نظمت مؤسسة عبد المحسن القطان، الثلاثاء 13 نيسان 2021 بمقرها في رام الله، ورشة عمل تدريبية لمجموعة "مسار عقابا" المكونة من 20 شاباً وشابة، و15 طالبة مدرسة حول مفاهيم العمل المجتمعي ومبادئ التخطيط الجمعي، وذلك في إطار مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية، الذي تنفذه المؤسسة بدعم من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).
وجاءت الورشة بهدف تطوير خبرات فريق المجموعة نحو التخطيط والتفكير الجمعي، وتوظيف الخيال كي يطوروا المسارات التي يقومون بها، ويمارسوا لغة الحوار مع مجتمعهم المحلي.
وتضمنت الورشة تمارين عملية تفاعلية، حيث عبر المشاركون عن انفعالاتهم وأفكارهم من خلال استخدام الجسد والرسم أيضاً، وتخلل الورشة عرض قدمه ماهر شوامرة العامل في شركة كهرباء محافظة القدس حول إعادة التدوير، واستغلال ما يطلق عليها "الدرامات الخشبية" في إنتاج أشكال ومجسمات صديقة للبيئة.
واستكشف المشاركون مبادئ التخطيط للعمل المجتمعي، وإمكانيات فنون التركيب وإعادة التدوير في تصميم مسار جغرافي عملي، ومسار فكري حواري موازٍ، ما استحضر مفاهيم "السلطة" والقوة والسيطرة، والمشاركة والحوار كمفاهيم وعلاقات مبثوثة في الحياة على شكل علاقات اجتماعية وأنماط عمل وتفكير.
وتقوم مجموعة "مسار عقابا" الشبابية بعمل مسارات مجتمعية وبيئية وفنية، تهدف إلى التعريف بمعالم البلدة، وإعادة تعريفها، من خلال توظيف التعبير عن الحياة فيها، وتجسيدها على شكل قضايا للمشاركة والحوار.
وعن فحوى التدريب، قال مالك الريماوي مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعية في "القطان": في حوارنا مع المتدربين، وظفنا الدراما وطورنا الخيال لديهم والتخطيط، كي يفكروا بشكل عملي وبُعد فكري قيم"، موضحاً أن مضمون التدريب تركز على قراءة الواقع وتبيان "مفهوم السلطة والنظام"، وأثره على أفراد المجتمع حينما يتم التحكم بهم ماذا يقولون وماذا يفعلون.
وأضاف الريماوي: "نحاول فهم الواقع معاً، كي لا يصبح مشروعهم (مشروع المجموعة) جزءاً من نظام السلطة، ويُفرض على المجتمع بشكل إجباري، وإنما من المهم الاستماع للغير، والأخذ بوجهات النظر المختلفة، ومعرفة ماذا يريد الناس كي يطوروا من مساراتهم المجتمعية".
بدوره، قال أحد أفراد المجموعة محمد أبو عرة (21 عاماً): "تعلمنا أن نجاح المشروع يكمن في تأثيره على الجمهور المتلقي، ولا يقتصر الأمر فقط على تنفيذ فعاليات ونشاطات، وإنما العمل على تغيير الأنماط الفكرية لديهم".
وأوضح أبو عرة أن مضمون الورشة ساهم في إثراء قدرات أعضاء المجموعة، وتوظيف ما اكتسبوه من معرفة في تطوير المشروع، إذ يتم توظيف الأدوات الفنية للتعبير عن قضايا مجتمعية، وخلق حوار وتفاعل مع المجتمع.
فيما عبرت عضوة المجموعة أمل أبو عرة (18 عاماً) عن سعادتها في المشاركة في الورشة، مشيرة إلى أن المدرب الريماوي قدم معلومات قيمة تعكس واقعاً تعيشه المجتمعات حينما يمارس النظام الحاكم سلطته على الشعب، ويفرضها عليه دون الأخذ برأيه.
وقالت أبو عرة: "التدريب ساهم في إكسابنا بعض المعلومات والأفكار التي يمكن تطبيقها في مشروعنا المجتمعي، حيث لا سلطة على أحد، وإنما نتشارك معاً نحن وأبناء بلدتنا عقابا في إنجاحه".
أما عضو المجموعة إبراهيم القيسي (24 عاماً)، فقد أكد أهمية الخوض في تدريبات عملية تنمي القدرات الفكرية، وتعزز المشاركة المجتمعية، مشيراً إلى الدور الذي لعبه المدرب في إيصال المعلومة بشكل مشوق، وعكسه للواقع، وتوضيح علاقة السلطة بالشعب.