فعاليات "مهرجان العلوم" تغمر غرفَ روضتيْ "راهبات ماريوسف" و"كفر مالك" بالفرحِ والمتعة

الرئيسية في القطان الأخبار فعاليات "مهرجان العلوم" تغمر غرفَ روضتيْ "راهبات ماريوسف" و"كفر مالك" بالفرحِ والمتعة

غمرَ الأطفالُ مع آبائهم وأمّهاتهم، وحتى جدّاتهم أحياناً، غرفَ روضتيْ راهبات ماريوسف وكفر مالك بالفرحِ والمتعة، ضمن فعاليّات مهرجان أيّام العلوم في رام الله خلال يوميْ السبت والأحد 23 و24 تشرين الأول الجاري.

 

وبلغ مجموع الأطفال وعائلاتهم الذين زاروا الروضتيْن نحو سبعمائة شخص، تجوّلوا بين المعروضات العلميّة ومحطّات التجارب.

 

إحدى الفعاليّات هي "الغرفة المعتمة"، التي برغم ظلمتها؛ لا تمنعك من رؤية لمعان عيون الأطفال حين يروْن الظلال الملوّنة لأوّل مرّة، ويحيك أحدهم قصّة مع أمّه ويمثّلانها بأيديهما صانعين خيال حيواناتهم المفضّلة، أو حين يستكشفون خصائص الأشعة فوق البنفسجيّة والبلازما، ويلمسونَ المعروضات العلميّة بخشية سرعان ما تتحوّل لثقةٍ، ويتفاعلون معها دون تعليماتٍ أو توجيهات.

 

لم يستطع أحدٌ إقناع طفلٍ من روضة كفر مالك بأنّ الحشرة التي يعتقد بأنّها قرصته ليست "حقيقية"، وهي مجرّد انعكاس للوحات الزجاج تتصرّف كمرايا في معروضة "الهولوغرام"؛ ولمَ نقنعه بعكس ذلك بكلّ الأحوال.

 

كما تضمّنت المحطّات التي مرّوا بها تجارب علميّة عديدة، عملتْ عليها المربيّات بأنفسهنّ وبحثنَ عنها وطبّقنها؛ مثلاً كيف للخلّ أن ينفخ بالوناً بدلاً منّا؟

 

فيشاهد الأطفال تفاعل بيكربونات الصوديوم مع الخلّ في قارورة يغطّيها البالون؛ ليكبر حجمه بسرعة بفعل ثاني أكسيد الكربون المنبعث.  ثمّ يجرّبون إدخال عيدان الشوي في البالون الذين يختارون لونه، ولكن دون أنْ ينفجر، مستعينين بمستحضر "الفازلين"، ذلك الذي يستخدمونه دائماً.

 

ولا ينتهي لعبهم مع البالونات وتفحّصهم لخصائص أبسطِ لعبةٍ يلهون بها يوميّاً، وذلك حين يجرّبون إنْ كان البالون سينفجر حين تعريضه لشمعةٍ من الأسفل، ليستنتجوا أنّ البالون لا ينفجر بفعلِ تلك الحرارة ما دام يحتوي كميّة من الماء.

 

كما تعرّف الأطفال وذووهم على بعض خصائص النشا القويّ، والرّمل سهل التشكيل، والزيت الذي لا يصادق المواد الأخرى ويمنعها من الاختلاط به؛ وثمّ انطلقوا لمشاهدة أفلامٍ علميّة، حيث لم تعد مشاهدة الأفلام وسيلةً لإلهاء الأطفال حين يكون الأهل مشغولين، بل انشغل كلاهما سويّاً في قصّة النحلة مايا مثلاً، تلك التي لا تتقن رقصة اهتزاز النحل في البداية، فتشعر بالإحباط، وتسأل نفسها لماذا لم تستوعبها، إلى أن ينصحها الأصدقاء بمحاولة الابتسام حين ترقصها، فلا تعود الرقصة آليةً فقط تحتاج أن تتذكر خطواتها، بل شيئاً تفعله باستمتاع؛ فتقول النحلة مايا في نهاية الفيلم: "الاستمتاع طريقة جيّدة للتعلّم"؛ وتشاهدها الأمّ التي تلبسُ بدلةَ العملِ الرسميّة ممسكةً بيدِ ابنتها، وبجانبهما زوجها الذي تركَ متجره لبضعِ ساعاتٍ يحمل بالوناً ورديّاً يخرج منه عودُ شوي، متسمّرين أمام الشاشة مبتسمين.

 

يُذكر أنّ ستّ رياضِ أطفالٍ تستضيف مهرجان أيام العلوم لهذا العام، بحيث تشارك المربيّات المنخرطات في مشروع التكوّن المهنيّ لمرحلة الطفولة المبكّرة/ برنامج البحث والتطوير التربويّ/ مؤسّسة عبد المحسن القطّان، في المهرجان لأوّل مرّة، ويهدف إشراكهنّ في المهرجان إلى إتاحة فرصةٍ جديدة للمربّيات في عمليّة تكوّنهنّ المهنيّ في رياضهنّ، وتمكينهنّ في وسطهنّ الاجتماعيّ.

 

يُذكر أنّ مهرجان أيام العلوم في فلسطين 2016 بتنظيم وتمويل كلّ من: مؤسّسة عبد المحسن القطان، وبلدية رام الله، ومؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي، ومعهد غوته، والمعهد الفرنسي.