أطلق برنامج البحث والتطوير التربويّ/ مؤسسة عبد المحسن القطّان، يوم الثلاثاء 2020/8/11 فعاليات "المساقات الصيفية" ضمن برنامج الدراما في سياق تعلّمي في مبنى المؤسسة في الطيرة – رام الله، بمشاركة 15 معلمة ومعلم بشكل وجاهي، من مناطق مختلفة في فلسطين، و 26 معلمة ومعلم، شاركوا من خلال الحيز الإلكتروني من مناطق مختلفة في فلسطين والوطن العربي.
أشرف على المساقات مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعية في المؤسسة مالك الريماوي، إضافة إلى الباحثين فيفيان طنوس، ومعتصم الأطرش. وتُعقد المدرسة الصيفية سنويًا منذ العام 2007 وتتضمن برنامجًا مكثّفًا يشمل مواد نظرية وتطبيقية في مجال توظيف الدراما في التعليم، والتي تستهدف المعلمات والمعلمين.
وتوزعت المساقات على الجوانب التعليمية التي تتناول كيفية تسخير الدراما من أجل التعليم عن بُعد لمعلمي المستويين الثاني والثالث من طلاب المدرسة الصيفية.
استهدفت هذه المساقات أشكال التعليم التي تناسب التعليم الوجاهي والرقمي "من خلال الوسائط" في آنٍ واحد. كون الفترة الاستثنائية التي يعيشها العالم بسبب انتشار وباء فايروس "”covid- 19، قد أثرت بشكل كبير على الشكل التعليمي في فلسطين والعالم أجمع.
يشار الى أن هذه التجارب التعليمية مبنية على توظيف الدراما وأعرافها، وتمت تجربتها في الفضاء الواقعي والافتراضي، ومناقشتها في ضوء تطوير المضامين والوسائط الرقمية.
وعلق مالك الريماوي أن "الدراما تعمل على جلب موضوعات وقضايا هامة ذات صلة عميقة في اللحظات الاجتماعية والثقافية الراهنة لذلك كان لموضوع العزل والانعزال في ظل الأزمة الراهنة، وموضوع اضطهاد النساء وبروزهن كضحية للعنف الذكوري في الأسرة والمجتمع"، وأضاف الريماوي بأن "الدراما في هذه الورشة قامت على مقاربة موضوع قتل الفتاة داخل العائلة والمجتمع ونسجت مسارًا من البحث الذي وظف الأعراف الدرامية ولُعب الأدوار، لاستكشاف الفجوة بين حياة النساء الخاصة كنواة بشرية وإنسانية وبين التصورات الاجتماعية والمعايير الثقافية التي تعمل على محو هن وإخفائهن، وإظهارهن على شكل صور نمطية تتوافق مع نظرة الثقافة الذكورية ومعاييرها. بذلك تكون الدراما قد سمحت للمشاركين باستكشاف هذه الفجوة بين الرغبات والتصورات والمواهب والحاجات الفردية للنساء كبشر، وبين العادات الثقافية المُجسدة في الهابيتوس* الاجتماعي".
وعمل المشاركون في المساقات الوجاهية والالكترونية أثناء الورشة في مجموعات، حيث قامت كل مجموعة منهم بتمرين يهدف لاستخدام الخيال الدرامي، في محاولة لاسترجاع مبادئ التعليم والتخطيط و استعمالها عند عودتهم للتعليم.
من جهتها أكدت الباحثة فيفيان طنوس على ضرورة الاستفادة من كون الدراما تصلح لكل مكان قائلة: " اعتاد الفنانون في الماضي الاعتماد على الأدوات التقليدية كالرسم والنحت، اليوم يعد الفن أكثر تنوعًا وأكثر مرونة، أصبح العديد من الفنانين يستخدمون أدوات جديدة تتناسب مع هذا العصر، كذلك التعليم من خلال الدراما يجب أن يكون، من خلال الاستفادة من أدوات هذا العصر ، لجعل الدراما قابلة للتطبيق في كل الأوقات". وأضافت إن دور المربي/ة مهم في ربط المنهاج بالواقع، قائلة: "الخيال المبدع هو أساس التعليم الناجح، فالمعلم القادر على جلب الخيال داخل الصف هو المعلم الذي يقودهم للتفكير المبدع".
ويسعى البرنامج بشكل مستمر لإغناء برنامج المدرسة عبر اللقاءات المستمرة والتي تحاكي الظروف المتغيرة التي تمر بها المسيرة التعليمية والنظام التعليمي في فلسطين بشكل خاص. من خلال ربط اللقاءات التدريبية بالمفاهيم والمصطلحات النظرية.
يشار إلى أن هذا العام هو الأخير للمعلمين والمعلمات من الفوج الثاني والثالث بعد متابعة شاملة معهم لتنفيذ مخططاتهم، وتهدف اللقاءات الحالية لتعميق فهمهم لأدوات الدراما وكيفية تطبيقها على أرض الواقع لتحقيق أقصى فائدة ممكنة.
*الهابيتوس، يعد مفهوم الهابيتوس من المفاهيم الأساسية في سيسيولوجيا بورديو، ويقصد به مجموعة التصرفات والسلوكيات التي تنبع عادة من المسلمات المُكتسبة.