نظم مركز القطان للبحث والتطوير التربوي في 14 و15 أيار الحالي، مساقاً في الكتابة التأملية لمربيات رياض الأطفال، ضمن مشروع التطوير الشامل لرياض الأطفال، وذلك في مقرّ جمعية الهلال الأحمر في البيرة.
ويندرج المساق، الذي تمّ بحضور 31 مربية، ضمن عملية تطوير قدرات المربيات بهدف رفع نوعية التعليم لمرحلة الطفولة المبكرة، إذ يسعى المساق إلى بلورة فهم المربيّات لعملية التأمل في تجاربهن التعليمية في رياض الأطفال، ليصبحن باحثات، ومتأملات، ومُقيّمات لمفاهيمهن وخططهن وتطبيقاتهن التربوية.
وعمد المساق إلى قراءة تجربة "برنامج تبادل خبرات المعلمين"، الذي اختُتمت المرحلة الأولى منه لهذا العام في 12 نيسان الماضي، لتبدأ المرحلة الثانية في حزيران القادم. وتم خلال المساق تقييم برنامج التبادل والتأمّل فيه كتجربة تربوية، وخلصت المربيات في نهاية المساق إلى إنتاج كتيب، يلخّص تجربتهنّ في برنامج التبادل.
"تهدف عملية التأمّل إلى خلق آليات تطوّر ذاتي ومستمر لدى المربيات، ونحن نعمل دائماً لتوفير فرص لتحقيق ذلك، من خلال نشر ما تكتبه المربيّات من تقييم ذاتي لعملهنّ أثناء التأمّل"، يقول الباحث مالك الريماوي، المشرف على المساق.
ويضيف: "نسعى في "القطان" إلى بناء قناعة لدى المربيّة بأنّ عملية التأمّل ليست شكلية أو روتينية، بل على العكس من ذلك، فعلى المربيّة أنّ تتعامل مع عمليّة التأمّل كأنّها تحاكي إحساسها بذاتها وقيمة عملها، الأمر الذي سيساعدها في السيطرة على مهنتها، وفهم عملها، وحبّ ذاتها أكثر".
وعن تجربتها خلال المساق، تقول المعلمة رقيّة أبو صبح من روضة سنابل الإيمان: "يُشكّل هذا المساق إضافة كبيرة لنا، إذ قمنا خلاله بإعادة النظر في المشاريع التي طبّقناها في الصفوف مع الأطفال، وتحليل مواطن الضعف والقوة، ما سيدفعنا لتفادي أي أخطاء حدثت سابقاً، وملء الفجوات الناقصة أثناء عملنا على مشروعنا القادم".
يُذكر أنّ مشروع التطوير الشامل لرياض الأطفال، الذي يمتدّ على مدى ثلاث سنوات، يهدف إلى المساهمة في تطوير العملية التربوية والتعليمية للأطفال من 4-6 سنوات في مدينة القدس وضواحيها، من خلال تطوير قدرات المربيات والإداريين، وتحسين جودة الخدمات المُقدّمة في مرحلة رياض الأطفال، وتطوير البنية التحتية من بناء وأثاث وتجهيزات، وتوفير بيئة تربوية آمنة وصحية، وتعزيز قدرات رياض الأطفال في محافظة القدس.