رام الله – (مؤسسة عبد المحسن القطان)
عرض برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان، يوم السبت 30/11/2019، فيلم "المعبر" الذي يعتبر أحد منتجات مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية الذي ينفذه البرنامج بدعم مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).
يطرح الفيلم الآثار التي سببها حاجز نعلين على أهلها وعلى طبيعة الحياة فيها، ووجهة نظر أهالي نعلين اتجاهه. ويعد الحاجز منطقة تنقل للعمال الذين يعملون في الداخل المحتل، ما شكل فرصاً للعمل على الحاجز تمثلت في إنشاء بسطات للبيع ومواقف للسيارات التي يمتلكها العمال وغيرها. كما تناول الفيلم بعض الأحداث التي تحدث خلال يوم مظاهرات في منطقة الجدار في البلدة، ومن ثم ينتقل إلى عرض مظاهر لتواجد المستوطنين في منطقة المهلل التي تمثل منطقة صناعية تجارية.
وقامت الباحثة ياسمين قعدان بتقديم مداخلة حول دلالات الفيلم الفنية والاجتماعية، كإضاءات على التمظهرات المختلفة التي يطرحها الفيلم مع وفرة التناقضات داخل الواقع الاستعماري، وأخذت نعلين وحاجزها والمشهد الطبيعي المتغير فيها كوحدة صغرى، وصولاً إلى فهم السياسات الاستعمارية على فلسطين الكبرى.
وتورد قعدان: "إن الفيلم كان عبارة عن فصول متتالية من العبور في معاني المواراة؛ من مواراة الآخرية بأنواعها في سرديات المشاركين، عن معاني نعلين، مثل الآخر المقاوم الرافض، ولكن المطاوع لصالح رزقه، والآخر المحارب عن طفولته، والعارف بقيمة الرياح في المقاومة، والآخر الاستعماري المتواري، والحاضر في تشكيل كل ما سبق، وعبور الكاميرا بين كل تناقضات القصة، والموسيقى، والمشهد الطبيعي المتغير بصباره".
وقال مالك الريماوي مدير مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية: "لقد أنتج هذا الفيلم ليس ليعرض، بل أنتج كنوع من خلق تقاسم الرؤية، فقد ظهر المعبر في رسومات الأطفال أثناء ورشة عمل في بداية المشروع، وحين سألنا عنه قيل إن المعبر يحدد حياتنا أو جزءاً منها، وعليكم أن تأتوا لتروا ماذا يحدث".
وأضاف الريماوي: "في الوقت ذاته وأثناء البحث رأينا أن الحاجز شكل مدخلاً لإثارة الحوار في البلدة، وشكل نقطة اختلاف اجتماعي، والاختلاف هو المكان الأنسب لفهم المجتمع ورؤيته، فكان الفيلم مدخلاً للرؤية ومدخلاً للاختلاف الذي يفضي إلى الرؤية، وكونه جزءاً من مشروع، فإن رهاننا أن يكون معبراً إلى حالة حوار عملية إلى كيف يمكن أن نعيد موضعة أنفسنا وفعلنا كفاعلين للحياة؛ لحياتنا الشخصية، حيث نريد الحصول على عمل، وأن نوفر الخبز، وأن نعلم أطفالنا، لكن نضع قضايا الوطن والهوية أولوية".
وتبع المداخلة نقاش حول ما تم تقديمه، حيث رفض بعض الحضور الصورة التي قدمها الفيلم عن بلدتهم على الرغم من أن الفيلم جاء نتيجة لبحث ورغبة طلبة المشروع والمنخرطين فيه من البلدة، كما أثنى بعض الجمهور على أهمية القصص التي تناولها الفيلم، مع الإشارة إلى أن مدته لا تكفي لعرض كل القصص.
وقال الصحافي أحمد يوسف من ألترا فلسطين "إن الفيلم تناول قصصاً عدة أدت إلى بعض التشتت بسبب عدم إعطائها الوقت الكافي، كما ألفت النظر إلى أن هناك بعض الشخصيات لم تكن هي المناسبة للحديث عن موضوع معين؛ فمثلاً ليست شخصية "حمدان" هي الشخصية المناسبة للحديث عن طرق التفتيش والمعاناة التي يتعرض لها العمال أثناء دخولهم، فلربما من الأنسب إحضار عامل للحديث عن هذا الموضوع".
في حين قال الشاب محمد سرور: "لا بد من تقدير شخصيات الفيلم على جرأتها للحديث عن موضوع قد يعرضهم للأذى لاحقاً، وأن علينا أن نتذكر ونكون على وعي بأن نعلين هي الهدف، وأن كل ما يجب عمله هو لحماية البلد مما قد تتعرض له من مخاطر وآثار سلبية".
وأضاف: "من يريد التكلم والاعتراض على الصورة التي قدمها الفيلم، عليه أن يأتي على أرض الواقع ويفعل فعلاً جاداً لحمايتها، وليس عليه التكلم وهو بعيد عنها".
يذكر أن الفيلم هو من إخراج بسام الجرباوي في العام 2017 كجزء من مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية الذي نفذه برنامج البحث والتطوير التربوي بدعم مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون في ستة مواقع هي نعلين، وقلقيلية، وأريحا، وعنبتا، وقطنة، وخان يونس.