مربيّات الطفولة يتأمّلنَ في ممارساتهنّ

الرئيسية في القطان الأخبار مربيّات الطفولة يتأمّلنَ في ممارساتهنّ

 

ما الذي يعنيه تعلّمٌ معتمدٌ على خيال الأطفال؟

 

ناقشت ثلاثون مربيّة هذا السؤال، معتمداتٍ على تجاربهنّ الصفيّة في تطبيق الدراما مع أطفالهنّ في رياض الأطفال، فوجدنَ أنّ الخيالَ أتاح للأطفال استقلاليّة فريدة، وقدرة على اتّخاذ القرار، كما يُتيح نهجٌ تربويّ كعباءة الخبير أن يعمل الطفل كفردٍ، أو أن يعمل الصفّ كمجموعة معاً.

 

كان ذلك في ورشةِ عملٍ بعنوان "الممارسة التأمليّة في التكوّن المهنيّ"، نظّمها برنامج البحث والتطوير التربويّ في مقر مركز خليل السكاكيني الثقافي في رام الله، السبت 3/2/2018، بإشراف مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعيّة في البرنامج، مالك الريماوي، والباحثة فيفيان طنّوس.

 

 

لتكون تجربة المربيات مكتملة؛ شاركت كلّ مربيّة جزءاً من مشروعها الذي طبّقته في الصفّ، فسردنَ أكثر لحظاتٍ علقت في مخيّلاتهنّ للبقيّة.  وصفت إحدى المربيات المشاركات مشهداً لأطفالها وهم مجتمعون حول بئرٍ متخيّلة، علقَ فيها جرو صغير، ويعلمون أنّهم سيواجهون خطراً لو حاولوا إنقاذه.

 

تتواصل الكلبة الأمّ -داخل عباءة الخبير- مع الأطفال، لتطلبَ منهم إنقاذ ابنها الوحيد، فيتحوّل أطفال الروضة الذين لم يتجاوز عمرهم 5 أعوام إلى فريقٍ مسؤول من رجال إطفاء، ليقدّموا المساعدة دون أن يؤذوا أنفسهم.

 

في السياق ذاته؛ يسعى برنامج التكوّن المهنيّ لمربيّات الطفولة المبكّرة إلى تعليمٍ لا يتحدّث عن القيم، بل يجسّدها، فيتعلّم حولها الأطفال عبر ممارستها فعليّاً، إلى أن تتحوّل إلى معايير أخلاقيّة راسخة، لا أن تُملى عليهم كعبرة مجرّدة وموعظة.

 

 

كما لا تقتصرُ تجربة المربيات على التطبيق، بل تُستكمل عبر التأمّل فيها والكتابةِ عنها، فبهذا يريْنَ الفعلَ وانعكاسه عليهنّ وعلى الآخرين؛ ما اعتبر جزءاً مهمّاً من هذه الورشة، بحيث ناقشت المربيات مع الريماوي وطنّوس النقاط الأبرز التي يجب أن تحضُر حين تعرضُ كلّ مربيّة تجربتها.

 

تستطيع المربيّات أن يستعرضنَ التجربة موثقة بالصور ومقاطع الفيديو والكتابات، أو أن يفعلنَ ذلك عبر منتجات الطلبة داخل العباءة -أي رسوماتهم، وأدواتهم التي صنعوها، أو الكتابات والأغاني والرقص الذي أبدعوه- لكن هناك أسئلة مهمّة يجبُ أن تفكّر فيها المربيّات مثل الإلهام الأول لفكرةِ الدراما، وما الذي أردنَ إيصاله وتعليمه؟

 

يُذكر أنّ برنامج التكوّن المهنيّ لمربيات الطفولة المبكّرة هو مسارٌ ممتدّ على مدارِ العام، تنخرطُ من خلاله المربيّات في ورش عملٍ حول الدراما في سياقٍ تعلّميّ، والعلوم والاستقصاء، والتعبير التأمليّ، كما يخضنَ تجارب تطبيقيّة في صفوفهنّ.