انضمام ستة مواقع جديدة إلى مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة

الرئيسية في القطان الأخبار انضمام ستة مواقع جديدة إلى مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة



بعد العمل في نعلين وقلقيلية وأريحا، ودير الغصون، والشعراوية (طولكرم)، وغزة، والجفتلك (الأغوار)، ومنطقة دورا الخليل، أضافَ مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة عنبتا، وقطنّة، وخان يونس، منطقة عرب أبو نوار (العيزرية)، ومناطق رفح، وحجر الديك وبيت لاهيا ونصيرات (غزة)، وفي منطقة الخليل (خلة المي، بيت أولا، بيت كاحل، الرماضين، مخيم الفوار، بيت الروش، صوريف، وترقوميا، وبيت أمر والكرمل)، إلى خارطة فاعليّته في فلسطين.

 

ونظّم برنامج البحث والتطوير التربويّ في مؤسسة عبد المحسن القطّان لّقاء، جمع فريقاً من المعلّمين والمعلّمات والطلبة الجامعيين من عنبتا وقطنّة، السبت 21/10/2017، بهدفِ تقديم المشروع للمشاركين الجدد، بحيث عرض مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعيّة في البرنامج مالك الريماوي، فكرة المشروع وإنتاجاته في الفترة الماضية من معارض فنيّة وأفلام ومسرحيّات، الذي تنفّذه "القطان" بدعمٍ مشارك مع الوكالة السويسريّة للتعاون والتنمية SDC.

 

وقال الريماوي: إنّ اختيار عنبتا شرق طولكرم، وقطّنة شمال غرب القدس، وخان يونس في قطاع غزة، كان تبعاً لمعايير عامّة تتضمن كونها مناطق شديدة الاحتياجات، وقضايا اجتماعيّة ذات أولويّة، وسياقاً لتطوير المشروع في المواقع السابقة، عبر بناء تجربة ملهمة، تربط المشروع جغرافياً وفكرياً وإنتاجياً، كما سبقه بحثٌ حول القرى المحيطة بالقدس بشكلٍ خاصّ، فتمّ اختيار قطنّة لأنّها تمثل قرى القدس بطريقةٍ بالغة التعقيد.

 

بدوره، قدّم مدير برنامج البحث والتطوير التربويّ وسيم الكردي ورشة عملٍ، عبّر فيها المشاركون فنيّاً عن أبرز ما يهمّهم في مناطقهم، فبدأت الورشة باختيار كلّ مشاركٍ غرضاً واحداً لا يمكن أن يفرّط به، ويتعلّق بالمكان الذي ينتمي له.  رسمت معلمة مبنى الروضة التي عملت بها لمدّة 30 عاماً، وأخرى رسمت دفتر مذكراتها حين كانت طالبة جامعيّة، بينما اختارَ معلّم معصرة قريته لارتباطه بها في طفولته.

 

تكمن قيمة الحياة في التفاصيل الصغيرة؛ هذا ما ناقشه المشاركون وهم يستذكرون الأغراض ذات المعنى بالنسبة لهم، كساعة اليد التي حصل عليها أحد الطلبة من جدّه بعد أن ارتداها الجد 30 عاماً، وأوّل قلم مُنح لمعلّمٍ من طلبته كهديّة.

 

وأوضح الكردي أنّ البشر يعبّرون عن الأفكار بطرق متعدّدة، لكنّها تنحصر عامّة بثلاث تمثيلات: الفعل والأيقونة والرمز، ما يشمل الحركة والكلام والصور والرسومات وغيرها، مستعرضاً تبعاً لذلك مجموعة من الصور والرسومات لفنّانين عالميين عالجوا فيها قضايا كالتعليم والعبودية والخطابات السياسية؛ ببساطة ووضوح ومستوى فنيّ عالٍ.

 

بعد التعرّف على مفاهيم عامّة في التعبير، طلب الكردي من الفريقيْن أن يرسموا صورة جويّة لقطنّة وأخرى لعنبتا على قطعتيْ قماش، ثم اختارَ كل من المشاركين شخصيّة من منطقته يعرف قصّتها جيّداً ليمثّلها بجملةٍ واحدة، وليشكل المشاركون جميعاً صورة أعمق عن منطقتهم.

 

"هذا رجلٌ لن يتمكّن من زراعة أرضه لأنّها تمّت مصادرتها من قِبل الاحتلال"، "هذا منزله خلف الجدار"، "هذه امرأة عاملة، لا وقت لديها لإنجاز كلّ المهام داخل بيتها وخارجه".  كان الجدار وتأثيره على الزراعة المسألة الطاغية على حديث فريق قطنّة، كما لوحظ أنّ معظم الشخصيات التي اختارها المشاركون هي لذكور.

 

ناقش المشاركون البالغ عددهم 35 شخصاً القضايا التي لم تُطرح بشكلٍ كافٍ، كالتعليم، والبنى التحتية، ومشاركة المرأة في الحياة السياسيّة والمخدرات.

 

أمّا فريق عنبتا، فتحاور المشاركون فيه حول رؤيتهم لمجتمعهم ودورهم فيه، فذكروا الميل العام للتكيّف مع المشاكل التي تواجهها البلدة عوضاً عن إيجاد حلولٍ جذريّة، إضافةً إلى عدم قيام الجهات المسؤولة بواجباتها، مع ما قد يقابله من تدنّي روح المبادرة لدى أفراد المجتمع.

 

اختُتم اللقاءُ بحوارٍ جماعيّ اقترح فيه المشاركون خطواتٍ عمليّة أوليّة للعمل في مجتمعاتهم المحليّة، وأوضحوا أسباب انضمامهم للمشروع كرغبتهم في تعزيز المشاركة المجتمعيّة، وإعادة مفهوم العمل التطوعي واكتساب الخبرات الفرديّة التي سيوظّفونها حسب أدوارهم في خدمة مناطقهم.

 

ومشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية، يمتد على مدى ثلاث سنوات، لتعزيز المسؤولية والمشاركة المجتمعية من خلال الثقافة والفنون، أطلقته المؤسسة في العام 2016 بتمويل مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC)، وينفذه كل من برنامج البحث والتطوير التربوي وبرنامج الثقافة والفنون في المؤسسة، ويطمح إلى إبراز الدور الذي يمكن للثقافة والفنون تأديته لتشجيع المشاركة المجتمعية، وتقوية التماسك الاجتماعي، وإيصال صوت المجتمعات لصنّاع القرار.