(غزة- مؤسسة عبد المحسن القطان):
"لماذا نحن بحاجة إلى الشعر بعد؟ ولماذا يبقى الشعر ضرورياً في حياتنا رغم كل التغييرات الحاصلة بها؟ وهل يمكن فصل الكتابة عن الفكرة؟ وكيف للأفكار أن تختمر بعد أن تولد لننتج نصوصاً إبداعية نرضى عنها؟".
تلك كانت بعضاً من التساؤلات التي طرحها أطفال نادي بيت الأدب في "القطان"، وأجابت عنها الشاعرة الفلسطينية أسماء عزايزة في استضافة أدبية مسائية عبر "زوم"، الأربعاء 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، عقدها مركز الطفل-غزة/مؤسسة عبد المحسن القطان، ضمن نشاطاته المستمرة عن بُعد، منذ أيلول/سبتمبر 2020.
ووصفت عزايزة اللقاء الذي استمر ساعتين، بأنه حوار صادق وحميمي، واعتبرته أهم من كل مهرجانات الشعر في العالم، قائلة: "هذا اللقاء من أهم الفعاليات الثقافية التي شاركت فيها في حياتي، كبّرتوا قلبي، بكلامكم وتساؤلاتكم وفكرة وجود جيل صغير بفلسطين، يكتب ويتساءل، ويحاور، ويهتم بالثقافة بشكل معمّق، إنه لشيء مهم، وبخاصة في عالمنا الحديث".
وأوضحت عزايزة للأطفال أن الشعر يحمل بداخله تجارب إنسانية نظراً لشموليته، فيوجد بداخله علوم الاجتماع والإنسان وغيرها، ما يحقق الاستدلال على حضارات وفترات زمنية وهو "الأثر"، فالشعر عصارة القصة الإنسانية التي يحافظ عليها لمئات وآلاف السنين.
كما لفتت الشاعرة إلى أن الشعر يُنظر إليه من مكانين، لهما علاقة بتوثيق التاريخ، وتوثيق القضية الفلسطينية، على الرغم من نقصان ذلك في طرح التجارب الشخصية، فالسؤال هنا: من الذي يوثق قصص الناس، لتكون الإجابة هي "الأدب"، فعرفنا الإغريق من الأدب، وعرفنا الأدب الروسي من دوستويفسكي، وهنا تكمن الأهمية الوجودية للشعر في حيواتنا.
وفي سياق الحوار المتبادل ما بين عزايزة والأطفال، وصفت الشاعرة للأطفال بيوت حيفا وعكا والبلاط الشامي والشبابيك التي تميزها بعمارتها وشكلها، وعبرت عن ارتباط الكتابة بالحياة وتأثرها العميق بذلك قائلة: "الكتب هي بيتي ومكتبة والدي عزيزة عليّ، ودائماً أنظر إلى الكتب على أنها أمنيات، وأرتجف حين أفتح كتاباً لواحد من الأشخاص الذين ماتوا ...".
كما ركزت عزايزة في اللقاء على أهمية حفظ الإرث الفلسطيني الأدبي، وأشادت بالتجربة الشعرية الفلسطينية الشابة التي اعتبرتها تجارب جديرة جداً بالاهتمام.
أسماء عزايزة شاعرة وصحافيّة من فلسطين، تعيش في مدينة حيفا. صدرت لها المجموعة الشعرية "ليوا" (2011) الحائزة على جائزة مسابقة الكاتب الشاب التي ينظمها برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان-دورة العام 2010، و"كما ولدتني اللدية" (2015). تدير مشروع "فناء الشعر"، وتنظّم الأنشطة الثقافيّة في مدينة حيفا.