رام الله: أطفال يبنون القدس الخاصّة بهم في "نوار نيسان"

الرئيسية في القطان الأخبار رام الله: أطفال يبنون القدس الخاصّة بهم في "نوار نيسان"

اختار الأطفالُ بحذرٍ المكان الأنسب لوضع شبابيك الجبص والفسيفساء التي صنعوها، هل يريدونها عند باب المغاربة؟ أم باب العامود؟ بنوا القدس الخاصّة بهم على جداريّةٍ تمثّل خارطة العاصمة، وذلك في فعاليّة "أطفالنا يبنونها"، إحدى فعاليّات مهرجان "نوّار نيسان" في البلدة القديمة برام الله، الجمعة 13/4/2018.

 

اتخذ المهرجانُ في نسخته السابعة هذا العام عنوان "سبع أبواب"، في إشارةٍ إلى أبواب البلدة القديمة المفتوحة في القدس، وقدّم عروضاً وورشاً فنيّة في كلّ من رام الله والقدس على مدار ثلاثةِ أيّام من 13-15 نيسان.

 

 

الجداريّة في "أطفالنا يبنونها" كانت عملاً جمعيّاً ابتكره الأطفالُ وأهلهم قطعةً قطعةً، وانضمّ أهلُ الحيّ ليكونوا جزءاً منه، وجمعت فيه ثلاثُ مؤسساتٍ مجالاتِ عملها لتقديمِ معمار القدس، فقدّم منتدى الفنانين الصغار، ومؤسسة رواق، ومؤسسة عبد المحسن القطان ثلاثة عناصر رئيسة في معمار القدس وهي الفسيفساء، ورسم البلاط، وشبابيك الجبص.

 

حاكى الأطفالُ شبابيك الجبص مع فريق استوديو العلوم، أحد مشاريع برنامج البحث والتطوير التربويّ في مؤسسة عبد المحسن القطّان، مستكشفين جماليّة الزجاج الملوّن بتمثيله بورقٍ شفاف ملوّن، وتصميمه الهندسيّ، بحيث يحقق أقصى إنارةٍ ممكنة في المبنى، إضافةً إلى انعكاس الضوء والظلال الملوّنة.



حملَ استوديو العلوم مشاركته في "نوار نيسان" إلى مبناه يوميْ السبت والأحد 14 و15/4/2018، حيث استضافَ أطفالاً وعائلاتٍ ومعلّمين في فعاليّاتٍ متنوّعة، طوّرها الفريقُ مع مجموعةٍ من المعلّمين في الأشهر الماضية ضمن لقاءاتٍ تحضيريّة، بعد انخراطهم في مساق "التعلّم التكامليّ عبر المعروضات العلميّة التفاعليّة"، أحد المساقات الشتويّة التي نفذها برنامجُ البحث والتطوير التربويّ مطلع العام الجاري.

 

 

قالت الباحثة الرئيسة في الاستوديو، سمر قرّش، إنّ هدفَ المهرجان، بشكلٍ عام، والفعاليّات التي نفّذها الاستوديو، هو استحضار القدس بحِرفها وفنونها وعلومها، في سياقها الاجتماعيّ والتاريخيّ، فعملَ المشاركون على صنعِ الشمعِ المقدسيّ، وتعلّموا الحفرَ عليه وتلوينه، وتعرّفوا على بناء الأقواسِ والقبب وجرّبوا ذلك بدورهم باستخدام الصناديق الكرتونيّة، إضافةً إلى الطلاءِ بالكهرباء؛ الذي يوظّف في صناعة الحليّ والمجوهرات في العاصمة، فطلوا حلقاتٍ حديديّة بالنحاس لصنع القلائد.

 

كما سمعَ الأطفالُ المشاركون أصواتَ البلدة القديمة في القدس، في فعاليّةٍ صُمّمت لتبيّن انتقال الصوت واهتزازاته في الأوساط المختلفة، عبر النداء في فوهة عبوة ماءٍ تحتوي ملحاً تهتز جزيئاته بناءً على الصوت، فصاحتْ إحدى المشاركات عبر العبوة: "كعك! كعك القدس".

 

قال المعلّم إياد ربيع، المشاركِ في اللقاءاتِ التحضيريّة والفعاليّات، إنّه بالتزامن مع اللقاءاتِ قد عمل مع 45 طالباً من النادي العلميّ في مدرسة ذكور الأدهميّة الثانويّة في بيت حنينا، فصمّموا في مدرستهم قباباً وقوساً طوله 6 أمتار، ونظّموا زيارة ميدانيّة إلى ورشةِ بناءٍ لمسجدٍ في رام الله، للاطلاع على طريقة تصميم القبة ومركز الثقل فيها، مضيفاً أنّهم شكلوا حلقة بحثية معاً حول أسوار القدس، الأمر الذي أثارَ شغف الطلبة وفضولهم.

 

كان اليوم الثالث والأخير من المهرجان مخصّصاً في الاستوديو لاستضافة طلبة المدارس لتجريب المعروضات العلميّة، التي صممها فريق مطوّري المعروضات في الاستوديو، والتي جمعت بين ثيمتيْ "الظلّ والضوء" و"الحركة والسكون"؛ بحيث يستندُ الفريق إلى تفاعلات الطلبة والعائلات كرافدٍ أساسيّ للتغذية الراجعة حول المعروضات، بهدفِ التحليل والبناء عليها.

 

 

من جانبها، قالت المعلّمة غدير العبد من مدرسة بنات عطارة إنّ المعروضات تتيح لها ولطالباتها أن يفكّروا بالمبدأ العلميّ وراء كلّ معروضة، مضيفةً أنّ المعروضات لا تعطي معلومة جاهزة، بل تستحث التفكير، ويصبح كلّ تساؤل له احتمالات كثيرة تحاول الإجابة عنه، لأنّ كل زائر يفكر بطريقته الخاصة.

 

يُذكر أنّ المهرجان بتنظيم من مؤسّسات عدّة، منها بلديّة رام الله، ومؤسسة عبد المحسن القطان، ومعهد غوته، ورواق، وتامر للتعليم المجتمعيّ، وسريّة رام الله الأولى، والنيزك، ومنتدى الفنانين الصغار، ومركز خليل السكاكيني الثقافيّ.