"لا يوجد طريق أحادي للمعرفة. إنما تُستمد من الحياة عبر الأدب والفن والأرض" ... قال ذلك عصام حجاج، منسق مجاورة بيت الحكمة، متحدثاً عن "المجاورة الأسبوعية" التي تعقد بتنظيم مشترك بين مركز القطان الثقافي-غزة و"بيت الحكمة"، التي يستضيف فيها نادي الكتابة الإبداعية في "القطان"، المفكر والمربي الفلسطيني منير فاشة في لقاء أسبوعي عبر "سكايب"، وأضاء فيه على أهمية وجدوى "الغوص في الذات، والتعرف عليها، والحديث عن الحكمة، ودورها في استخراج مكنونات الإنسان، وإعادة النظر في المفاهيم والكلمات لنرتب أنفسنا من جديد".
وتسعى اللقاءات التي تنظم أسبوعياً في مقر المركز، إلى إتاحة المساحة الملائمة لأعضاء النادي، بالانخراط مع من هم أكبر منهم سناً، في مجاورة فعلية تساعدهم في الخروج من حيز التصنيف العمري أو المكاني وتحاول التخلص من المشهد التلقيني بين معلم وطالب، فـ"جميعنا نملك المعرفة بأساليب مختلفة"-حسب فاشة.
وتحدّث فاشة حول "أهمية استعادة الحكمة في حياتنا وإعادة النظر في كل شيء نفعله، وأن المجاورة الفعلية هي العائلة"، مشيراً إلى أن مدينة غزة من أكثر المناطق انجذاباً لفكرة التخلص من مُلهيات المدنية الحديثة.
وطرح أعضاء نادي الكتابة الإبداعية تساؤلات عدة مع المشاركين في مجاورة "بيت الحكمة"، حيث تجلت روح المجاورة التي أذابت فرق العمر والتصنيف، وخلقت روحاً متفاعلة تتقبل أن تعيد التفكير فيما تفعله.
و"بيت الحكمة" هو عبارة عن مجاورة تضم أشخاصاً دون أي تصنيف عمري أو فكري، وتحاول استعادة الحكمة، واسترداد عافية الإنسان، والتعرف على ذاته وحضارته، من خلال سرد الحكايا المعرفية المستمدة من الحياة.