ورشة عمل حول المتاحف العلمية التفاعلية

الرئيسية في القطان الأخبار ورشة عمل حول المتاحف العلمية التفاعلية

نظم مشروع وليد وهيلين القطان لتطوير البحث والتعليم في العلوم، بالشراكة مع بلدية رام الله في 5 و6/ 6 في قصر رام الله الثقافي، ورشة خاصة بتكوين تصور شامل لمشروع إنشاء مركز علوم تفاعلي في مدينة رام الله، وسيتقدم التصور لبلدية رام الله في نهاية شهر آب القادم.  وفي ضوء ذلك، سيتمّ النظر في المرحلة التالية، وبخاصة أن بلدية رام الله تعهدت بتقديم الأرض اللازمة لبناء المركز عليها.

 

وقاد الورشة كل من توم روكويل مدير المعروضات، ووليام بوث الخبير في بناء الخطط الاستراتيجية لمتاحف ومراكز العلوم، ممثلين عن متحف العلوم والفنون الإكسبلوراتوريوم في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية.

 

وشارك في الورشة عدد من معلمي العلوم، وعاملون في متاحف فلسطينية، وعلماء فلسطينيون، وفنانون، ومعماريون، وأساتذة من الجامعات المحلية في مجالات عدة كالفيزياء، والأحياء، والرياضيات، وتعليم العلوم، إضافة إلى فريق من مؤسسة عبد المحسن القطان وبلدية رام الله، حيث عملوا معاً تحت شعار "التكاملية بين العلوم والفنون".

 

وتناولت الورشة تاريخ مراكز ومتاحف العلوم، والبيداغوجيا الحديثة المتبعة في مراكز العلوم التفاعلية، وتقسيمات محتوى العلوم وفق رؤية تلك المراكز، وطرق العرض والتواصل الفعال والمؤثر مع الجمهور، إضافة إلى البرامج الأساسية التي تقوم عليها مراكز العلوم من تكون مهني، وأنشطة تواصل خارج نطاق التحف، والبحث، والتصميمات المعمارية المختلفة التي تخدم رؤيا وأهداف مراكز العلوم المختلفة.

 

وتميزت الورشة بطابعها العملي، حيث شارك الحضور في النصف الثاني من اليوم الأول بنشاط علمي استقصائي تفاعلي يستهدف الأطفال والعائلة، ويقدم تصوراً حول آلية الأنشطة التفاعلية التي يجب أن تتوفر في مراكز العلوم تحت اطار "التعلم الحر".

 

وعمل المشاركون في اليوم الثاني في مجموعات من تخصصات مختلفة لبناء تصور حول الرؤيا والمحتوى والتصاميم التي يجب أن تتوفر في مركز علوم مستقبلي فلسطيني من وجهة نظرهم.

 

وتأتي هذه الورشة ضمن إطار مذكرة التفاهم بين المؤسسة وبلدية رام الله حول إنشاء مركز علوم تفاعلي في مدينة رام الله.

 

وافتتح الورشة زياد خلف مدير عام مؤسسة عبد المحسن القطان، الذي عبر عن سعادته لوجود نخبة من الخبراء والعلماء والمتخصصين في مجال العلوم والفنون والمتاحف، مضيفاً "إن هذا الحلم لا يمكن أن يتحول إلى حقيقة إلا بتضافر جهود الجميع، لأن هناك تحديات كبيرة في طريقنا، لكننا متأكدون أن الحماس والطاقة والاهتمام في هذه القاعة قادر على تحويل هذا الحلم إلى حقيقة".

 

من جهته، عبر عضو المجلس البلدي عمر عساف، عن أهمية مشروع متحف العلوم التفاعلي للمجتمع المحلي.

 

وقال عساف: "نرى أن المشروع جدير بالاهتمام لأنه يفتح آفاق الإبداع، حيث بدأت فكرة إنشاء متحف علوم تفاعلي قبل 6 سنوات عندما احتفلت بلدية رام الله بالمئوية، وكان ضمن مجموعة مشاريع تنموية وتعليمية وسياحية أخرى، لكن كوننا لسنا جهة متخصصة في الموضوع، كوّنا علاقة مع المؤسسات والجامعات ذات العلاقة، ومع مؤسسة عبد المحسن القطان، من اجل أن نخرج جميعاً بدراسة تشكل الحجر الأساس لهذا المشروع".

 

وكانت ورشة العمل، بدأت بمداخلة للأستاذ رمزي ريحان من جامعة بيرزيت حول واقع تعليم العلوم والبحث العلمي في فلسطين، ركز فيها على التحديات التي تواجه قطاع التعليم على مستوى السياسات، والمناهج والتعليم المتعلقة بالعلوم، والبحث العلمي، في ظل معطيات ومؤشرات إحصائية تتعلق بنسبة النجاح في امتحان التوجيهي، وميول المجتمع إلى تفضيل التخصص العلمي على الأدبي، وهجرة العقول المبدعة إلى الخارج، وقلة التحاق الإناث بسوق العمل المتعلقة بالتخصصات العلمية، وأعباء التدريس في الجامعات التي تأتي على حساب التفرغ للبحث العلمي، وبالتالي على مشروع طموح مثل مركز العلوم التفاعلي أن يأخذ هذه التحديات بالاعتبار والمساهمة في معالجتها بشكل إبداعي.

 

بدوره، عبر د. نادر وهبة مدير مشروع وليد وهيلين القطان عن أهمية هذه الورشة في خلق اهتمام مجتمعي نحو مراكز العلوم التفاعلية، ونحو المشروع الحالي بين بلدية رام الله ومؤسسة عبد المحسن القطان.

 

وأضاف وهبة "إن هذه الورشة أسست لشراكة حقيقية بين مختلف المؤسسات المهتمة والعاملة في مجال المتاحف بمختلف تخصصاتها، وشعرت من خلال التفاعل بأن المشروع هو مشروعهم، وتأكد لنا أن العمل المشترك التكاملي الذي يجمع خبرات وتخصصات مختلفة هو الكفيل بنجاح مشروع عظيم يخدم البلد ويقدم تجربة نوعية مغايرة لأطفال فلسطين".

 

وقالت بيسان بطراوي، الباحثة في مشروع وليد وهيلين القطان أن "وجود الإكسبلوراتوريوم في هذه المرحلة ضروري جداً، وبخاصة أن منهجيات هذا المتحف مبنية على العلوم والفنون والحس الإنساني والتفاعل".

 

وأضافت بطراوي "معظم مراكز العلوم العالمية تتطلع للإكسبلوراتوريوم كنموذج مهم في المراكز العلمية التفاعلية، حيث أنه يعتبر من أول المراكز العلمية التفاعلية التي جاءت كأماكن أخرى غير المتاحف العلمية المبنية على العرض.  وكان من الرائع التفاعل مع مجموعة غنية مبدعة حيث تم توليد العديد من الأفكار الإبداعية والخلاقة التي يمكن أن تجعل مركز العلوم التفاعلي المستقبلي مميزاً محلياً وعالمياً أيضاً".

 

من جهته، عبر روكويل، عن مدى اهتمام المشاركين بهذا العمل، وقال: كان لي الشرف بالعمل مع مؤسسة عبد المحسن القطان وبلدية رام الله على هذا المشروع الرائع الذي سيخدم كل فلسطين.  متحف الإكسبلوراتوريوم ومؤسسة عبد المحسن القطان عملا على تأسيس هذه الشراكة.  نتشابه في القيم، والاهتمام، والفنون والعلوم، وبخاصة خدمة جميع الأعمار. نحن ألهمنا بالمشروع، والالتزام بالعمل مع المجتمع، والإبداع الذي سينتج عن هذا المشروع".

 

بدوره، قال بوث: "رحب بنا سكان رام الله بشكل رائع، نحن نشعر بالتوافق والتآزر مع مهمتكم في خلق مركز علوم تفاعلي قوي سيساعد في تغيير طريق تفكير الناس حول التعليم والتعلم في كامل المنطقة.  نحن متحمسون لنكون جزءاً من هذا المشروع، ونشكركم على دمجنا معكم فيه".

 

وكان عقد لقاء تخطيطي في مبنى "مشروع وليد وهيلين القطان" في الماصيون، ضم فريق الإكسبلوراتوريوم، والمتخصصة في مجال الفنون والعلوم سيلفيا كازيني من جامعة كافوسكاري في فينيسيا - إيطاليا، وطاقم المركز لبناء خطة المتحف التفاعلي بناء على المعلومات والأفكار التي قدمها المشاركون خلال يومي الورشة.