"لا أجد نفسي في دور المعلمة التقليدية، وأحلم دوماً أن تكون لقاءاتي الصفية أكثر متعةً وتشويقاً. بهذه المنهجيات نجحت في تحويل اللقاءات الصفية التقليدية إلى لقاءاتٍ تفاعلية مرحة".
ندى الأشقر، إحدى المشاركات الملتحقات بمشروع "طفل مبدع .. مستقبل مشرق"، حاصلة على شهادة بكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة بيرزيت، وتعمل معلمة تكنولوجيا منذ 5 سنوات للصفوف الأساسية العليا في مدرسة بنات فرخة الأساسية، والصفوف الثانوية في مدرسة بنات ديراستيا الثانوية.
التحقت الأشقر بالمشروع ضمن دورته الثانية 2022، وفي مسار التعلم عبر المشروع، لتأخذ طلابها في رحلة تعليمية متنوعة غير تقليدية، تعتمد أساساً تعليمياً مختلفاً يربط العلوم والرياضيات بالتكنولوجيا والفن، ليجعل اللقاءات الصفية أكثر تفاعلاً ومتعة.
يعتمد مسار التعليم أساس العمل بنظام (STEAM)، واستراتيجية عباءة الخبير، حيث إن نظام (STEAM) هو نظام تعليمي يستخدم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفن والرياضيات، وهو يجعل التطبيق العملي أساساً داخل الغرفة الصفية، ويقوم بالتركيز أكثر على الطالب، ليصبح دور المعلم ميسراً فقط، ويعطى المجال للطلبة للتجربة والتركيب وحتى "الكعكشة" في الأدوات المتاحة، كما يجعل العملية التعليمية أكثر مرحاً وأكثر ارتباطاً بمواضيع حياتية. أما عباءة الخبير، فهي منهجيّة تعليميّة توظف الاستقصاء والدراما لابتكار سياقاتٍ متخيلة من أجل التعلّم. يعمل المعلّمون بالتّعاون مع طلابهم من أجل توليد أوضاعٍ متخيّلةٍ تُوظّفُ في دراسة المنهاج الدراسيّ، وتطوير المعرفة والمهارات والفهم عبر نطاقات واسعةٍ من الموضوعات.
وعن رحلتها، تقول الأشقر عن دور مؤسسة عبد المحسن القطان بشكل عام، وبرنامج التكون التربوي بشكل خاص، في دعم المسيرة التعليمية، بما تم تقديمه من تدريبات، وجلسات تأمل، إضافة إلى لقاءات دورية مع القائمين والمختصين بالبرنامج، بجانب المناقشة العلمية والعملية، الأمر الذي ساهم في إثراء التجربة، بما في ذلك التطبيق العملي المبني على المعرفة.
هذه التدريبات شجعت الأشقر لبداية عام دراسي بطريقة مختلفة، فتوجهت مباشرة إلى استخدام أنشطة (STEAM)، وبعض تمارين العباءة البسيطة، لتهيئة طالباتها للانطلاق إلى حصص صفية غير تقليدية، وتعليم يربط المنهاج بالواقع، ما يسر من سير اللقاءات الصفية، وجعلها أكثر تفاعلاً ومرونة. هذه المنهجية المتبعة من قبل المعلمين أضافت رونقاً خاصاً إلى العملية التعليمية التي تمت على مدار العام، بمساندة المختصين والمشرفين من مؤسسة عبد المحسن القطَّان.
وأضافت: "لا أغفل رغبتي الشخصية في تطوير الطريقة التي أعيش فيها تجربة التعليم والتعلم مع طالباتي، إضافة إلى رغبتهم في حصص ممتعة تطبيقية غير تقليدية".
لا بد أن تطبيق أساليب ومنهجيات جديدة في التعليم قد يواجه بعضاً من التحديات، مثله مثل سائر التغييرات، في بداية الرحلة. فخلال تطبيق منهجية عباءة الخبير، واجهت الأشقر بعضاً من التحديات، منها استغراب طالباتها من التطبيقات، واللامبالاة تجاه أهمية عباءة الخبير.
لقد كان للمدرسة دورٌ كبير وداعم في مسيرة الأشقر التعليمية، إضافة إلى مهاراتها التي جعلتها قادرة على كسر هذه الحواجز والتغلب على المعيقات بطرق جعلت الطالبات أكثر اندفاعية.
وأضافت الأشقر: "خلال هذه الرحلة، نمر بمحطات من الإنجازات والمخرجات والتطبيقات ونخوض نقاشات غنية، يسمح للطالب فيها أن يعبر عن رأيه، ويسأل أسئلة لا تسمح الطريقة التقليدية له بها، داخل الحيز التلقيني"، معربة عن أملها في أن تصبح هذه التطبيقات تطبيقات دورية، تنفذ في المدارس كافة لما لها من منفعة وأثر على تكون شخصية الطالب أولاً، ونمو ذكائه بطرق غير تقليدية ثانياً.
تجدر الإشارة إلى أن مشروع "طفل مبدع .. مستقبل مشرق" يركز على تقديم تجربة تعليمية متكاملة طويلة المدى، لمساعدة المعلمين والأطفال في فلسطين على تطوير قدرات التحليل، والبناء، والتأمل، والتعبير عن وجهة نظرهم بحرية، وأخذ زمام المبادرة نحو تعلمهم، وتصميم وتنفيذ مشاريع جماعية لمجتمعهم.
ويتوزع المشاركون في المشروع على ثلاثة مسارات تعليمية: هي مسار "الدراما في التعليم"، الذي يستهدف معلمي المرحلة الأساسية العليا والثانوية، ومسار "الطفولة "المبكرة"، الذي يستهدف مربيات رياض الأطفال ومرحلة ما قبل المدرسة، ومسار "التعلم عبر المشروع" الذي يستهدف معلمي العلوم والتكنولوجيا والرياضيات للمراحل الأساسية من الصفوف الخامس إلى العاشر.