صدر، مؤخراً، عن برنامج الثقافة والفنون، كتالوج مسابقة الفنان الشاب للعام 2014 (جائزة حسن الحوراني) – شهادات معلقة، الذي يوثق تجربة المسابقة في دورتها الثامنة، مركزاً على الأعمال الفنية للمتسابقين الذين تأهلوا للمرحلة النهائية من المسابقة.
ويأتي هذا الكتالوج الذي يصدر باللغتين العربية والإنجليزية ويتضمن 214 صفحة من القطع المتوسط، في سياق تقليد بدأته المؤسسة العام 2001 بإصدارها كتالوج "نحو أفق تشكيلي جديد في فلسطين"، الذي يوثق تجربة المسابقة في دورتها الأولى العام 2000.
وافتتح الكتالوج بمقدمة كتبها محمود أبو هشهش مدير برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان وأحد محرري الكتالوج بمشاركة البريطانية نيكولا جري، أشار فيها إلى أن "المسابقة في دورتها الثامنة اتّخذت شكلاً جديداً، جاء بعد تأمل عميق في منجز دوراتها السبع الماضية، كجزء من عملية أشمل من التأمل في عمل برنامج الثقافة والفنون، وذلك بإشراك عدد كبير من العاملين في المشهد الثقافي من أفراد، ومؤسسات. فجاءت هذه الصيغة الجديدة للمسابقة التي اتّخذت معها شكل العملية المستمرة من التعلم وبناء القدرات والمشاركة والحوار، والتي قادتها في هذه الدورة الجديدة قيمة المسابقة فيفيانا كيكيا بعد تكليف المؤسسة بناء على المفهوم التقييمي الذي طرحته استجابة لثيمة قلنديا الدولي "الأرشيف"، بحكم أن المسابقة قد باتت أحد مكونات برنامج قلنديا الدولي الذي تمثل مؤسسة عبد المحسن القطان أحد الشركاء المنظمين له، إلى جانب ائتلاف واسع من المؤسسات الفنية الأخرى".
وتضمن الكتالوج مداخلات نقدية وفنية لكل من فيفيانا كيكيا قيمة معرض هذه الدورة من المسابقة بعنوان "شهادات معلقة"، ومداخلة للفنان أورييل أورلو وهو فنان مقيم في لندن بعنوان "الأرشيفات" وهي استكمال لمحاضرته التي نظمتها قيمة المسابقة بينه وبين الفانين المتأهلين عبر الإنترنت إلى جانب محاضرات أخرى مع فنانين آخرين، ومداخلة لكارولينا ريتو قيمة معارض وكاتبة وباحثة مقيمة في لندن بعنوان "قبل/أمام الأرشيف"، ومداخلة للفنانة الرومانية ليا بيرجوفسكي بعنوان "حديث"؛ وهي نص مكتوب لمحاضرة قدمتها بيرجوفسكي في الأكاديمية الدولية للفنون في رام الله في تشرين الثاني 2014. كما تضمن الكتالوج بيان لجنة التحكيم التي ضمت في عضويتها كلاً من الفنانة الإسبانية اسنسيون مولينوس جوردو، والفنانة الفلسطينية سامية حلبي، والفنان الفلسطيني كمال الجعفري، والفنان الأميركي مايكل راكوفيتز، والفنان الفلسطيني نداء سنقرط.
كما تضمن الكتالوج، الذي صممه الفنان علاء خنجر، توثيقاً فوتوغرافياً للأعمال الفنية للمتسابقين التسعة الذين تأهلوا للمرحلة النهائية، وهم: بشار خلف الذي فاز بالجائزة الأولى للمسابقة وقيمتها 6 آلاف دولار عن سلسلة لوحاته "ظل الظل"، ونور أبو عرفة التي فازت بالجائزة الثانية وقيمتها 3 آلاف دولار عن عملها "الرغبة في مراقبة ذاكرة متبقية"، وكل من فرح صالح ونور عبد اللتين فازتا بالجائزة الثالثة مناصفة وقيمتها 3 آلاف دولار عن عمليهما "ابن فدائي في موسكو" و"بينالوبي" على التوالي، وآية أبو غزالة التي شاركت بعمل بعنوان "المخيم: مكان تحت التجربة"، ومجدل نتيل التي شاركت بعمل بعنوان "بدون أكفان"، وحمودة غنام بعملة "وادي النسناس"، وإيمان السيد بعملها إعادة الإنتاج وهنادي عزمي بعملها "صياغة التاريخ".
يذكر أن مسابقة الفنان الشاب التي تحمل اسم الفنان الراحل حسن الحوراني، تعتبر من أهم الفعاليات في المشهد الفني الفلسطيني. فمنذ العام 2000، يتم تنظيم هذه المسابقة مرة كل عامين، وتمت دعوة فنانين ونقاد وقيّمين فنيين معروفين على المستويين المحلي والعالمي للمشاركة في لجان تحكيمها المتعاقبة مثل: منى حاطوم، أكوي إنفيزور، سليمان منصور، مايكل أنجلو بوستوليتو، جاك برسكيان، ساشا كرادوك، شريف واكد، خليل رباح، جيراردو موسكيرا، ... وغيرهم الكثير.