"احكيلي عن بلدي" تحيي ذكرى يوم الأرض في عقابا برسم جدارية فنية وتكريم ضحايا كورونا

الرئيسية "احكيلي عن بلدي" تحيي ذكرى يوم الأرض في عقابا برسم جدارية فنية وتكريم ضحايا كورونا

أحيت المجموعة الشبابية "احكيلي عن بلدي" الذكرى الخامسة والأربعين ليوم الأرض بطريقة فريدة تحاكي الإنسانية، وتنادي بالثقافة والفن والعمل المجتمعي التشاركي، حيث عمد 25 شاباً وشابة من بلدة عقابا في محافظة طوباس، إلى غرس قرابة 41 شتلة في مقبرة تابعة للبلدة، وكل شتلة تحمل اسم إحدى ضحايا (كوفيد 19)، بجانب استخدام الطباشير والألوان لرسم جدارية ترمز ليوم الأرض.

وتأتي هذه الفعالية في ظروف انتشار الجائحة، تمهيداً للتعريف بالفريق والمسارات المجتمعية والبيئية والفنية التي تنفذها المجموعة التي أطلقت على نفسها اسم "احكيلي عن بلدي"، المنخرطة في مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية الذي تنفذه مؤسسة عبد المحسن القطان بدعم من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).

وتهدف المجموعة المكونة من 20 شاباً وشابة، و15 طالبة مدرسة إلى التعريف بالمعالم الأثرية، وتسليط الضوء على قضايا اجتماعية، وأهم الأحداث التي مرت على بلدة عقابا، مجسدين بذلك تاريخ البلدة وثقافتها.

وقال مالك الريماوي مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعية في "القطان": تأتي هذه الفعالية كجزء من سيرورة بناء المجموعة الشبابية في بلدة عقابا لتطوير المبادرة المجتمعية والمجموعة معاً، لتحويل أوسع تجربة اجتماعية ممكنة وأوسع مشاركة لفئات المجتمع المختلفة من شباب وطلاب ونساء، إلى تجربة حياتية أولاً، وتجربة تعليمية تعلمية ثانياً، انطلاقاً من فهم يرى في الحياة الاجتماعية قدرات الفعل والحوار والخيال.

بدوره، أكد جمال أبو عرة رئيس بلدية عقابا، خلال مشاركته الشبان في فعالية زراعة الأشتال في البلدة تخليداً لضحايا الجائحة، على أهمية تنفيذها في يوم الأرض، لما لها من دور كبير في تعزيز مبدأ الإنسانية والشعور بالغير، وإعلاء رمزية ارتباط المجتمع الفلسطيني بالأرض.

وقال أبو عرة: نقول في يوم الأرض، هذه الأرض لنا ولن تكون إلا لنا، مهما حاول الاحتلال فرض سيطرته عليها".

وعن مضمون الفعالية، وما تقدمه من رسائل مجتمعية وثقافية، قال أبو عرة: "فقدنا العديد من المواطنين بفعل كورونا، وهذه الفعالية جاءت لتذكر الناس بمن فقدوهم، وترسل رسائل مهمة بتذكير الأحياء بضرورة التزامهم والأخذ بإجراءات السلامة الصحية كي لا يكونوا ضحايا كورونا هم وذووهم".

ونوه أبو عرة إلى الدور الذي تلعبه مؤسسة عبد المحسن القطان في تفعيل دور الشباب نحو عمل مبادرات مجتمعية تهدف إلى إكسابهم خبرات جديدة ومعلومات وثقافة جديدة على رأسها التمسك بالأرض.

وقالت عضوة الفريق في مجموعة "احكيلي عن بلدي"، سارة أبو الزيت (22 عاماً) من بلدة عقابا، أثناء مشاركتها فعالية زرع الأشتال: "حاولنا اليوم كشباب إحياء يوم الأرض، ولكن بطريقة مختلفة في ظل كورونا، حيث قمنا بزراعة 41 شتلة خضراء في مقبرة تضم عدداً من ضحايا الجائحة في محافظة طوباس".

وأضافت أبو الزيت واصفةً: "إحدى الأمهات شاهدتنا ونحن نزرع شتلة باسم ابنها المتوفى بكورونا ... وبكت حينها بحرقة، هذا الأمر ترك فينا أثراً كبيراً وشجعنا أكثر من أجل تقديم أفضل ما لدينا لدعم الأرض والمواطن"، موضحةً أن مبادرة "احكيلي عن بلدي" تساهم في تنمية دور الشباب الفلسطيني المُغيب، وتعزز مبدأ التطوع والتعاون والمشاركة المجتمعية، وبخاصة أنها تضم قرابة 20 شاباً وشابة من بلدة عقابا.

وعن تسمية المبادرة، قالت: "سميناها "احكيلي عن بلدي" لأنها تساهم بشكل كبير في تعريف المواطنين على مواقع ومعالم أثرية وتاريخية متنوعة، حيث تضم نشاطاتنا أيضاً فعاليات ومسارات مجتمعية منوعة".

أما العضوة في المجموعة رقية أزهري، فقد تسلقت هي، أيضاً، شغفها كي ترصد ردات فعل الأهالي المشاركين في الفعالية، وتراقب حديثهم الصامت مع ذويهم الذين يرقدون تحت التراب.  وقالت مبتسمةً: "شعرت بفرحتهم عند رؤيتهم الأشتال التي تحمل أسماء ذويهم، وكأننا تركنا خلفنا رمزاً مقترناً بالشخص المتوفى، وكل مرة سيذكرنا به".

ونوهت خلال حديثها إلى أهمية مشاركة الشباب في العمل المجتمعي، واصفةً الشبان بـ"جنود البلاد"، لما لهم من دور كبير في إحداث تغيير ملموس على أرض الواقع.

في السياق ذاته، أشار الشاب أمير أبو عرة، وهو عضو في المجموعة، إلى أهمية مشاركة الشباب في مبادرات مجتمعية فعالة ذات قيمة إنسانية وثقافية، وتحديداً في ظل كورونا، حيث يمكن استغلال أوقات الفراغ بشكل أفضل.  وقال: "الفعالية اليوم هي البداية، وبدأنا في بلدة عقابا، لنتوسع في المحافظة، ومن ثم على مستوى الوطن، نشاطاتنا تهدف إلى الاستدامة، والوصول إلى أكبر عدد من الناس".

وعن التغلغل بين أزقة بلدة عقابا لرسم جدارية ترمز ليوم الأرض، قالت العضوة في المجموعة ياسمين أبو عرة (16 عاماً) مشيرةً الى تعزيز الدور الثقافي بجانب العمل المجتمعي: "أردنا من خلال رسم الجدارية ترك رسالة واضحة بأهمية التعبير من خلال الفن، والتعريف بنا كمجموعة شبابية قادرة على ترك بصمة في كل مكان".

وقالت: "الأرض نرثها ونورّثها، وهي جزء من حياتنا، ونحن الشبان من سننهض بهذه الأرض ونعمرها بسواعدنا".