خسر المشهد الثقافي في فلسطين قبل أيام عدة الفنان والكاتب سهيل نوّارة، الذي رحل عن عالمنا عن عمر يناهز الـ 76 عاماً. وولد نوّارة في الناصرة العام 1940، وهو كاتب وفنان تشكيلي، بدأ مشواره مع الكتابة مبكراً عبر العديد من القصص القصيرة، كما برزت مسرحيته "زغرودة الأرض"، بشكل خاص، وأخرجت للمسرح مرتين؛ أولاهما كانت في السبعينيات، وثانيتهما قبل سنوات عدة.
وكان نوّارة بدأ مشواره الفني بارتياد مدرسة للفنون التشكيلية في القدس، حيث أمضى عشر سنوات، وعرض أعماله مرات عدة في الناصرة، ونظّمت مؤسسة عبد المحسن القطان، بمبادرة من المخرج ميشيل خليفي – ابن بلدته وصديقه، معرضاً له برام الله في حزيران 2006، الذي كان آخر معارضه.
عمل نوّارة في أعمال مهنية بسيطة، ولكنه لم يتوقف عن الرسم والكتابة، وارتبط بمدينته الناصرة، وحارته وبيته القديم الذي عاش فيه مع والدته قبل أن تتوفى قبل سنوات، وظلّ حتى لحظاته الأخيرة يتمنى العودة إلى ذلك البيت.
كان نوّارة كثير الصمت، وكان ينأى بنفسه بعيداً عن الأضواء، حتى أن معارضه كانت تقام بمبادرة من أصدقائه، ولم يسعَ إلى إبراز نفسه، أو تقديم أعماله للجمهور.