هذا الاعتداء على مؤسساتنا الثقافية والوطنية في القدس، يؤكد على أن الاحتلال مستمر في استهداف مقومات الوجود الفلسطيني الثقافي المقاوم في المدينة، بما يمثله من تمسك بهوية المدينة، وبما يتيحه لسكان المدينة وأهلها بفئاتهم كافة، وزوارها، من متنفس ثقافي واجتماعي، يعزز حضورهم وانتماءهم لثقافتهم ومدينتهم، بما تحمله من تعددية ثقافية وحضارية وتاريخية يحاول الاحتلال طمسها، ضمن عملية مستمرة ومنظمة، وباستخدام شتى الوسائل القمعية.
كما إن هذه الانتهاكات بحق مؤسساتنا المقدسية تؤكد على أن الاحتلال مصمم على سلبنا كل المساحات التي تتيح لشعبنا التعبير عن هويته. فمركز يبوس الثقافي والمعهد الوطني يعتبران من المؤسسات النشيطة التي تشكل منارات مهمة للعمل الفني والثقافي، لا سيما أنهما تقدمان برامج وأنشطة فنية وثقافية تستهدف، بالأساس، جمهور الأطفال والشباب، متيحة لهم خيارات جديدة غير تلك التي يحاول الاحتلال دفعهم تجاهها، ما يعزز صلتهم وشعورهم بالانتماء لمدينتهم وقضيتهم الوطنية في مواجهة الهجمة الضارية التي يشنها الاحتلال على هوية هذه المدينة وتاريخها وسكانها، وما تمثله من قيم التسامح والتنوع والتعددية التي أرست دعائم السلام في المدينة عبر قرون طويلة.
هذا العدوان السافر الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على مكونات الثقافية الفلسطينية، في مدينة القدس وغيرها، ما هو إلا دليل دامغ على شعوره بأهمية الفعل الثقافي الفلسطيني، والدور الذي راكمه على مدى العقود المنقضية في الإبقاء على جذوة الوعي الوطني متقدة، وتعزيز التمسك بالهوية الوطنية والموروث الثقافي، وفي تعزيز قدرة الفلسطيني في تقديم روايته، ومخاطبة العالم بكل أشكال التعبير الإبداعية، ما يعمل على توليد حالة عالية من التضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله لنيل حقوقه، ويزيد من العزلة الثقافية والأخلاقية التي يعاني منها الاحتلال.
كما يؤكد هذا العدوان المشين على استمرار الاحتلال في ممارسة سياساته العنصرية التي شرع بها منذ عقود خلت، في قمع كل أشكال التعبير الثقافي الفلسطيني، التي من شأنها تعميق حس الفلسطيني بهويته وجذوره، وتعزز من تمسكه بإنسانيته وحقوقه الوطنية، وقد تجلت تلك العنصرية فيما تعرض له المثقف/ة والفنان/ة الفلسطيني/ة من عمليات اغتيال وملاحقة وسجن وقمع بصفته/ا معبراً وفياً عن آمال شعبه وآلامه وطموحاته بالحرية.
شبكة الفنون الأدائية الفلسطينية مؤسسة عبد المحسن القطان سرية رام الله الأولى
فيلم لاب حوش الفن الفلسطيني مؤسسة المعمل منتدى الفنون البصرية