ورشة عمل ومعرض صور ومعروضات في روضة الوكالة الفلسطينية

الرئيسية في القطان الأخبار ورشة عمل ومعرض صور ومعروضات في روضة الوكالة الفلسطينية

نفّذ برنامج البحث والتطوير التربويّ الثلاثاء 24/ 5، ورشةَ عمل مع عشرين أمّ لطلبةٍ من روضة الوكالة الفلسطينيّة/ أبو ديس؛ حيث بنيت الورشة على سيناريو مشروع في الدراما والتعليم ضمن منهجيّة "عباءة الخبير"، وجمعت بين الأمّهاتِ وأطفالهنّ في تجربةٍ تعلّمية واحدة.

 

 

العباءة ذاتها

قد يكون من المألوف أن تكتبَ الأمّ "الواجب المدرسيّ" مع أطفالها في المنزل، أو أن تردّد معلومةً على مسامعهم ليحفظوها من أجل الامتحان؛ فتُحصر مشاركة الأمّ في تعليم أطفالها الرسميّ التقليديّ بذلك؛ ولكنّ اللافتَ في هذه الورشة هو انخراط الأمّهات في التجربة نفسها التي مرّ بها أبناؤهنّ؛ فقد عملت المربيّة براءة حمّاد مع الأطفال على مشروعٍ في الدراما والتعليم ضمن منهجيّة "عباءة الخبير"؛ حيث شكّلوا على مدار شهرين فريقَ "حماة الغابة"، وكانت لديهم مهمّة إنقاذ الحيوانات حين تعرّضت الغابة لحريق في القصّة.

 

خلال فترة تطبيق المشروع؛ أنتج الأطفال رسوماتٍ وأفكاراً ومعروضات؛ لكنّ مشروع الدراما في التعليم لم ينتهِ هنا؛ بل استكملته حمّاد؛ التي شاركت في برنامج التكوّن المهنيّ للطفولة المبكّرة في برنامج البحث والتطوير التربويّ لمدّة ثلاث سنوات، وبالتعاون مع الباحثة في البرنامج فيفيان طنّوس، ومالك الريماوي مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعية في البرنامج، فقد دعت الأمّهات إلى الروضة، وقمنَ بالأنشطة نفسها التي قام بها أطفالهنّ؛ أيّ أنّهن لبسن "العباءة" نفسها، وأصبحن "حامياتِ للغابة" ذاتها، وبطبيعةِ الحال؛ فإنّ الأمّهات أيضاً أنتجنَ رسوماتٍ وأفكاراً بدورهنّ.

 

حتى الآن خاض كلّ من الأطفال وأمّهاتهم التجربةَ بشكلٍ منفصل؛ لكنّ الوقت حان لدمجِ التجربتيْن؛ لذا عُرضتْ رسوماتُ الأطفال على الأمّهات؛ ما منحهنّ القدرة على فهمِ أطفالهنّ وحاجاتهم ورؤيتهم للعالم أكثر، والأهمّ أنّ ذلك مكّنهنّ من معرفة قدراتِ أطفالهنّ حين ينخرطون في سياق يمنحهم حرية الإبداع والمسؤوليّة معاً.

 

 

فريق من اثنيْن

التقى الأطفالُ بأمّهاتهم أخيراً؛ وذلك في معرضٍ عملتْ عليه الأمّهات؛ حيثّ رتّبنَ إنتاجاتِهنّ وإنتاجاتِ الأطفال؛ كي تتجوّل بعد ذلك كلّ أمّ مع طفلها/طفلتها في المعرض؛ كفريقٍ واحد يحميان الغابةَ المتخيّلة من جهة، وعلاقةً تعلّميّة فريدة نشأتْ بينهما من جهة أخرى، ثمّ اختار كلّ طفلٍ صورةً ليروي لأمّه قصّة المشروع من خلالها، فكتبتها الأمّ؛ ليتحوّل المشروع من كونه للأطفال إلى ورشةٍ لأمّهاتهم، ومن ثمّ إلى معرضِ صورٍ وقصصٍ يسردها الطفل وتكتبها أمّه لتُحفَر في ذاكرتهما كليهما.

 

وقالت حمّاد: إنّ الأطفال كانوا متفاعلين مع التجربة بشكلٍ غير مسبوق، ممسكين بأيدي أمّهاتهم في المعرض: "ماما تعي شوفي، هاد شغلنا، هاد إلنا!"، وعبّرتْ الأمّهات للمربيّة بعد الورشةِ قائلاتٍ إنّهن عرفنَ أبناءهنّ بطريقة جديدة.

 

ولم يكن المشروع فرصةً للأمّهات والأطفال ليخوضوا تجربةً جديدة فحسب؛ بل إنّ حمّاد نفسها قالت إنّ هذه الورشة رفعتْ من معنويّاتها ومنحتها قيمةً إضافيّة كمربيّة؛ ما يشجّعها على الاستمرار في التطوّر.

 

 

محاكاة إبداعيّة وملهمة

حضرت الأمّهات معتقداتٍ أنّهن سيستمعن إلى ندوة؛ فإذا بهنّ في مشروعٍ لم يسبق لهنّ خوضه؛ هو "تجربة إبداعيّة" كما تصفه مديرة الروضة نسرين الأسمر؛ ومن جانبه وافقها الريماوي قائلاً "إنّ المشروع هو تجربة ملهمة؛ فهي عابرة للموضوعات والأماكن"؛ مضيفاً: "إنّه التعلّم الذي يعبر بين الناس والروضة والعائلة ويتحوّل إلى شكلٍ اجتماعيّ وتجربة جماعيّة للرّوضة والأهل و"القطّان" أيضاً".

 

أمّا طنّوس، فقد وصفتْ التجربة بأنّها نوعيّة ولم تتردّد في التعاون فيها مع زميلها الريماوي والمربيّة حمّاد، وقالت: "لقد بنينا الورشة على شكل محاكاة لما قامت به المربيّة مع أطفالها، فالمربيّة حمّاد اتّخذت من منهج الدراما وعباءة الخبير نهجاً تربويّاً تستخدمه في تعليمها، وتؤمن بدوره في تقديم تعليم مميّز يقوم على الإبداع، ويترك أثراً يدوم في تعليم أطفالها".