انطلاق فعاليات مدرسة "القطان" الصيفية في الدراما

الرئيسية في القطان الأخبار انطلاق فعاليات مدرسة "القطان" الصيفية في الدراما

انطلقت الخميس، 23/ 7، فعاليات "المدرسة الصيفية: الدراما في سياق تعلمي" التي ينظمها مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، للسنة التاسعة على التوالي في مدينة جرش الأردنية، بمشاركة 109 معلمين ومعلمات من فلسطين، والأردن، ومصر، وسوريا، وتونس، والمغرب، وعُمان، وموريتانيا، ولبنان.

 

وذكر مركز القطان للبحث والتطوير التربوي في بيان صحافي، أمس، أن المدرسة في دورتها هذا العام تسعى إلى "مساءلة" حالة التعليم، عبر فتح آفاق نحو تعليم يثير السؤال لا الجواب، سؤال الحرية والعدالة لكل الناس، عبر تكوين المعلمين، وخلق الممكنات واستثمارها لفهم عالمهم بشكل خاص، والنظر الى التعليم في سياقه الإنساني والاجتماعي، بشكل شامل.

 

وأوضح البيان أن "المدرسة الصيفية في سياقها التعليمي والتعلمي، تمنحنا هذه الإمكانية لسؤال أنفسنا ومساءلة التعليم، عبر فحصها الدوافع والمسببات والنظر في النماذج والأنماط المجتمعية على اختلافها؛ بغية إنتاج معنى جديد للتعليم، وممارسة نوعية تفضي إلى تحقيق حياة أفضل للبشر".

 

وأضاف: "تتضمن المدرسة التي تستمر حتى 2 آب المقبل، ستة مساقات تراكمية صيفية موزعة على ثلاثة مستويات تعليمية على مدار ثلاث سنوات (مساقان للسنة الأولى، ومساقان للثانية، ومساق للثالثة)، بحيث يتيح البرنامج الانتقال من مستوى إلى مستوى أعلى بعد إنجاز كافة متطلبات المستوى السابق، إضافة إلى مساق مساند متقدم في مجال "الكتابة المسرحية"، بإشراف الكاتب المسرحي البريطاني بريان وولاند والباحث في مركز القطان كفاح فني، يتمحور حول القصة والدراما، والكتابة المسرحية، والشخصية في الدور، والمعنى ما وراء الظاهر، ويشارك فيه 12 معلماً ومعلمة من خريجي المدرسة الصيفية".

 

وقال وسيم الكردي، المدير الأكاديمي للمدرسة الصيفية؛ مدير مركز القطان: في هذه السنة التاسعة للمدرسة الصيفية سنكون إزاء نهاية مرحلة والشروع في مرحلة جديدة، حيث أننا سنقوم باختبار تجارب تعليمية جديدة ومتنوعة ستشكل مقترحاً منهاجياً للتعليم في السنوات القادمة، وبخاصة فيما يتعلق بالمحتوى من ناحية، وبنية المدرسة الصيفية من ناحية اخرى، وسيشكل البحث المعرفي عبر الممارسة التطبيقية محطة نوعية جديدة خلال هذا العام، ستؤسس إلى كتابات بحثية تأملية في مجال توظيف الدراما في السياق التعليمي المدرسي، ويمكن أن تشكل نواة مؤتمر عالمي في الدراما في التعليم، يكون فيه لفلسطين والعالم العربي تجربة نوعية يمكن عرضها فيه.

 

واضاف: إن المدرسة الصيفية تجتهد في تمكين معلمين انخرطوا فيها سابقاً ليصبحوا أساتذة يعملون مع زملائهم المعلمين، وهذا يتيح لنا إمكانية توسيع دائرة الفعل مع قطاع أوسع من المعلمين، كما يمكننا هذا التجريب التعليمي من تقديم مقترح في المحتوى التعليمي للمنظومة المدرسية في فلسطين، وفي منهجيات التكون المهني للمعلمين.  إننا نتطلع إلى تجربة غنية ومكثفة نعود منها إلى بلادنا بطاقة إيجابية وبروح مليئة بالتحدي، فهذا ما يحتاجه التعليم في بلادنا.

 

وصمم برنامج مستوى السنة الأولى في المدرسة ليشمل موضوعات في الدراما والتعليم، وعناصر الدراما، والمستويات الخمسة لتفسير الفعل، والأعراف الدرامية، والدراما ولعب الدور: أدوار المعلم، المعلم في دور، التلاميذ في دور.  ويتناول مستوى السنة الثانية موضوعات حول: الدراما والجمالي، بنية الدراما: العناصر والمكونات، الدراما كسياق تعلمي تكاملي، الأعراف الدرامية: نظام التأشير والتمثيل، الدراما والتخطيط، الدراما التكونية، عباءة الخبير، التخطيط والتوتر المنتج، التخطيط والترابط الداخلي.

 

ويضم فريق الأساتذة: وسيم الكردي، مالك الريماوي، كفاح فني، سوسن مرعي، معتصم الأطرش، يوسف الخواجا، فيفيان طنوس (من فلسطين/مركز القطان)، كوستاس أمويروبولس (من اليونان)، لوك أبووت، ريتشارد كيرن، ماغي هلسون بريان وولاند (من بريطانيا)، والإشراف البحثي د. صبيح صبيح.

 

من جانبه، قال الريماوي: إن الانعقاد السنوي للمدرسة الصيفية للدراما هو بالنسبة لي حدث يقع في قلب مشروعي العملي ووجودي الشخصي، فاللقاء أصبح نوعاً من العود الأبدي للتعلم، فرصة لكي أُعلّم وأتعلم، اللقاء بهذا العدد من الناس والأفكار والأسئلة هو نوع من عودة الذات إلى فضاء التساؤل والبحث وعدم الركون للأجوبة الجاهزة والحلول المكررة، هنا نعيد فحص موقعنا في المجتمع، وموقع المجتمع فينا، نسائل التعليم والتربية وأفكار التنشئة الاجتماعية، نعيد النظر في الأنماط والأحكام التي تُعلِّب الثقافة وتقتل حيويتها.

 

وأضاف: في الدراما نعيد تشكيل الحياة لكي نفحصها ونحن نعايشها ونتعلمها، الدراما تعيد التعليم والحياة لوضعهما الطبيعي والثقافي، نحيا ونتعلم ونجابه العالم، نغيّره ونعيد النظر في قصصه، ونتغير ونبني قصتنا فيه، هنا نبني قصة مختلفة، قصة أمة كاملة، هنا نلتقي من كل الدول العربية، يجمعنا سؤال العيش بحرية وعدالة، نفكر في تعليم أفضل وثقافة حية، نُجمع على حق الإنسان في الحياة والثقافة والفنون، نعيد الاعتبار لكل ما يتم نحره في الوطن العربي: الإنسان، الفن، الثقافة، السؤال، نعيد هنا في جرش الأردن وباسم فلسطين ومع آخرين من العالم العربي والعالم الاعتبار للإنسان أولاً، ولكل القيم التي من خلالها يخلق إنسانيته ويحقق كرامته، وكأننا نحاول أن نعيد ذاكرة الحياة لنواجه حالة الانتحار، ونواجه الخطر بالأدوات التي يدمرها: الفن والثقافة والخيال والحرية والسؤال.

 

أما مستوى السنة الثالثة، فيتناول أبعاداً أساسية في مجال: الدراما في التعليم، تركز الدراما والبحث (المعلم باحثاً)، التخطيط عبر المنهاج-عناصر أساسية، نموذج متكامل في الدراما، تحليله عبر العناصر والمكونات والأعراف.

 

يشار إلى أن المدرسة الصيفية تستند إلى رؤية تقوم على الربط بين التكوين والتكون، حيث تضم معلمين ومعلمات تخرجوا من برنامجها على مدار ثلاث سنوات، وحملوا رسالتها ورؤيتها واصبحوا جزءاً من نتاجها بشكل عضوي في هيئة التدريس بالمدرسة، ومكونين للطلاب الجدد فيها، وبذلك أصبحوا جزءاً في تكوين المدرسة وتكونهم، وهذا ما تسعى المدرسة إلى تحقيقه منذ التأسيس.