"القطان" و"ماتديرو" يطلقان مشروع الإقامة الفنية في مجال الفنون البصريّة في رام الله ومدريد

الرئيسية في القطان الأخبار "القطان" و"ماتديرو" يطلقان مشروع الإقامة الفنية في مجال الفنون البصريّة في رام الله ومدريد

رام الله - (مؤسسة عبد المحسن القطان)

تحت عنوان "ممارسات الفن المجتمعيّ"، أعلنت مؤسسة عبد المحسن القطّان، بالتعاون مع مركز ماتديرو – مدريد في إسبانيا، عن إطلاق منحتين لإقامةٍ فنيّة في الفنون البصريّة، واثنتين مثلهما في "القطّان".

وتعتبر هذه الإقامة إعلاناً عن التعاون الأول بين "القطان" و"ماتديرو"، حيث يترتب على الإقامة إعطاء فرصة متساوية للفنانين الفلسطينيين بالإقامة في مدريد، والفنانين الإسبانيّين بالإقامة في مبنى المؤسسة في رام الله.

يُذكر أن الإقامة تمتّد بين 23 أيلول و8 كانون الأول من العام 2019، وبموجبها سينتقل هذا العام كل من الفنانة صفاء الخطيب ومهدي البراغيثي إلى مركز ماتديرو، واستضافة فنانين إسبانييّن في مؤسسة عبد المحسن القطّان، وتُتيح الإقامة للفنانين فرصة المشاركة في معرضٍ للأعمال الفنيّة البصريّة في مدريد، بعد الانتهاء من الإقامة في نهاية شهر تشرين الثاني.

 

"هذا يقتل ذاك"

خلال إقامتها في مدريد، ستعمل الفنانة صفاء الخطيب على مشروع "بلا عنوان"، الذي وصفته (عن أسبقية المطبوع على الهندسة المعمارية: "هذا يقتل ذاك")، حيث ستتناول التجربة الإنسانيّة، من خلال إشراك مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين والشتات في التدخلّات الفنيّة التي تجريها على الأمكنة التي تدرسها من خلال أصوات ومقاطع فيديو مسجلّة، وشهادات حيّة، لمن أرغموا على ترك هذا الإرث.

ويتناول "هذا يقتل ذاك" موضوع المباني والمساجد التي يعود بناؤها إلى نهايات القرن التاسع، التي حوّلها الاحتلال إلى متحف وأماكن تجمّعات للفنانين الإسرائيليين، ومن خلال دراستها تستخدمُ الخطيب هذه المُنشآت بشكلها الحاليّ كأدوات فنيّة ناقدة للفنّ، إذ إنّها إنتاج فنّي متلصص على طابو ما تمّت سرقته، ويمثّل التاريخ الذي تم طمسه وتشويهه من قبل سلطات الاحتلال.

ولدت الفنانة صفاء الخطيب في قرية كفر كنّا في الداخل الفلسطيني المحتّل، وهي ناشطة ومصوّرة فلسطينيّة، وحصلت على درجة الماجستير في برنامج الدراسات السينمائيّة من جامعة حيفا العام 2018.  وخلال سنين دراستها التصوير الفوتوغرافي في أكاديميّة "بيتسلئيل" للفنون والتصميم في القدس عملت في مجال التوثيق، حيث وثقّت في مشروعها "استوديو بغداد" الحياة اليوميّة للفلسطينيين في القدس، الذين تُهدّد ممتلكاتهم بالمصادرة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي. كما وثقّت المجتمع الفلسطيني الإفريقيّ في القُدس، وركّزت، من خلال صورها، على حياة النساء المقدسيّات في البلدة القديمة، من خلال تصوير مطابخهّن بوصفها المساحة الصغيرة التي يقضين فيها معظم أوقاتهّن.

فازت الخطيب عن فئة التصوير الفوتوغرافيّ العام 2016 في مهرجان فلسطين للداخل والخارج، وفازت بالجائزة الأولى في مسابقة الفنّان الشاب (اليايا) للعام 2018 عن مشروعها "تمرّد الضفائر"، وتناولت، من خلال مشروعها، قصص الفتيات الفلسطينيات دون سنّ الـ 20 في سجون الاحتلال.

 

الذكورة العربية

يركز الفنان مهدي البراغيثي، وخلال إقامته الفنية، على تفكيك وتمثيل وبناء مفهوم الذكورة في المجتمع العربي، ويدرس صورة الرجل في المجتمع من خلال جسده الخاصّ، وتصويره في حالاتٍ مختلفة في إطار الكشف عن الصور النمطيّة المتعلقة بشكل الرجل ومراحل تطوّره خلال الطفولة، مروراً بسنّ المراهقة وحتى مرحلة الشيخوخة.

تشكل هذه الأسئلة حجر الزاوية في بحث البراغيثي، حيث قام بنشر أشكال مختلفة، بما في ذلك فن الفيديو والأداء، التي ستسمح للناس بالنظر للرجل من زاويةٍ مختلفة.

من خلال الإقامة، يطمح البراغيثي لاستكمال بحثٍ فني بصريّ، وبدء عمل فني على أساس الذاكرة والمقابلات التي أجراها من خلال التنقيب في تاريخ عائلة والدته في مخيم الوحدات في الأردن، وذلك بعد أحداث أيلول الأسود.

ويركز في بحثه على كيفية تعامل سكان المخيم مع الأحداث السياسية والمصائب، والقصص والمجالات التي لم يتم توثيقها والتركيز على النقاط والأسئلة.  ويطرحُ التساؤلات التالية: ما هو المجتمع في ذلك الوقت؟ وما الذي يجعل المجتمع يبدو على ما هو عليه؟ وضرورة التحقيق في جزء معين من تاريخ الفلسطينيين في الملجأ، ومتابعة تاريخ عائلته من خلال خلق أماكن مريحة -صور وفيديوهات- داخل الكاميرا.

يشار إلى أن البراغيثي من مواليد مدينة رام الله، ويُعرّفُ نفسهُ على أنّه فنان بصريّ متعدد التخصصات، حصل على درجة الماجستير في الفن من فرنسا العام 2018، وتحصّل على منحةٍ لدراسة برنامج مساحة فضاء أشغال داخلية، أشكال ألوان من الجمعية اللبنانيّة للفنون المعاصرة في بيروت العام 2015-2016، ودرس في فصل دراسي واحد في أكاديميّة مالمو للفنون في السويد، وحصل على درجة البكالوريوس في الفنون البصرية المعاصرة من الأكاديميّة الدوليّة للفنون في رام الله.