"بازليكا"... رواية فلسطينيّة عن بلدة سبسطية لم تُحكَ بعد

الرئيسية في القطان الأخبار "بازليكا"... رواية فلسطينيّة عن بلدة سبسطية لم تُحكَ بعد

وسط بلدة سبسطية، يتجوّل الأطفال وطلبة المدارس بين المواقع الأثريّة مستكشفين طبيعة بلدتهم الخلابّة، يرافقهم فريق مجموعة جرس التطوعيّة قاصّين حكاياتٍ عن تاريخ البلدة والقرى المحيطة بها.

 

بدأت المجموعة، وضمن مشروع "بازليكا" في شهر حزيران أولى جولاتها في البلدة، مع مجموعاتٍ من طلبة المدارس والأطفال بين عمر 6-9 أعوام، بهدف تعزيز المعرفة بتاريخ بلدة سبسطية وواقعها، من خلال تجوّل تثقيفي، غنيّ بالمعلومات. 

 

يقوم مشروع "بازليكا" على تجميع الروايات الشعبيّة الشفويّة، وإجراء عملية بحث في التاريخ المروي لبلدة سبسطيّة أو المكتوب بألسنة غير فلسطينيّة -بدايةً من البحوث التي قامت بها جامعة هارفارد الأمريكيّة، وامتداداً إلى الحفريات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في البلدة، والتي ساهمت في سرقة الممتلكات الأثريّة في البلدة، وكذلك سرقة وتحريف روايتها وهويّتها- لإنتاج بحث تاريخيّ معمّق، يتناول جذور الروايات التاريخيّة للبلدة، بحيث يقوم على الرواية المحليّة لسكان البلدة، أملاً في أن يساهم المشروع، فيما بعد، في إنتاج موادّ فنيّة تنقل رواية البلدة ونشرها.

 

وكانت قد تعاقدت المجموعة مع مسرح الحريّة من مدينة جنين، لإنتاج نص مسرحيّ يستعرض تاريخ البلدة، كما تم تأسيس مجموعات دبكة شعبيّة لأعمار مختلفة وتفعيل فرقة الدبكة الشعبيّة المتواجدة في البلدة، التي تسعى من خلال التدريبات المستّمرة، إلى تطوير عروضٍ مختلفة معتمدةً على تاريخ وثقافة البلدة، لعرضها فيما بعد على ساحة المدرّج الرومانيّ للبلدة، بهدف ربط المجتمع بالفضاء العامّ حوله، وإعادة توظيف المكان من خلال الثقافة والفنّ.

 

يسعى المشروع إلى إشراك المجتمع ككّل في هذه التجربة الثقافيّة، موظفاً الأدوات الفنيّة والثقافيّة المختلفة لإنتاج سردية خاصة نابعة من فهم الأطفال لواقعهم، والتعبير عنها بلغتهم باستخدام الوسائل الفنيّة كالمسرح والفنون التشكيليّة والبودكاست. ومن ضمن ذلك ما تقوم به المجموعة من تدريب لطلبة المدارس من عمر 13-15 عاماً على التقنيّات المُستخدمة في صناعة البودكاست، إضافة إلى أدوات البحث لإنتاج مواد سمعيّة ورواياتٍ محكيّة عن سكّان البلدة.

وحول اسم المشروع، تقول إحدى منسقاته؛ سارة أبو الرّب، إن التسمية جاءت من كلمة (Puzzle)، وباللغة العربيّة هي لعبة تجميع القطع الصغيرة لتكوّن الصورة الكاملة، وهذا هو جوهر المشروع، بالإضافة الى كلمة (Basilica)، التي كانت تطلق على مكان طحن القمح في البلدة وتعني مركز حكم المدينة الرومانيّة ويشار بها إلى منطقة البيادر مركز التجمّع التاريخيّ لأهالي بلدة سبسطية.

 

جاء هذا المشروع بعد عدِّة لقاءات مفتوحة وحوارات مستمّرة مع المجتمع المحليّ في بلدة سبسطية، والمؤسسات المحليّة والثقافيّة والقطاع السياحيّ، لمشاركة مشاكل وهموم المجتمع المحلّي، التي ارتكزت على الحاجة إلى توثيق الرواية الشفويّة والإبقاء عليها حاضرة لدى الأجيال الجديدة داخل البلدة؛ تلك الرواية التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى طمسها وإسكاتها.

 

يُذكر أن مشروع "بازليكا" يُنفّذ من قبل مجموعة جرس التطوعيّة ضمن مسار "المنح" في دورته السابعة للعام 2022، الذي ينفذه مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة في مؤسسة عبد المحسن القطّان، بتمويل مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).