"درج السر" .. معرض وعرض أدائي بعد عام من تجميع الحكايات والخيال والعروض التجريبية

الرئيسية في القطان الأخبار "درج السر" .. معرض وعرض أدائي بعد عام من تجميع الحكايات والخيال والعروض التجريبية

 

حكايات جمعتها الفنانتان فداء عطايا ودلال عودة أثناء تجولهما بين مدن وقرى عديدة في فلسطين، ملأت الحائط في الغرفة الأولى بمركز خليل السكاكيني الثقافي في رام الله، ضمن افتتاح المعرض والعرض الأدائي "درج السر"، واختارتا جزءاً منها لروايتها في عرض أدائي مباشر أمام الجمهور.

 

ويأتي هذا المعرض بعد نحو عام مر فيها المشروع بمحطات مختلفة من تجميع الحكايات والبحث والعروض التجريبية.

 

 

وحول اختيار "درج السر" كموضوع للبحث، قالت عودة: "اعتقدنا أن درج السر فيه مزج للواقع والخيال، وربطنا ما بين الواقع والخيال من خلال أنشطة عدة في أربع مناطق، وجمعنا حكايات، وبعده انتقلنا إلى مرحلة الخيال، حيث اجتمعنا بفتيات وفتية بمناطق مختلفة، ونظمنا معهم مجموعة من الأنشطة بمساعدة فنانين، للكتابة والرسم، ولاحقاً عملنا عروضاً تجريبية في أماكن مختلفة، لتكون النهاية المبدئية الخروج بفكرة هذا المعرض".

 

وكانت مؤسسة عبد المحسن القطان ومركز خليل السكاكيني الثقافي، قد اشتركا معاً، في إخراج فكرة إقامة الأربعاءات، وقال عبد الرحمن شبانة، مساعد قيّم في مؤسسة عبد المحسن القطان، "في البداية بحثنا عن مجموعات ناشطة في المجال الثقافي بغض النظر عن طريقة عملها، ووفرنا لهم فضاءات مركز خليل السكاكيني، كل يوم أربعاء على مدار السنة، لتنظيم فعاليات وورش للخروج بأسئلة تعزز عملية تفكيك المواضيع الدارجة، والنظر إليها بطريقة ناقدة".

 

وأضاف الحارث ريان، مدير البرامج في مركز خليل السكاكيني الثقافي، حول إقامة الأربعاءات "في البداية استضافت الإقامة 3 مجموعات، هم: بسطة، وحكايا، وتلفيت للثقافة والفنون، كانوا يجتمعون مع بعضهم البعض، لم تكن سيرورة سهلة، ليس للمجموعات فقط، وإنما للمؤسسات أيضاً، نظراً لصعوبة التوصل لنقطة مشتركة بينهم، ولكنها نجحت بعد حين، وبخاصة بعد زيارة قرية تلفيت، والخروج بسؤال البحث حول درج السر".

 

و"درج السر"، عبارة عن تفصيلة معمارية تتواجد في البناء القديم، حيث كان يستخدم كدرج مخفي للصعود إلى الأسطح، ولاحظته المجموعة أثناء تجولها في بلدة تلفيت، وانطلقت في بحثها حوله والمعاني المتوارية خلفه.

 

 

وبالعودة إلى المعرض الذي يستمر حتى 29 آذار 2018، في مركز خليل السكاكيني، فقد ضمت الغرفة الثانية، مجسمات لخرائط ذهنية قامت المشرفتان على العمل برسمها أثناء جولاتهما، في كل من الخليل ونابلس والقدس وكفر رمان في طولكرم.

 

وفي غرفة أخرى، تقمصت المشاركات شخصية "إم زياد"، التي التقينها خلال أحد العروض التجريبية في مركز المسنين برام الله، ووصفنها "بالمرأة التي فضحت كل الأسرار التي أخفتها حتى بلوغها الثمانين حين أصابها الزهايمر، وتحكي بعفوية وجمال وهدوء".

 

 

أما الغرفة الأخيرة، فقد ضمت مجموعة من رسومات الأطفال خلال الورش البحثية، وتصوراتهم لحكايات وخيالات درج السر، وكذلك كتيب توثيقي حول مراحل العمل، وبطاقات بريدية لصور التقطت خلال الجولات البحثية.

 

 

وقالت زائرة المعرض دينا بريمش، إن "فكرة المعرض بحد ذاته تبعث على السؤال، وأعجبتني رسومات الأطفال، التي تبدو للوهلة الأولى بسيطة ولكنها تحمل أفكاراً ليست بهذه البساطة".

 

من ناحيته، قال عبد الرحمن عثمان من بلدة كفر رمان الذي زار المعرض، أيضاً "إن الأنشطة التي نظمت مع الأطفال في القرية كانت غنية جداً، وفتحت آفاقاً كثيرة لهم، ومن المهم جداً تنظيم الفعاليات والأنشطة في القرى المنسية إلى حد كبير".

 

ويسعى برنامج "إقامة الأربعاءات"، إلى تحفيز مجموعات مُتعدّدة الاختصاصات وتشجيعها على اقتراح مفاهيم وخطط وأنشطة ذات بعد مجتمعي.

 

وقال يزيد عناني، مدير البرنامج العام في مؤسسة عبد المحسن القطان، إن "برنامج الإقامة ينظر إلى "توليد الدخل" باعتباره محوراً لا غنى عنه في إعادة التفكير في الإنتاج الثقافي والممارسات الثقافية الاستهلاكية السائدة، ولا يقتصر السبب في ذلك على تراجع مستوى الموارد الثقافية، بل يرجع كذلك إلى تنامي ظاهرة صرف أموال المؤسسات المانحة المحلية والدولية دون التفكير بديمومة النشاطات والبرامج المقدمة".