هل تتمكّن العينُ من الرؤية في العتمة؟ وهل للأذن أن تسمع الصمت؟ يُجيب عن ذلك كتيّب "رؤية العتمة، سماع الصمت"، الصادر، مؤخراً، عن برنامج البحث والتطوير التربويّ/مؤسّسة عبد المحسن القطّان"، بالشراكة مع مبادرة "مدرستي/ فلسطين".
يضمّ الكتيّبُ فصليْن من كتاب "Seeing Dark Things, The Philosophy of Shadows" لروي سورينسون، من ترجمة هيفاء أبو النادي، يستكشفُ فيهما الكاتب سورينسون حاستيْ السمع والبصر، بعمقٍ يدمج فيه الجانب العلميّ مع الأسطورة والخرافة والفلسفة.
رغمَ طرحه آراء مغايرة، يصرّ سورينسون أنّنا نرى في الظلام، فما نراه هو الظلام نفسه، مع وعينا أنّه غياب كامل للضوء. يقول إنّ الظلام مادة محيرة، ومقلقة للبشر، إذ من المستحيل عند انعدام الأضواء أن نعرف على أيّ درجة من الأمان نحن، لكن هل نخاف من الظلام بالفطرة؟
تساؤلاتٌ كثيرة طُرحت في الصفحات الـ84 للكتيّب، تتعلّق في جزئها الثاني بسماع الصمت، الذي يصفه سورينسون بأنّه تصوّر ناجح لغياب الصوت، وليس إخفاقاً في السمع. ندرك أحياناً ما الذي يعنيه الصمت الطويل فقط بعد أن يُكسر، وثمة نوع ثانويّ من الحساسيّة يكفي لسماع الصمت، فإيقاف المذياع مثلاً يوقظ المستمعين الذين سقطوا في نومٍ لا أحلام فيه.
يُذكر أنّ الكتيّب قد نُشر في سياق برنامج الثقافة السينمائيّة للمعلّمين، الذي نفّذه برنامجُ البحث مع مبادرة مدرستي خلال الأشهر المنصرمة، ففيه عبر المعلّمون تجربة نظريّة تطبيقيّة في مجال السينما، مختبرين تعبيرات الضوء والصوت المختلفة.