ماذا يعني أن يتبلور حلمُ طفلك بقيادة دراجة هوائية؟ أو أن تكتشف ذلك من خلال لوحة فنية؟ في قرية الزبيدات الواقعة شرق مدينة أريحا، نفذت مبادرة "من مزرعة في الغور"، يوماً ترفيهياً لأطفال القرية، استجابة لحاجة هؤلاء الأطفال للانخراط في أنشطة تفاعلية وحيوية، حيث عملت المبادرة على كسر حالة الانغلاق التي تعاني منها المنطقة، من خلال استقطاب فنانين لزيارتها والتفاعل معها ومع مركبات المكان من حيز وسكان، وتنفيذ أنشطة متنوعة، بالتوازي مع تشجيع أهلها على التفاعل في الأنشطة المجتمعية المنفذة.
نفذت المبادرة مجموعة من الفقرات التي وظفت أدوات فنية مثل الرسم والموسيقى والألعاب، لتشجيع الأطفال على التعبير عن أنفسهم واحتياجاتهم، والتفريغ بوسائل ترفيهية.
واعتمد اليوم الترفيهيّ، في قسمه الأول، على نشاط رسم حر، لحث الأطفال على التفكير في أحلامهم وأفكارهم وترجمة طاقاتهم إلى رسومات وألوان.
وفي هذا السياق، تقول منفذّة نشاط الرسم الفنانة حورية سعادة: "لقد عكست لوحات الأطفال ما يريدون رؤيته من العالم -أو عالمهم الصغير- فمنهم من رسم البحر، ومنهم من رسم أشياء أخرى عامة، إلا أن واحدة من أهم الإنتاجات، كانت لطفلة رسمت دراجة هوائية - لاحقاً علمت أن الفتاة تحلم بركوب الدراجات الهوائية".
وتخلل القسم الثاني عرض مسرحيّ تفاعليّ، بعنوان "ناطور الطنطورة"، أدّاه مسرح الطنطورة الفلسطينيّ. يأخذنا هذا العرض عبر رحلة ثقافية للتعرف على المدن الفلسطينيّة على مدار الفصول الأربعة، بالاستناد إلى البحار التي تطل عليها.
ويشير المسرحي نضال الخطيب إلى جوهرية العمل الذي تم تقديمه بقوله: "يوظف العرض أدوات حسية مثل المؤثرات السمعية والبصرية، في محاولة لتعريف هؤلاء الأطفال بالبحر، ولفتح نظرهم على اتساع العالم خارج قريتهم المعزولة تقريباً بشكل تام عن محيطها، مستشعرين تجربة البحر ووجوده قريباً منهم من خلال هذه المسرحية".
تقوم فلسفة المبادرة، على كسر عزلة هذه القرية، من خلال توظيف الثقافة والفنون لتغيير واقعها القائم، من خلال إدخال أدوات فنيّة ومعرفية يمكن لشباب القرية توظيفها كوسيلة للخروج إلى العالم، حاملين ثقافة المكان وطاقته، والعمل على خلق مبادراتٍ متنوعة، تساهم في بناء مجتمع متمّكن من تحديد أولوياته ومشاكله، وجاهز للبدء في الحوار حولها والعمل على التغيير.
وتدفع المبادرة باتجاه إشراك الأطفال واليافعين من الذكور والإناث في الأنشطة والفعاليات المختلفة، لتوجيه طاقاتهم نحو إنتاج حاضنة ثقافيّة وبيئة داعمة مستقبلاً، ومتفاعلة الى حدٍ كبير مع محيطها الخارجي، مستندة إلى الثقافة والتنّوع والتعليم كأدوات أساسيّة للتغيير، والإجابة عن السؤال الأساسيّ "من نحن في هذا العالم؟".
نفذت مبادرة "من مزرعة في الغور" ضمن مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة، وذلك يوم السبت 22/10/2022، وينفذ المشروع، ضمن مسار "المنح"، بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطان، وبتمويل مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).