مساق التفكير التصميمي .. الانتهاء من مرحلة الإدراك وصولاً إلى التشكيل

الرئيسية في القطان الأخبار مساق التفكير التصميمي .. الانتهاء من مرحلة الإدراك وصولاً إلى التشكيل

عندما ترتدي معطفك استعداداً للخروج من المنزل في يوم شتوي ماطر، لن تفكر بالتأكيد بمدى أهمية أزرار المعطف التي ستقيك من هجمات الهواء البارد.  إن الزر برأي تيماء عبد الهادي، وهي واحدة من المشاركين في مساق التفكير التصميمي، هو أداة ظهرت نتيجة سلسلة أفكار وتجارب، غالباً لم تلفت انتباهنا، ولم تسترعِ تفكيرنا مرة واحدة.

ترى تيماء أن تجربتها في مساق التفكير التصميمي، الذي ينظمه استوديو العلوم/برنامج البحث والتطوير التربوي في مؤسسة عبد المحسن القطان، بالتعاون مع جامعة بيرزيت، كانت موفقة، لأنها تعملّت كيفية توظيف الموارد، ولو كانت محدودة، في إنتاج مُخرج بأفضل صورة، بناء على التعاطف مع المستخدم.

 

باتجاه النمذجة

مرحلة مفصلية يمر بها برنامج التفكير التصميمي، حيث انتهى المشاركون فيه من مرحلة التفكير والفهم، وسيدخلون في التطبيق العملي.

تقول سجى عمرو، وهي مطورة معروضات في الاستوديو، إن النقلة المفصلية التي يمر بها البرنامج هي الانتهاء من إيجاد الفكرة والوصول إلى إيجاد نموذج لها، الأمر الذي سيساعد في فلترة الأفكار.

إن هذه المرحلة هي آخر جزء من مرحلة التفاكر، وأول جزء من مرحلة النمذجة، ولدى كل مجموعة من المشتركين ثلاث أفكار سيعملون على نمذجتها، ليقرروا أي فكرة سيختارونها للنهاية، وسيعملون على تصنيعها.

جاء ذلك بعد لقاءات عدة، ضمت محطات أولها عرّفت معنى المعروضة العلمية، والعلاقة بين الفنون والعلوم والتكنولوجيا، تلتها مرحلة إدراك معنى التعاطف مع المستخدم وتفهم احتياجاته، حيث زار طلبة المساق، حديقة أطفال ليسقطوا عليهم فكرة التفهم والتعاطف، بعد ذلك تعرّف الطلبة على فكرة تحديد المشكلة وإيجاد أفكار لحلها، لتتبعها في اللقاءات المقبلة مرحلتا التقييم ثم التصنيع، وفقاً لسجى.

 

الهدف والبداية

بدأت فكرة المساق انطلاقاً من الرغبة في تكوين فريق مطوري معروضات مستدام، علماً بأن المساق غير منتشر في المؤسسات الأكاديمية، فيما يضم فريق مطوري المعروضات، عادة، أفراداً بتخصصات مختلفة.

توضح مطورة المعروضات هبة برقان، أن البرنامج يهدف إلى بناء مجتمع نقدي يرتكز في تفكيره على النواحي التطبيقية، وتقول: "لذلك قررنا أن نتوجه لطلبة الجامعات، على أن يكون المساق في داخلها، ليتمكن الطلبة من التعرف على العمليات التي يمر بها الفريق خلال تطوير المعروضة، من فكرة إلى نموذج ملموس".

عمليا، يمر المشاركون في المساق بالعمليات التي يمر بها فريق المطورين عند تطوير معروضة، بداية من استحضار الأفكار عبر العصف الذهني، وعملية التفاكر، حتى النمذجة.

وأشارت هبة إلى أن فريق الاستوديو يستعين بأشخاص مختلفين بخلفيات أكاديمية متنوعة كمتحدثين وميسرين، لإثراء مضمون المساق.

العملية تداخلية، والمساق أضاف عبر التفكير التصميمي، مرحلتي التعاطف وتحديد المشكلة إلى خلفية المشاركين المعرفية، من أجل الوصول إلى التعاطف مع المستخدم في سبيل تلبية احتياجاته.

وبهذا الخصوص، تقول هبة: "للوصول إلى ذلك، دخلنا مع المشاركين في أساس نظري عميق، ليصلوا إلى معنى التفكير التصميمي، وشروطه، ومصدر تشكله، أي تشكيل خلفية عن الموضوع".

وفي سياق الحديث عن الدخول إلى عملية النمذجة تتابع هبة: "سنبدأ بمرحلة النمذجة، ولا نتوقع أن يخرج المشاركون بمعروضة كاملة، الهدف أن يمروا بالعمليات حتى يكونوا مستعدين لخوض تجربة فعلية أعمق في المستقبل".

بالعودة إلى سجى، فقد لفتت إلى نقطة مهمة من وجهة نظرها، حيث قالت إن "فريق الاستوديو اكتسب معلومات وخبرات جديدة خلال المساق، واطلع على مصادر من الطلاب أنفسهم"، وأضافت: "إنني أكتشف أموراً جديدة في مجال كنت أعتقد أنني انتهيت منه".