استقبل الصوديوم والكلور أصدقاءهما من العناصر، بينما كانا يتعاونان لتحسين مذاق الطعام، فتهامسا حين دخل الذهب "Au": "كم هو مغرور!"، وهتفا للأكسجين "O" بفرحٍ: "أجا حبيب الشعب"، وللكربون "C" على ألحانِ أغنية عبد الحليم حافظ: "أسمر يا أسمراني"، بينما بدا النيون الخامل وكأنّه استغرق دهراً ليصل إلى مقعده ويلقي التحيّة.
كان ذلك ضمن عرضٍ مسرحيّ كوميديّ قصير حول الجدول الدوريّ، قدّمته طالبات مدرسة بنات أسماء الإعداديّة "ب"، بإشرافِ معلّمتهنّ ابتسام عودة، خلال حفل تكريمٍ للمشاركين في فعاليّات مهرجان أيام العلوم والأفلام العلميّة 2016، الذي نظّمه برنامج البحث والتطوير التربويّ/مؤسسة عبد المحسن القطّان في غزّة، الاثنين 26/12/2016.
وشارك برنامج البحث في رام الله في حفل التكريم عبر تقنية الفيديوكونفرنس، وقالت الباحثة الرئيسيّة في البرنامج سمر قرّش في هذا الصدد: "نعيشُ معكم تجربةً حيّة، غزّة ليست امتداداً جغرافيّاً فحسب، بل بشرياً، نكوّن عبره خبراتٍ تثرينا من ناحية بحثيّة ومن ناحية العمل مع المجتمع".
من جانبها، قالت الباحثة عُلا بدوي إنّ مهرجان العلوم شكّل مجالاً نوعيّاً للتجريب والاستكشاف، مؤكّدةً على أهميّة ذلك: "دعوا الأطفال يخطئون فهم يتعلّمون حينذاك"، مضيفةً: "نُبقي على الحلم داخلنا، طالما نحن نحلم؛ فنحن أحياء".
وقال أحمد قطامش، منسّق البرامج في المعهد الألمانيّ غوته، إنّ عمل "غوتة" مع المؤسّسات الشريكة يهدف إلى بناء مجتمعٍ يتعلّم بشكلٍ تفاعليّ، وهذا ما حققه المهرجان، وبخاصّة أنّ المعهد يعاني صعوبةً في التواصل في فلسطين، ويعتبر وصول الفعاليّات إلى غزّة نجاحاً وتحدّياً للحواجز التي يضعها الاحتلال.
بدوره، قال محمد أبو هاشم، مدير المنطقة التعليميّة غرب غزّة، إن مهرجان أيّام العلوم أحدَث طفرةً في المدارس من حيث تدريس العلوم، داعياً إلى أن ينتقل طابع المهرجان إلى كلّ حصةٍ مدرسيّة، مضيفاً: "الحماس الشديد لدى أبنائنا الطلبة حين يرون نتاج عملهم واقعاً ملموساً، يدلّ على تغييرٍ حقيقيّ في طريقة التدريس".
واختُتم حفل التكريم بتوزيع الشهادات على المشاركين، بعد العرضِ المسرحيّ "الجدول الدوريّ".
