شكل الروضة وسؤال وجودها كان عنوان لقاء مع مربيات الروضات ومديراتها عبر تطبيق زوم، نظمه برنامج البحث والتطوير التربوي في مؤسسة عبد المحسن القطان بمشاركة 65 مربية ومديرة روضة.
وناقش المشاركون شكل الروضة في المرحلة القادمة، والشروط التي يجب توفرها لتمكنها من استقبال الأطفال واحتضان وجودهم كسياق لنموهم وتعلمهم من جهة، وتوفير مكان وبيئة حاضنة لهم توفر الطمأنينة للأهل كشرط لممارسة حياتهم المهنية والاجتماعية من جهة أخرى.
وتم خلال اللقاء تبادل الأفكار حول التصورات لإعادة صياغة شكل الروضة ومضمونها للاستجابة لمتطلبات المرحلة، وبشكل يتوافق مع حاجات المجتمع والسياسات الصحية والتربوية فيه، حيث تم التطرق إلى أفكار وتصورات حول إعادة تصميم الأحياز بشكل يسمح بالحركة والتعلم الآمنين، وكذلك طرح أفكار ومفاهيم حول أشكال التعليم المناسب وأولوياته، من حيث دمج الأطفال مع حياة الروضة ومساعدتهم على بناء أشكال من الاستقلالية والاعتماد على الذات، وتطوير القدرات والمهارات الضرورية لتحقيق النمو الجسدي والاجتماعي.
كما طرحت أفكار حول أشكال التعامل مع الأطفال ضمن تصورات تربوية لتطوير قدراتهم في التصالح مع الحياة الراهنة وشروطها وقبول مفاهيمها الجديدة، من حيث التباعد الاجتماعي، وعدم التلامس، والحفاظ على سلامته الشخصية، وسلامة زملائه، من خلال الالتزام الواعي بقواعد الحياة الجديدة.
ومن خلال قراءة التحديات عبر تحليل الواقع الميداني من منظور العاملات فيه من مربيات ومديرات، تم تحديد أهم التحديات وتأطيرها في خمسة أطر متداخلة ومتفاعلة: إعادة بناء قدرات المربيات وتصوراتهن بشكل يستجيب لمتطلبات الأزمة، وإعادة تصميم الروضة كمكان للتواجد والحركة وكحيز تفاعلي بشكل يراعي قواعد السلامة، وبناء خطة تربوية ومخطط إجرائي لاستقبال الأطفال وتهيئتهم للحياة في الروضة ودمجهم في سيرورتها اليومية، وتحديد ملامح وأشكال التعليم المدمج والمتمازج وبناء نماذج فاعلة في تطبيقه، وتطوير أشكال تواصل مع الأهل لخلق طمأنينتهم وإيمانهم بالروضة وبأهميتها واستشراف أشكال تشاركية للعمل معاً.
وانتهى اللقاء على شكل نداء وتفكير للعمل على استكشاف هذه المحاور وبناء خطة لتحقيقها.