خلال يوم دراسي نفذته "القطان" بالتعاون مع "التربية والتعليم": تأكيد أهمية استخدام منهجية "عباءة الخبير" في النظام التعليمي

الرئيسية في القطان الأخبار خلال يوم دراسي نفذته "القطان" بالتعاون مع "التربية والتعليم": تأكيد أهمية استخدام منهجية "عباءة الخبير" في النظام التعليمي

كتب عنان الناصر:

أكد مشاركون في يوم دراسي نظمته مؤسسة عبد المحسن القطان بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، تحت عنوان "تأملات في تجربة تعلّمية تشاركية"، أهمية استخدام منهجية عباءة الخبير في التعليم، لما لها من انعكاسات إيجابية قادرة على تغيير النظام التعليمي التقليدي إلى نظام أكثر شمولية وتطور.

 

وشددوا على ضرورة تعميم التجربة على أكبر عدد ممكن من المعلمين والمعلمات، بهدف تحقيق الفائدة المنشودة من مشروع "طفل مبدع .. مستقبل مشرق" الذي تنفذه "القطان" بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وبتمويل من مؤسسة دروسوس السويسرية.

 

واستعرض المشاركون ضمن اليوم الدراسي الذي نظم، السبت 1/10/2022، في مقر "القطان" في حي الطيرة برام الله، حجم النجاحات المتحققة على مدار عام كامل من العمل المشترك ما بين المشرفين التربويين والمعلمين من وزارة التربية والتعليم من ناحية، والمدربين من "القطان" من ناحية أخرى، وانعكاس ذلك على الغرف الصفية.

 

وافتتح عمر القطان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبد المحسن القطان اليوم الدراسي، بكلمة ترحيبية أكد خلالها أهمية إدخال منهجيات حديثة في التعليم، ومنها عباءة الخبير، لإحداث التغيير الإيجابي في مسار العملية التعليمية، وتمكين الأطفال ليكونوا مبدعين، وقيادة مستقبلهم، مشيراً إلى أن عباءة الخبير توظف الدراما في التعليم، وتمكّن الطفل من لعب دور الخبير ليكون شريكاً في صناعة المعرفة والبحث والتقصي.

 

كما أشار القطان إلى أن المؤسسة تنفذ اليوم الدراسي الثاني بالتعاون مع الوزارة، وذلك من خلال وحدة التكون التربوي في برنامج الثقافة والتربية، بتمويل من مؤسسة دروسوس السويسرية، لافتاً إلى دور المؤسسة في الاستمرار بتحقيق رؤيتها الداعمة للثقافة والفن والتعليم.

 

بدوره، أشاد عاهد عياش، ممثل وزارة التربية والتعليم، بدور مؤسسة "القطان"، وكافة المؤسسات الساعية إلى تطوير واقع التعليم وإيجاد بيئة تعليمية تشاركية قادرة على مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي، وتمنح الأطفال الفرصة الكاملة للمشاركة والتفاعل وتقمص دور الخبراء والتخيل الذي يقود في النهاية نحو الريادة والإبداع.

 

من جانبه، تحدث د. نادر وهبة مدير وحدة التكون التربوي، عن منهجية عباءة الخبير، وكيفية التغيير الذي تحدثه كونها تجمع الكثير من العناصر؛ فهي قادرة على الاستقصاء ومنح الأطفال القدرة على ممارسة دور الخبير والبحث والتخيل والإدراك وإنتاج المعرفة.

 

وقال: "إن اليوم الدراسي يأتي لعرض تجارب في منهجية عباءة الخبير، وهي نظرية تجمع بين نظريات تعلم عديدة، ويمكن تعريفها بأنها: منهجية تعليم وبناء خبرة قائمة على الاستقصاء، يتولى الأطفال في الصف أدوار الخبراء، ويتم تكليفهم لمساعدة آخرين (زبون) في حل مشكلة أو معضلة ما ضمن مجال عمله، ويتم، في الوقت نفسه، تعليم أفكار المنهاج من معارف ومهارات وقيم، كما سيتم خلال العروض والتأملات عرض مفاهيم تخص العباءة؛ مثل بناء الفريق وخبرته، ولعب أدوار، وزبون، وتفويض، وطلبة في مشروع".

 

وأشاد وهبة بالمشاركين جميعاً من مشرفين ومعلمين لما أبدوه من التزام وانتماء، مثمناً، في الوقت ذاته، دور المؤسسة لما قدمته من مرونة في إنجاح هذا اليوم، وفي التخطيط له.

 

وخلال اليوم الدراسي، تم عرض الخبرات والتجارب عبر ثلاث جلسات؛ عرضت الأولى ثلاث عباءات كاملة وواضحة العناصر طبقها المشرفون والمعلمون مع طلبتهم، وذلك بهدف التعرف على عناصر العباءة ومدى التعلم الحاصل داخل الصف، أما الجلستان الثانية والثالثة، فعرضتا تأملات وإضاءات حول التجارب جميعها.

 

وأوضحت ختام نعيرات؛ معلمة الرياضيات للصف الثاني الأساسي في مدرسة بنات ميثلون بمديرية قباطية، خلال عرض تجربتها، أن أهم ما يمكن الإشارة إليه نتاج تطبيق العباءة، كان تلك العلاقة الوطيدة التي نشأت ما بين المعلمة والطالبات وخلق حالة من التفاعل والتواصل الهادف بخلاف النظام التقليدي.

وأشارت المعلمة صفاء حمدان من مدرسة رياض الأقصى إلى أنها حين بدأت تطبيق عباءة الخبير في تجربتها كان أحد طلبتها انطوائياً، ولا يشارك في أي فعالية أو نشاط، وحين تم إشراكه في العباءة، اندمج بشكل فعال، وأصبح مشاركاً في الأنشطة ومقدماً لبرامج الإذاعة المدرسية.

وقدمت الطالبة جود فؤاد، من مديرية جنوب الخليل، عرضا لتجربتها، وقالت: "عند طرح المعلمة لعباءة الخبير في الغرفة الصفية كان الأمر عادياً، وحين بدأنا تطبيقها الفعلي، أصبحنا أكثر تفاعلاً واندماجاً، فمثلاً خلال تجربة المخبز والخبز أصبحنا أكثر معرفة بتوزيع الأدوار فمن خلال عباءة الخبير وجدنا النور والطريق الصحيح".

 

هذا وعبّر المشاركون عن أهمية هذه الفرصة، والمشاركة بهذا البرنامج، لما قدمه من نجاحات عملية واقعية في الغرف الصفية.

 

تجدر الإشارة إلى أن هذا اليوم الدراسي كان نتاج العمل مع مشرفي المرحلة الأساسية في وزارة التربية والتعليم ، حيث شارك فيه عشرون مشرفة ومشرفاً وعشرون معلمة ومعلماً مع كل مشرف معلم، وذلك ضمن مسار تدريب المدربين على مدار عام كامل، بمعدل 52 ساعة تدريبية، وذلك بهدف تعميم التجربة وتحقيق استدامتها ونشر منهجيات الدراما في التعليم والتعلم عبر المشروع، وعباءة الخبير على نطاق واسع.

 

وقد طور مشروع طفل مبدع مستقبل مشرق الذي تنفذه مؤسسة عبد المحسن القطان بالتعاون مع مؤسسة دروسوس ووزارة التربية والتعليم مسار تدريب المدربين والذي ينخرط به 60 مشرف تربوي من مشرفي المرحلة الأساسية في وزارة التربية والتعليم على مدار 3 سنوات (20 مشرف كل عام). وينقسم المسار إلى 3 مراحل، تتمثل المرحلة الأولى بتعريف المشرفين بالمنهجية الجديدة وكيفية تطبيقها، أما المرحلة الثانية فتكون بمثابة برنامج مجاورة ما بين المشرف التربوي والمعلم، فيشارك كل من المشرفين والمعلمين بتدريبات عملية في عباءة الخبير، وفي المرحلة الثالثة يقوم كل مشرف مع المعلم المجاور له ببناء مخطط لعباءة الخبير ويبدآن بتطبيقه سوياً داخل الغرفة الصفية مع الطلاب.