14 حزيران 2022
مؤسسة عبد المحسن القطان
غزة: نظمت وحدة التكون التربوي في برنامج الثقافة والتربية/مؤسسة عبد المحسن القطان، خلال زيارة طاقمها إلى غزة في 7 الشهر الحالي، مجموعة من ورشات العمل التي نفذت بمشاركة 25 معلماً ومعلمة من تخصصات مختلفة، كانوا قد شاركوا، منذ سنة ونصف، في البرنامج بدورته الأولى للعام 2021/2022.
وامتدت الورشات على مدار ثلاثة أيام متتالية بحضور طاقم الوحدة: مالك الريماوي، فيفيان طنوس، معتصم الأطرش من مقر المؤسسة في رام الله، وممدوح أبو كميل من غزة، وجاءت استكمالاً للبرنامج التدريبي ضمن مشروع "طفل مبدع .. مستقبل مشرق"، الذي ينفذ بتمويل مشترك مع مؤسسة دروسوس في مساراته الثلاثة: التكون المهني لمربيات الطفولة المبكرة، الدراما التكونية لمعلمي المرحلة الأساسية الوسطى، التعلّم عبر المشروع لمعلمي العلوم والتكنولوجيا.
وتركّز العمل في مسار الطفولة على محورين؛ الأول هو مشاركة المربيات لبعضهن البعض عروضاً للتجارب التطبيقية لمنهجية عباءة الخبير التي قامت كل منهن بتنفيذها مع أطفالها، والجزء الثاني تركز على انخراط المربيات في ورشة عمل بعنوان "القصص كسياقات للتعلم والاستكشاف وأدوات للتعبير"، تعرفن خلالها على استراتيجيات بناء القصة في سياق للتعلم، واستكشاف القيم المتضمنة فيها، والتعبير عنها بطرق مختلفة كالدراما، ولعب الأدوار الاستكشافية، وكذلك تمثيلها بأشكال فنية مختلفة تتيح المساحة للطفل للتعبير عن أفكاره، وتعمل على تطوير مهاراته وخصائصه النمائية المختلفة؛ مثل التعبير اللغوي، وتطوير الخصائص الاجتماعية والعاطفية، كما تم التعرف على أشكال متعددة في استثمار هذا الشكل من الورشات، للعمل مع الأهل في الروضة؛ بهدف بناء علاقة مشتركة بين الروضة والبيت يكون مركزها الطفل.ووصفت المربيات موضوع الورشة بالجديد والنوعي، وأنه يلبي احتياجاتهن بشكل كبير، حيث قدم لهم الكثير من المهارات والأدوات التي سيقمن باستثمارها في العام الدراسي المقبل مع الأطفال.
وفي هذا السياق، قالت المربية إيمان إسماعيل من روضة براعم الأمل والمحبة/مخيم المغازي: "إن موضوع القصص الذي تناولته الورشة كبير ومهم، ويشكل محوراً رئيسياً في التعلم الذي يقدم لأطفال الروضة، وهذه هي المرة الأولى التي أتعلم فيها كيفية بناء القصص في سياقات تقدم للأطفال، بحيث يكونون فاعلين فيها، فتمكّنهم من استكشاف القيم بداخلها، ومن ثم التعبير عنها بأشكال مختلفة".
أما المربية سوزان عبد الغني مرزوق من روضة الغد المشرق، فقالت: "المواضيع التي طرحت في الورشة، والمرتبطة بالقصص، كانت مثيرة جداً لي، تعلمت من خلالها أن القصة ليست لتمضية وقت الفراغ والتسلية، بل هي عالم كبير؛ إذا استثمر بالشكل الصحيح، يمكنه أن يقدم لأطفالي تعلماً عميقاً يكسبهم الكثير من المعارف والقيم، إضافة إلى أن مشاركة بعضنا البعض بعروض التجارب التي طبقناها مع أطفالنا، ساعدنا أكثر على التعلم من بعضنا، واكتساب أفكار كثيرة ومتنوعة".
وتركز العمل في ورشات مساري الدراما التكونية، والتعلم عبر المشروع، على دور المعلم الميسر والممكّن لطلابه في الغرفة الصفية؛ من خلال توظيف اللغة، واستثمار الحيز لبناء السياقات والأدوار التي تثري الصف، وتمنحه العديد من الفرص لتعلم عميق، يطوّر لدى الطلبة مهارات الاستقصاء والتفكير والتأمل، ومعايشة المواقف والمشكلات، واستكشاف منظورات متعددة في إطار علاقتها بالفعل الفردي والاجتماعي، من خلال الحفر والتساؤل الدائم في مستويات النمو الثقافي الاجتماعي.
كما ركزت الورشات، بشكل عملي تطبيقي، على المهارات والاستراتيجيات والأفعال التي تساعد المعلم في التنقل بين السياق الواقعي التقني للصف، وبين السياق المتخيل الذي يوفر فرص التعلم والاستكشاف والبحث في الكثير من القضايا والمواقف والمهام في الجوانب المنهجية، والعلمية، والاستقصائية، وفي الجوانب الشخصية والاجتماعية والإنسانية بشكل تكاملي.