الكتاب لم يدَّعِ المغايرة شكلاً أو شعاراً، إلا أنه حملها هماً أولاً، وسعى إلى تحقيقها مقترحاً تعليمياً يبني منطلقاته عبر محاورة مغايرة للفكر التربوي من جهة، ولفلسفة تعلم اللغة وتعليمها من جهة أخرى، محاورة تعبد صياغة الفكر النظري في خضم التجربة، تلك التجربة المهمومة أصلاً بمساءلة جديد الفكر التربوي وإعادة إنتاجه، وعبر تلك الصراعية ما بين تطبيق المنجز المعرفي وإنجاز ما لم يطبق بعد، وممارسة ما تكشَّف منه، والبحث فيما زال مخفياً، تحققت للفكر وثبته وتحقق الكتاب على شكل خطاب ينتقد السائد ويسائله، ويقدم رؤية جديدة ويجربها، وهذه المسيرة الحوارية طبعت الكتاب بطابعها ليأتي على شكل تصورات نظرية تؤسس لخطاب تربوي ينهض على دمج التربية في الحياة، من خلال الاهتمام بالتعليم كعملية تنمية شاملة للإنسان، تتغيا تنمية الفاعلية البحثية والنقدية عنده، لا شل الذاكرة بإثقالها بحمولة من المعلومات، وهذا الشكل لم يبقَ في نطاق الطرح النظري، بل تحقق في جوهر الكتاب الذي تضمن: النظرية والتطبيق، الدعوة والمثال، التنظير والتجربة، الرؤية والنشاط الذي يحققها ... في حلقة تطبيقية مشدودة بطاقة فكرية.
مالك الريماوي:
كاتب وباحث في مجال السرديات والعلوم اللغوية، يعمل مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعية في مركز القطان للبحث والتطوير التربوي. عمل في مهنة التدريس لسنوات عديدة، له دراسات ومقالات منشورة في الفكر والنقد والدراسات الثقافية.
وسيم الكردي:
شاعر وباحث في مجال التعبير اللغوي والدراما، يعمل مديراً لمركز القطان للبحث والتطوير التربوي إلى جانب عمله في مجال البحوث والبحوث التطبيقية. عمل في مجال التدريس لسنوات عديدة، نشر ثلاث مجموعات شعرية، وله كتب ودراسات منشورة في مجال الدراسات الثقافية، وفي التعبير وتوظيف الدراما في سياق تربوي.
