ندوة "كُنّا وما زلنا"

الرئيسية في القطان الأخبار ندوة "كُنّا وما زلنا"

عقد مركز المعلمين في نعلين/ برنامج البحث والتطوير التربويّ، في 7 /5 ندوة بعنوان "كُنّا وما زلنا" قدّمها الباحث والموثّق "طارق البكري"، وعرض فيها صوراً التقطها لفلسطين بين الماضي والحاضر؛ حيث يعمل البكري، بمبادرة شخصيّة غير مموّلة، على توثيق المباني التي استولى عليها الاحتلال، ويتواصل باستمرار مع اللاجئين في الشتات من خلال عمله في التوثيق الشفوي، ليشاركهم الصور ومقاطع الفيديو من قراهم ومدنهم عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ.

 

من القصص اللافتة العديدة التي رواها "البكري" هي جدالٌ دار بينه وبين سيّدة "اسرائيليّة" تسكن في منزلٍ كان لفلسطينيين، وما زالت آيةٌ قرآنيّة محفورة على الواجهة الأماميّة للمنزل، ما لفت نظره ودعاه لسؤالها عن المنزل.

  • هاد بيتك؟
  • آه هاد بيتنا.
  • كان إلك؟

 

وعندها فهمتْ هي القصد من السؤال، وأخبرته بأنّ المنزل كان "لعربٍ هربوا أيّام الحرب" على حدّ تعبيرها، ويشير طارق هنا إلى أنّ المنزل يبعد عن "دير ياسين"- حيث وقعت المجزرة- 5 كيلومتراتٍ فقط، مضيفاً أنّ قصده من الجدال هو أن يعرفَ حكاية من كانوا يسكنون هناك، فسألها عنهم؛ وأجابتْ بأنّها لا تعلم الكثير عنهم، ولكنّها تستطيعُ الجزم بأنّهم أغنياء، لأنّهم كانوا يقتنون مذياعاً (راديو) في أواخر الأربعينات.

 

ولم تغيّر هي وعائلتها سوى شيء واحد في المنزل منذ استولوا عليه؛ وهو أنّهم استبدلوا صورهم بصور العائلة الفلسطينيّة مستخدمين الإطارات نفسها. وحين كان "البكري" يهمّ بالرحيل "يكاد يختنق"- كما وصف شعوره في تلك اللحظة- تذكّرتْ شيئاً جديداً عن أصحاب المنزل؛ فنادته قائلة: "كانوا على وشك تناول العشاء؛ لأنّنا وجدنا أطباقاً مجّهزة على طاولة السفرة".

 

قال "البكري" إنّ هذا الموقف المؤثّر بالذات قد أعطاه دفعةً أكبر للاستمرار بالتوثيق، والبحث عن قصّة كلّ عائلة هُجّرتْ من منزلها.

 

وحضر الندوةَ مجموعة متنوّعة من المعلّمين والطلبة الجامعيين، بالإضافة إلى طلبة مدارس منخرطين في مشروع "الصورة في التعليم" التابع لبرنامج البحث والتطوير التربويّ في "القطّان"؛ وهو مشروع تراكميّ يهدف لاستخدام الصورة كمصدر تعلّمي؛ حيث يجمع الطلبة صوراً قديمة ويعملون على قراءتها وتصنيفها للتعبير عنها في سياقاتٍ من واقع حياتهم.

 

وقال الطالب "محمد حسني" (13 عاماً) إنّ الندوة تركت في نفسه شعوراً جميلاً؛ متابعاً: "لمّا شفنا الصور، كان شعور حلو، شفنا كيف صورة واحدة بتعرّفنا على أشياء بطّلت موجودة، وممكن الصورة تفرّحنا وممكن تحزّننا"؛ وبدوره قال الطالب "يوسف قاسم" (14 عاماً): "شفت بالصور أماكن أوّل مرّة بشوفها، لو أروح على القدس أكيد رح أعرفها!".