نابلس: ورشة عمل في مدرسة بكالوريا الرواد حول توظيف الدراما في التعليم

الرئيسية في القطان الأخبار نابلس: ورشة عمل في مدرسة بكالوريا الرواد حول توظيف الدراما في التعليم

 

فعلٌ بسيطٌ كربطِ طفلةٍ لشريط حذائها، قد يتحوّل إلى نقاشٍ مع الطلبة حول أولويّات الحياة، ومع الراشدين حول طريقةِ تربيةِ أطفالهم؛ كما حصل في ورشةِ عملٍ نظمها برنامج البحث والتطوير التربويّ/مؤسسة عبد المحسن القطّان، في مدرسة بكالوريا الرواد بمدينة نابلس، مؤخراً.

 

قدّم الورشة مدير البرنامج، وسيم الكردي، والأستاذ البريطانيّ تيم تايلور، وعرضا مدخلاً لمجال الدراما في التعليم ونهج عباءة الخبير بشكلٍ خاص؛ بمشاركةِ 15 معلّمة ومعلّماً من مدرسة "الروّاد".

 

 

مستعيناً بكتاب "تخيّل الواقعي" لديفيد ديفيس-الذي أصدر البرنامج نسخته المترجمة مؤخراً- قدّم الكردي مثالاً حول طفلةٍ تحاول ربطَ شريط حذائها مراراً وتكراراً دون نجاح، ودون أن تقبلَ أيّ مساعدةٍ من أمّها، التي تحتاجُ بدورها إلى مغادرة المنزل مع طفلتها بأسرع وقتٍ ممكن.

 

اعتادت الطفلةُ على الاعتماد على ذاتها، ولم يسبق للأمّ أن تجاوزت هذه الاستقلاليّة، لكنّ الوقت يكاد ينفد، وستنتهي فترة الخصومات في متجر المواد التموينيّة؛ وحينها سيصبح على العائلة الاستدانة لسداد ثمن الطعام.

 

قالت إحدى المعلّمات في دور الأمّ: "أن أعيش أسبوعاً كاملاً بالجوع؛ أفضل من أن أخرق القيم التي أعلّمها لابنتي"؛ بينما هدّدتْ أخرى الطفلةَ متظاهرةً بالرحيل دونها، على الرغم من أنّها لا تستطيعُ تركها في المنزل فعليّاً ضمن معطيات القصّة ... وكلتا الحالتيْن تخلقان حواراً يتحوّل فيه الفعل الواقعيّ إلى حوارٍ ثمّ إلى قصّة فيها غايتان متضادّتان.

 

 

وشرع الكردي في العمل على إعادة إنتاج قصّة "الطفل والضفدع"، التي أصدرها البرنامج مؤخراً، من خلال عرض صورها بشكلٍ عشوائيّ على المشاركين، ليسردوها كما يرونها في الصور دون معرفة أحداثها؛ على أن تستكمل سلسلة ورشٍ دوريّة مع معلّمي المدرسة في الفترة القادمة.

 

عباءة الخبير للمرّة الأولى

 

قدّم تايلور مدخلاً لنهجِ عباءة الخبير، وإمكانيّة توظيفها لتطوير مهارات الكتابة لدى الطلبة، فالهدف من الكتابة هو نقلُ كلّ ما في داخلك وترجمته على الورق؛ على حد تعبيره، مضيفاً أنّ الأطفال لا يشعرون بأهميّة ما يكتبونه، فالكتابة داخل العباءة -حيث يلعبون أدوارَ مهنيين وفنّانين ويتصرّفون كالراشدين- تسهل عليهم ويمارسونها بثقةٍ وحافزٍ أكبر.

 

وانخرط المشاركون في عباءة شكّلوا فيها فريقاً لترميم قلعةٍ قديمة، يجدون في قبوها قطعة ملابس، ويحاولون تأويل هويّة الشخص الذي تعود له هذه القطعة؛ متعرّفين على عناصر نهج عباءة الخبير وسياقاته.