ورشة تدريبيّة بعنوان "كركشة بلاستيكيّة"

الرئيسية في القطان الأخبار ورشة تدريبيّة بعنوان "كركشة بلاستيكيّة"

عقدت مؤسّسة عبد المحسن القطّان  الخميس الماضي ورشة تدريبيّة بعنوان "كركشة بلاستيكيّة" بإشراف الباحثة "سمر قرّش"، وشارك فيها طلبة من جامعة بيرزيت وجامعة "زيغن" الألمانيّة يجمعهم تبادل طلّابي، ويعملون على مشروعٍ مشترك لتقليل استهلاك الأكياس البلاستيكيّة.

 

أقيمت الورشة في غرفة الكركشة بمبنى مشروع "وليد وهيلين القطّان لتطوير البحث والتعليم في العلوم"، وهي مساحة للتفكير والإنتاج عبر دمج العلوم بالفنون، وبالرغم من أنّها غرفة صغيرة حجماً لكنّها تحوي بداخلها تجاربَ عديدة تحوّل أعقد المفاهيم العلميّة إلى أفكار بسيطة.

 

ومع أنّ النقاش الأساسيّ كان حول موضوع  Upcycling- وهو إعادة تدوير المهملات لشيء أكثر جودة واستمراريّة- إلّا أنّ العديد من النقاشات العلميّة قد طرحت خلال الحوار مع الطلبة، واستطاعت الباحثة قرّش الإجابة عليها بتجارب سابقة ومعروضاتٍ علميّة جاهزة عملت عليها "القطّان" خلال السنوات السابقة.

 

قالت طالبة هندسة أنظمة المعلومات IT في جامعة بيرزيت "دينا حدّاد" إنّ ورشة العمل كانت ممتعة ومفيدة؛ والأهمّ أنّها عزّزت رغبتها بالاستمرار في المشروع حتى بعد انتهاء فترة التبادل مع الجامعة الألمانيّة؛ فهي لم تكن على علمٍ بوجود مساحات وفضاءات متاحة محليّاً كمؤسسة عبد المحسن القطّان.

 

ومن جانبه؛ قال الطالب الألماني "ديفيد أميند" إنّ الورشة فاقت توقّعاته، وتجاوزت فكرة "إعادة التدوير" التقليديّة التي يعرفها، وأضاف:"أشعر أنّ هناك أفكاراً إبداعية جديدة تدور في رأسي الآن، وسأكون سعيداً لو أعدنا إجراء هذه التجربة حين نعود إلى ألمانيا".

 

تأتي هذه الورشة تعزيزاً لعلاقة مؤسّسة "القطّان" بطلبة الجامعات؛ فقالت الباحثة سمر قرّش إنّ هذا التفاعل هامّ لعدّة أسباب؛ أوّلها هو تعريف الطلبة بالفضاءات المتاحة لهم قبل التخرّج، وكون المؤسّسة معنيّة بهم كمتطوعين في "مركز العلوم التفاعليّ" الذي يجري تأسيسه الآن؛ فهم الفئة الأنسب للعمل مع الزوّار الأطفال كونهم قريبين عمريّاً منهم وفي مرحلة تكوين دائم للمعرفة، والأهمّ أنّ لديهم أفكاراً جديدة ويتقبّلون التغيير والخروج عن المألوف.

 

وأضافت قرّش: "حتى نحن كمسؤولين في هذا المكان، سنّنمي أفكارنا وخبرتنا من خلال حوارنا مع الطلبة، وسنجد أنفسنا أمام تساؤلاتٍ جديدة عن احتياجاتهم، وكيفية تلبيتها"؛ وكانت الباحثة قد حثّت طلبة التبادل أنفسهم على طرح  تساؤلات مشابهة بخصوص مشروعهم "تقليل استهلاك الأكياس البلاستيكيّة"، فالمعظم يعرف أنّ البلاستيك ضارّ بالبيئة، ولكن السؤال الأهمّ هو "ما البديل، وكيف يمكننا الاستغناء عن أكياس البلاستيك؟"، وحينها تأخذ الفكرة مدى أوسع وتصل للناس أسرع وبإيجابيّة أكبر، لنفكّر بإيجاد بوابة لحلّ المشكلة عوضاً عن طرحها نظرياً مراراً وتكراراً.

 

عمل المشاركون مع الباحثة قرّش على تحويل أكياس بلاستيكيّة جُمعت مسبقاً إلى أكياسٍ متينة يستطيعون استخدامها مراتٍ عديدة، وتشكيلها بما يناسب ذوقهم الخاص، وذلك باستخدام مكواة الملابس وورق الجرائد، فشمل ذلك جمع المواد "المهملة" من حولهم، ثم استخدام الأدوات الموجودة يومياً بطرقٍ جديدة، والتعلّم عبر صنع الأشياء بأيديهم.