ما زال ميدان تحفيز التفكير وتنميته بحاجة إلى الكثير من الدراسة والبحث والتعريف والتعمق، فهناك العديد من النظريات المتباينة والكثير من البرامج المختلفة التي تصف طرقاً ونماذج متمايزة لتعليم التفكير، إلا أننا نفهم مهارات التفكير كقدرات ذهنية متباينة في التعقيد، تعيننا على استدخال العالم من حولنا وتأويله وإعطائه معنى، ونحن ندرك أن التفكير يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمضمون، فكما في اللغة، لا يمكن تعليم مفرداتها وقواعدها وبلاغتها دون نصوص ذات معنى، وبلا سياقات ذات مغزى، لا يمكن تعليم مهارات التفكير من فهم، وتحليل، واستدلال، وتقييم دون مضمون يتحدى الطلبة، ويرغمهم على العمل والتعلم بطريقة تعاونية، أو بمعزل عن سياق يشجعهم على إعادة النظر والتأمل والمراجعة بهدف التطوير. وقد بدا لنا أن هذا المضمون أو السياق الشمولي قد توفره مشكلة حياتية من واقع الطلبة، تقدم إليهم ليقوموا بدراستها وفهمها والسعي إلى حلها، ففي فضاء المشكلة موضوع البحث، يمكن للطلبة أن يطوروا مهارات التفكير ويوظفوها. لهذا، ارتكز هذا الكتاب على أربعة فصول، حيث تضمن الفصل الأول أهم التوصيفات الكلاسيكية والحديثة للمشكلات، وعرض الفصل الثاني أبرز النماذج المتعلقة في تعليم حل المشكلات ضمن قراءة تأملية ونظرة ذاتية، أما الفصل الثالث ففصَّل مقترحاً تعليمياً تطبيقياً "البحر الميت يحتضر ... مشكلة تقود التعلم"، وبيّن الفصل الرابع التجربة التعليمية/التعلمية تطبيقاً وممارسة. نأمل أن يكون هذا الكتاب عنواناً لبدايات مغايرة تُعين زملاءنا المعلمين والتربويين على تطوير مقاربات ومشاريع تعليمية وفق رؤيتهم واجتهاداتهم، لتلبي احتياجات طلبتهم وتتفق مع خصائصهم وظروفهم.
الكتاب متوفر للاطلاع و/أو البيع في مكتبة ليلى المقدادي القطان.
دعاء جبر:
باحثة سابقة في مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، لها مقالات وأبحاث عدة، وتحمل درجة الماجستير في التربية تخصص تعليم التفكير.
وائل كشك:
باحث سابق في مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، وعمل كذلك في تدريس مساقات في أساليب التعليم في دائرة التربية في جامعة بيرزيت. كما عمل سابقاً مدرساً لمادة الرياضيات لسنوات عديدة. له دراسات ومقالات في الفكر والممارسة في المجال التربوي والثقافي.