(غزة- مؤسسة عبد المحسن القطان):
اختُرعت الآلة الحاسبة قبل نحو 378 عاماً بواسطة العالم الفرنسي بليز باسكال، الذي عمل على فكرة آنذاك في العام 1642، ليساعد بها والده بأداء وظيفته لحساب الضرائب، فاخترع آلة تساعد على الحساب، لم يتوقف شغف العالِم إلى هذا الحد فحسب، بل إن تأثيره امتد حتى وصل إلى "البرمجة"، ذاك العالم الواسع الذي وجدت فيه الطفلة نقاء خروب شغفها مع أطفال آخرين منخرطين في نادي المبرمجين، ما دفعهم للبحث والاستكشاف وتغذية فضولهم، فقد تمكّنوا من إنجاز تصميم آلة حاسبة إلكترونية ومشاريع أخرى، باستخدام منصات المحاكاة التكنولوجية، ضمن انخراطهم في برامج "القطان" التكنولوجية التي أطلقها مركز الطفل-غزة/مؤسسة عبد المحسن القطان، منذ بداية جائحة كورونا في قطاع غزة، عبر "زووم"، بمشاركة نحو 25 طفلاً، من الفئة العمرية (12–17 عاماً).
وتمكن الأطفال الأعضاء في النادي من إنجاز مشروع آلة حاسبة إلكترونية قادرة على تنفيذ عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة، حيث استغرق ذلك يوماً ونصف اليوم، وذلك نتاج لقاءاتهم عن بعد مع "القطان"، كما قالت الطفلة خروب، مشيرة إلى إسهام تلك اللقاءات في بناء معرفتها حول آلية عمل الآلة الحاسبة، وغيرها من التطبيقات التي تفيد الإنسان مثل: الكراج الذكي، وأجهزة الإنذار ... وغيرهما من المشاريع، والمنهجية القائمة عليها، وأرجعت ذلك كله إلى "البرمجة".
فيما اكتسب الطفل محمد حرز (15 عاماً)، مهارة ربط (keypad) بالأردوينو وبرمجتها، ما مكَّنه، أيضاً، من إنشاء نظام كامل أنجزه بشكل جماعي، لمستشعر المسافة والحرارة والحركة والضوء، إضافة إلى تنفيذ نظام شامل لكراج ذكي. كما اكتسب الأطفال مهارة الدمج بين القطع الإلكترونية وربطها مع المتحكمات الدقيقة، لا سيما توظيف الأكواد البرمجية لإتمام المهمات المطلوبة التي وُجدت من أجلها الآلة، وغيرها من المشروعات التي وَلّدت فيما بعد أفكاراً لمشاريع أخرى.
وفي هذا السياق، قال حرز: "كل شيء تعلمناه فتح على بالي أفكار كتير؛ مثلاً خطرت في بالي فكرة مشروع كاميرا ذكية مرتبطة بخوارزمية ذكاء اصطناعي، وفكرة تانية لمشروع قفل ذكي يسمح للأشخاص الذين يرتدون كمامات فقط، لأن يدخلوا من أبواب المؤسسات والشركات".
ويهدف نادي المبرمجين بالمركز، من خلال باقة البرامج التكنولوجية التي يقدمها للأطفال الأعضاء، إلى إكسابهم المفاهيم الأساسية في مجال برمجة لوحات الأردوينو، والتعرف على أدوات وتقنيات المحاكاة، وتمكين الأطفال من دمج المكونات الإلكترونية، إضافة إلى التعامل مع أنظمة التحكم وتحليلها، بما في ذلك تصميم دوائر إلكترونية ومحاكاتها عبر المنصة الافتراضية للمحاكاة Tinkercad))، إضافة إلى تغذية فضول الأطفال في مجالات: التعرف على المجسات وأنواعها، وشاشات العرض وطريقة توصيلها وبرمجتها، والتعرف على الدوال البرمجية الأساسية البسيطة والمعقدة.
ويستمر المركز في تنفيذ البرامج التكنولوجية (Online) عن بعد، ما يتيح فضاء تكنولوجياً للأطفال واليافعين الشغوفين بمجال البرمجة والتصميم، إذ يوفر مساحة حرة لهم لتعلم مهارات مختلفة، ويزيد قدرتهم على التفكير المنطقي والإبداعي، إذ يتم توظيف تلك المهارات في تنفيذ مشاريع برمجية وأخرى في مجال التصميم، تحاكي مشاريع واقعية، إضافة إلى بعض الحلول لمشكلات تواجهنا في الحياة اليومية.