قال الباحث الكندي ماكس هيفين إن ارتباط الفن بالمال تاريخي ولا يمكن فصله، حيث إن الطبقة الأرستقراطية في أوروبا كانت الممول الرئيسي للفنون الرفيعة تاريخياً، وبالتالي كان الفن -بحسب وصفه- "لعبة مالية" بالنسبة لتلك الطبقة، تستعرض من خلاله قواها المادية، وتستخدمه لتبرير فوقيتها الثقافية والأخلاقية مقارنةً بالطبقات الأخرى، مؤكداً الارتباط الكبير بين الفنون الجميلة والرأسمالية والإمبريالية.
جاء ذلك في محاضرة لهيفين بعنوان "الفن وراء المال/المال وراء الفن: استراتيجيات إبداعية ضد التوسع المالي"، استضافتها مؤسسة عبد المحسن القطان يوم السبت 22 شباط 2020، في مقرها في حي الطيرة برام الله.
وتطرق هيفين إلى استخدام الفنانين لمختلف أشكال المال في أعمالهم الفنية، في محاولة لانتقاد الرأسمالية والنيوليبرالية، الذي وإن كان هدفه الانتقاد فهو يعبر عن الارتباط العضوي بين رأس المال والفن، بحيث يقوم الفنان باستخدام أدوات رأس المال لانتقاده.
واعتبر أن هنالك نقاطاً أخرى مشتركة بين الفن والمال؛ فالمال والفن يتشاركان في كونهما فكرة أو حلماً اجتماعياً، يستمد قوته من مشاركة المجتمع ككل. فمثلاً؛ قامت مجموعة من الفنانين النشطاء في بورتوريكو بالرسم على الدولار الأمريكي لصنع عملة بديلة خاصة بهم، آملين أن تصبح تلك العملة الجديدة مستخدمة في بورتوريكو. يعتبر الفنانون استخدام الدولار بهذه الطريقة نوعاً من التمرد على الاستعمار الأمريكي، ولكن مع ذلك، فإن استبدال عملة بأخرى لا يزال مشاركة في الرأسمالية.
يشار إلى أن ماكس هيفين هو رئيس قسم كندا للأبحاث في مجال الثقافة والإعلام والعدالة الاجتماعية في جامعة ليكهيد (Lakehead University). صدر له العديد من الكتب كان آخرها "الفن وراء المال/المال وراء الفن: استراتيجيات إبداعية ضد التوسع المالي"، كما سيصدر كتابه الجديد بعنوان "تسوية ديون مستعصية السداد" في شهر أيار 2020.