افتتحت مؤسسة عبد المحسن القطان اليوم الثلاثاء معرضاً فنياً بمشاركة 33 فناناً وفنانة وحمل عنوان "الهيمنة على الحشائش"، في مبنى المؤسسة في الطيرة/ رام الله.
وتدور فكرة المعرض حول السياسات التي انتهجتها سلطات الانتداب البريطاني في فلسطين، للقضاء على الأعشاب والمحاصيل الزراعية "الضارة"، والتحكم بنموها ومكافحة انتشارها.
فقد أُعطِيَ ثلاثةٌ وثلاثون فناناً وفنانةً ثلاثاً وثلاثين بذرةً بناءً على الرسم التوضيحي لأكثر الحشائش الضارة شُيوعاً في فلسطين، وطلب من كلِّ فنانٍ أن يتفحَّصَ العشبة بين يديه عبر تشريحها تشريحاً دقيقاً، ومن ثمَّ يُحوِّلُ البذرة إلى عمل فني.
ويأتي هذا المعرض تتويجاً لبحث إستمر أكثر من عام، نتج عنه إيضاً كتاب حمل عنوان المعرض، جمع نصوصاً مختارة لكل من: إيمان مرسال، عدنية شبلي، رجا شحادة، عائشة عودة، تانيا تماري ناصر، حسين البرغوثي، زكريا محمد، أيمن دردونة، توفيق كنعان وريما حمامة. إضافة لنصوص وأعمال فنية من الفنانيين ال33 وهم: ألكسندرا صوفيا حنظل، إيناس حلبي، بشار الحروب، تيسير بركات، جمانة إميل عبود، جمانة مناع، جواد المالحي، حنا قبطي، خالد جرار، ديما حوراني، ديما سروجي، رأفت أسعد، رندا مداح، رونين زين، سليمان منصور، شذى صفدي، عاصم ناصر، عامر شوملي، عايد عرفة، عبد الرحمن الجولاني، عريب طوقان، علاء أبو أسعد، علا زيتون، عيسى غريّب، فيرا تماري، مجد عبد الحميد، محمد أبوسل، منال محاميد، مهدي براغيثي، ميرنا بامية، ناصر سومي، نبيل عناني، هيثم حداد.
ويقول قيم المعرض يزيد عناني: "يبحثُ معرضُ الهيمنة على الحشائش في التحوُّلِ الحاصلِ في فهمِ الغطاء النباتي الفلسطيني، ومواطنه البيئية عبر التاريخ، وعلاقته بحياة الفلسطينيين، وبخاصة مع ظهور الصناعات الزراعية المبكرة خلال الانتداب البريطاني، وبدء عمليات الزراعة المكثفة للمحاصيل. ومرَّ التاريخُ الطويلُ للمُمارسات الزراعية المستدامة في فلسطين بتحول كبير نتج عنه اهتمام بتلك النباتات التي لا تُعطي، بالضرورة، منفعةً اقتصاديّةً، أو زراعيةً متخصصة، بل كان هناك اهتمامٌ بالنباتات التي تُستخدم لأغراضٍ أخرى مثل الاستخدامات الطبية، والفلكلورية، وحتى استعمال النباتات لأغراض الخرافات والشعوذة، والاستعمالات الأخرى في الحقل (كالتكاثر، وطرد الحشرات، والتغذية، وغيرها). وتُعتبر هذه الاستعمالات غير متلائمة مع القيم الصناعية الجديدة، المبنية على المنفعة الاقتصادية. وقام علم تصنيف النباتات الغربي فجأة بتصنيف الكثير من هذه الأجناس المحلية كأعشاب ضارة، بحيث تمّ إدخال المبيدات والأساليب الجديدة الأخرى لمكافحتها، إضافة إلى الحملات والنشرات التوعوية. وكانت لهذا المنعطف التاريخي تبعات ما زالت أصداؤها تتفاعل حتّى يومنا هذا. كما اقتصرت معرفة النباتات، كجزء من هوية شعب فلسطين جغرافيتها، على الجوانب المتعلقة بالمنفعة من هذه النباتات".
يستمر معرض "الهيمنة على الحشائش" حتى 1 كانون الأول 2020، وهو مفتوح أمام الجمهور يومياً من الساعة 11 صباحاً وحتى 7 مساءً، عدا يومي الجمعة والأحد. وستنظم سلسلة فعاليات على هامش المعرض لكافة الفئات العمرية يعلن عنها لاحقاً.